ستيرجيس
أعلنت شركة «أبوت»، كبرى شركات تصنيع تركيبات حليب الأطفال في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، عن إعادة فتح مصنعها الرئيسي في ولاية ميشيغن، بهدف التخفيف من النقص الحاد لحليب الرضّع في الأسواق الأميركية.
وكانت الأسر الأميركية قد عانت ضغوطاً نفسية متزايدة خلال الأشهر الماضية، وسط اشتداد أزمة نقص حليب الأطفال المركّب (الفورميلا) في مختلف أنحاء البلاد، نتيجة إغلاق مصنع «أبوت» في ولاية ميشيغن بسبب تلوث بكتيري محتمل أدى إلى تعليق الإنتاج وسحب المنتجات من الأسواق في شباط (فبراير) الماضي.
وقالت «أبوت» في بيان السبت الماضي، إنها استأنفت عملية الإنتاج في مصنعها بمدينة ستيرجيس، متوقعةً أن تبدأ المنتجات بالوصول إلى الأسواق ابتداء من الثلث الأخير من شهر حزيران (يونيو) الجاري.
وستعطي الشركة الأولوية في البداية لإنتاج تركيباتها المتخصصة من EleCare، للرضع الذين يعانون من الحساسية الغذائية الشديدة ومشاكل الجهاز الهضمي والذين لديهم خيارات محدودة للتغذية، لتكون متاحة في الأسواق بحلول 20 يونيو الجاري. وأضافت أنها ستعيد إنتاج Similac والعلامات الأخرى في أقرب وقت ممكن.
وقالت «أبوت» إن الأمر سيستغرق حوالي ثلاثة أسابيع قبل أن تبدأ العبوات الجديدة في الظهور على أرفف المتاجر، مؤكدة على أنها تلتزم بالسلامة والجودة. كما أنها تعهدت بأن تبذل قصارى جهدها لاستعادة الثقة التي وضعها الآباء ومقدمو الرعاية الصحية فيها منذ 130 عاماً.
ويعتبر مصنع «أبوت» في ستيرجيس، أكبر منشأة لإنتاج حليب الرضّع في الولايات المتحدة بأكملها، وقد أقدمت الشركة الأم على إغلاقه بشكل طوعي بعد اكتشاف إصابة عدد من الأطفال بعدوى بكتيرية في شباط (فبراير) الماضي.
ورغم أن «أبوت» توصلت إلى عدم وجود دليل يربط بين التركيبة التي تنتجها وبين الحالات المرضية التي أصابت الأطفال، أسفر فحص أجرته إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي أي) لمنشأة ستيرجيس، عن اكتشاف عيوب عديدة تهدد سلامة الإنتاج.
لكن الوكالة سمحت بإعادة فتح المنشأة بعد اشتداد أزمة نقص حليب الأطفال التي أحرجت إدارة الرئيس جو بايدن، ودفعتها إلى اتخاذ سلسلة تدابير أخرى لمواجهة الأزمة.
وقال روبرت كاليف، مفوض «أف دي أي»، إنه حتى بعد إعادة فتح المصنع، فقد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن تعود الإمدادات إلى وضعها الطبيعي.
وتجدر الإشارة إلى أن سبب الأزمة في البداية هو مشاكل سلسلة التوريد ونقص العمالة، لكن المشكلة ازدادت سوءاً منذ 17 فبراير عندما بدأت «أبوت» عملية سحب طوعي للحليب المصنوع في ميشيغن بعد وفاة رضيعين بعدوى بكتيرية لم يتبين لاحقاً ارتباطها بمنتجات «أبوت».
وقبل أن تغلق الشركة مصنعها الرئيسي، كانت «أبوت» تسيطر على 40 بالمئة من سوق حليب الأطفال، لكن الحصة السوقية لشركات أخرى نمت منذ ذلك الحين، بما فيها شركات خارجية بدأت بتوريد منتجاتها إلى الولايات المتحدة بعد تخفيف سياسة الاستيراد من قبل إدارة بايدن.
وقبل يوم واحد من استئناف الإنتاج في مصنع «أبوت» بولاية ميشيغن، كشف بايدن عن اتفاقية جديدة مع شركة «نستله» لتوريد 33 مليون عبوة لحليب الأطفال الآمن، أن هذا يجعل الأسواق تستقبل أكثر من 127 مليون عبوة «في أسرع وقت ممكن».
وكانت الإدارة قد أطلقت في وقت سابق عملية عسكرية لتوريد عبوات الحليب من أوروبا وأستراليا إلى الأسواق الأميركية، كما أعلنت عن وصول الدفعات الثالثة والرابعة من الشحن الأسبوع الماضي من المملكة المتحدة وأستراليا، إلى جانب الحصول على 1.3 مليون علبة من تركيبة «غربر» من المكسيك ابتداء من الشهر المقبل.
Leave a Reply