تقام يوم الثلاثاء القادم، الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر)، الانتخابات البلدية فـي العديد من مدن مقاطعة وين، وأمام الجالية العربية استحقاقات انتخابية مؤثرة وحاسمة، وخاصة فـي انتخابات مدينتي ديربورن هايتس وهامترامك اللتين تتمتعان بكثافة عربية وازنة تساهم فـي الازدهار الاقتصادي والتنوع الثقافـي والاجتماعي لكلتا المدينتين.
ففـي مدينة ديربورن هايتس تزايدت أعداد العرب وأعمالهم واستثماراتهم بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة ما أضفى وجهاً عربياً على المدينة، التي باتت تبدو وكأنها توأما لمدينة ديربورن. لكن وعلى الرغم من ذلك، مايزال تمثيل الجالية العربية فـي المجلس البلدي بأدنى مستوياته، حيث يضم عضوا عربيا واحدا، هو طوم بري، بين أعضاء المجلس السبعة.
كما تضم قائمة المرشحين لانتخاب ديربورن هايتس مرشحاً عربياً واحداً هو وسيم (دايف) عبدالله الذي يتنافس مع أربعة مرشحين آخرين على ثلاثة مقاعد، وفـي حال فوزه، سترتفع حصة العرب فـي المجلس الى اثنين من سبعة وهو فـي الحد الأدنى مقارنة بالكثافة العربية فـي ديربورن هايتس وتأثيرها البارز فـي زيادة إنعاش المدينة الاقتصادي.
من هنا، يجب على العرب فـي ديربورن هايتس أن يأخذوا بعين الاعتبار أهمية الانتخابات البلدية وأن يُقبلوا عليها بكثافة لاختيار ممثليهم بما يضمن حماية وجودهم ومصالحهم ومستقبل عائلاتهم وأبنائهم، ولا شك أن عبدالله مرشح مؤهل لتمثيل مصالح الجالية.
أما العرب فـي مدينة هامترامك، فهم يواجهون استحقاقا أكبر وأكثر دلالة، فهذه المدينة التي يشكل فـيها اليمينون حوالي 27 بالمئة من إجمالي السكان، ليس فيها موظف بلدي واحد من أصل يمني، كما أن المجلس البلدي المكون من سبعة أعضاء يخلو من أي تمثيل عربي.
كما أن قائمة المرشحين الحالية لمجلس بلدية هامترامك لا تضم سوى يمنياً واحداً، هو المرشح سعد المسمري، وذلك رغم الوجود التاريخي لليمنيين فـي هذه المدينة والذي يعود لعدة عقود من الزمن. المسمري بدوره ينافس خمسة مرشحين آخرين للفوز بأحد المقاعد الثلاثة الشاغرة، وستكون الفرصة متاحة أمامه للفوز فـي حال أقدم اليمنيون على التصويت بكثافة يوم الثلاثاء المقبل.
والمؤسف أنه حتى لو كان الفوز من نصيب المسمري، يبقى تمثيل الجالية اليمنية داخل المجلس أقل مما يجب ولا يعكس التمثيل المتكافئ لحجم الجالية اليمنية فـي المدينة.
واللافت فـي انتخابات هامترامك هذا الموسم، هو الحملة العنصرية التي يشنها مجهولون على عرب ومسلمي المدينة، وإذا كان مفهوما أن الدوافع وراء تلك الحملة هو تحقيق مكاسب انتخابية، إلا أن حملة الكراهية تلك يجب أن تشكل دافعاً للناخبين العرب والمسلمين للادلاء بأصواتهم وإثبات وجودهم فـي مدينتهم، رداً على خطاب الكراهية الذي يزيد من تعميق الحساسيات الدينية والعرقية فـي المدينة التي يشكل فـيها المسلمون أكثر من نصف عدد السكان.
لقد طالبت تلك الحملة، عبر مناشير ظهرت عليها صور لثلاثة مرشحين بيض، بطرد المسلمين من هامترامك والتصويت للمرشحين البيض حصراً، وترافق ذلك مع شكاوى رفعت الى المجلس البلدي تطالب بمنع المساجد من رفع الأذان بدعوى إزعاج السكان والجيران، مع الإشارة إلى أن مدينة هامترامك هي المدينة الوحيدة فـي ميشيغن، التي يسمح فـيها للمساجد برفع الأذان عبر مكبرات الصوت، وأنّ هناك ستة مساجد فـي المدينة مرخص لها بذلك.
وما من شك، أن الرد الأمثل على حملات العنصرية والكراهية تلك، يتمثل فـي إدراك عرب المدينة ومسلميها أهمية الانخراط فـي الانتخابات واستثمار قوة الصناديق الانتخابية ودورها فـي إيصال ممثلين لمصالحهم فـي المدينة.
إن «صدى الوطن» تدرك الأهمية الحاسمة للانتخابات، وقد عملت على امتداد سنوات صدورها الثلاثين على نشر وتعميق الثقافة الانتخابية بين أبناء الجاليات العربية، لإدراكها العميق بأنها -الانتخابات- هي الطريقة المثلى لحماية الجالية العربية وصيانة حقوقها وضمان مستقبل أبنائها.
ولذلك، فإننا -فـي الصحيفة- ندعو العرب فـي مدينتي هامترامك وديربورن هايتس إلى أن لا يتقاعسوا عن المشاركة فـي العملية الانتخابية، وأن يؤمنوا بأن أصواتهم يمكن أن تصنع الفرق الذين يطمحون إليه فـي حياتهم.
Leave a Reply