بوسطن – حذر الطبيب تشارلز كيزلر، رئيس قسم طب النوم في مستشفى «بريغهام» النسائي في بوسطن، من أن النظر في شاشات الحواسيب والهواتف الذكية والتلفزيون خلال فترة المساء يتسبب بصعوبات ونقص في النوم، ما يزيد من مخاطر التعرض لمشاكل صحية عدة منها البدانة والاكتئاب وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وبحسب مقال كيزلر في مجلة «نايتشر» العلمية، فإن التعرض للضوء الكهربائي في أوقات الليل، الذي يُفترض أن يكون وقت النوم الطبيعي، هو السبب الأهم في حدوث نقص واضطراب النوم، بالرغم من وجود عوامل أخرى أحدثها نظام الحياة المعاصرة الذي يتحرك على مدار أربع وعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع، مثل الاستيقاظ مبكراً للعمل والدراسة، والإفراط في تناول الكافيين، والرحلات الطويلة.
ويقلل التعرض للضوء الاصطناعي (مصابيح الإنارة والإلكترونيات) من راحة الجسم خلال الليل بتثبيطه نشاط الخلايا العصبية المسؤولة عن النوم مع تنشيط الخلايا المسؤولة عن اليقظة، بجانب إعاقة إفراز هرمون النوم المعروف باسم «الميلاتونين»، كما يؤثر على الخلايا الحساسة للضوء في العين، وتؤدي هذه العوامل معاً إلى اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، والتي تضطلع بتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ. ويرى كيزلر أن التكنولوجيا تتسبب في «إبعادنا عن نمط اليوم الطبيعي الذي يلائم أجسامنا»، ويعتقد أن انتشار الإضاءة الاصطناعية والزيادة المستمرة في استهلاكها أدى إلى شيوع نقص النوم.
وهو ما يتفق مع رأي ديريك جان ديجك، مدير مركز أبحاث النوم في جامعة «سري» البريطانية، الذي يعتقد بتأثير التعرض للضوء الاصطناعي في فترات المساء على تقليل الميل للنعاس؛ فأصبحت تصرفات الناس هي العامل الرئيسي في تحديد وقت النوم، بعكس الماضي حين كان دوران الأرض حول محورها، والذي يتحكم في الليل والنهار، هو المحدد الأول.
وتشير بعض الدراسات إلى تراجع عدد ساعات النوم لكثير من الأشخاص في السنوات الأخيرة. وبحسب استطلاع نشر العام الماضي كان متوسط ساعات نوم 30 بالمئة من الموظفين، و44 بالمئة من العاملين في الفترات المسائية في الولايات المتحدة أقل من ست ساعات كل ليلة، وهو ما يختلف كثيراً عن الوضع قبل خمسين عاماً؛ إذ كان نحو 3 بالمئة فقط من سكان الولايات المتحدة ينامون قليلاً.
Leave a Reply