استطلاع: الأميركيون حائرون تجاه الموقف من مسلمي أميركا

نيويورك – رغم القبول بالمسلمين في المجتمع الأميركي بشكل عام، فإن مواقف الأميركيين تجاه المسلمين في الولايات المتحدة تفاوتت بشكل كبير، وهو ما يرجع إلى التخوف من وجود متشددين مسلمين في الولايات المتحدة، بحسب استطلاع للرأي أُجري مؤخرا في أميركا.وأوضح الاستطلاع، الذي أجرته مجلة «نيوزويك» الأميركية، أن المجتمع الأميركي يقبل بالمسلمين بينهم إلى حد كبير، لكن الأميركيين مازالوا يشعرون بالقلق بشأن وجود متطرفين داخل الولايات المتحدة.

مسلمون اميركيون

وأظهرت النتائج أن 40 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن المسلمين الموجودين في الولايات المتحدة مخلصون لأميركا بقدر إخلاصهم للإسلام، لكن 46 بالمئة من الأميركيين قالوا إن الولايات المتحدة تسمح بدخول أعداد أكثر من اللازم من المهاجرين القادمين من دول إسلامية.وقالت أغلبية بلغت 63 بالمئة من الأميركيين إنهم يعتقدون أن معظم المسلمين في الولايات المتحدة لا يتساهلون مع العنف، كما قال 40 بالمئة إن القرآن الكريم لا يتساهل مع العنف، في حين قال 28 بالمئة إن القرآن يتساهل مع العنف، كما قال 41 بالمئة من الأميركيين إنهم يشعرون أن الثقافة الإسلامية تمجد الانتحار.واعتبر 52 بالمئة من الأميركيين أن المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة مسالمون بشكل أكبر من المسلمين الذين يعيشون خارجها، في حين قال 7 بالمئة فقط إن مسلمي الولايات المتحدة أقل مسالمة من المسلمين خارجها.لكن نتائج الاستطلاع كشفت وجود مستوى مرتفع من القلق بين الأميركيين تجاه وجود متشددين مسلمين داخل الولايات المتحدة؛ حيث قال 54 بالمئة من الأميركيين إنهم يشعرون بالقلق من إمكانية وجود متشددين مسلمين داخل المجتمع المسلم في الولايات المتحدة.ويبدو أن هذا القلق من وجود بعض المتطرفين بين مسلمي أميركا ظهر في تأييد بعض الأميركيين لقيام مكتب التحقيقات الفيدرالية بالتجسس على المساجد؛ حيث أيد 52 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع هذا الإجراء.وقد عبّر 38 بالمئة من الأميركيين عن اعتقادهم أن مسلمي أميركا يتعرضون للاستهداف والتمييز بشكل غير عادل من قِبل جهات تنفيذ القانون، في حين رفض 52 بالمئة هذه الفكرة.وقد أيد 25 بالمئة من الأميركيين القيام بعمليات اعتقال جماعي للمسلمين الأميركيين في حال حدوث هجمات على الولايات المتحدة على غرار هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، في حين رفضت أغلبية كبيرة بلغت 60 بالمئة القيام بمثل هذه الاعتقالات.وبحسب الاستطلاع فقد قال 64 بالمئة من الأميركيين إنهم لن يعترضوا على قيام أحد أبنائهم أو بناتهم بمواعدة شخص مسلم من الجنس الآخر، كما قال 69 بالمئة إنهم يعتقدون أنه ينبغي السماح للطالبات المسلمات بارتداء غطاء الرأس في الفصول الدراسية، فيما قال 23 بالمئة إنه لا ينبغي السماح بهذا.وقد أظهر الاستطلاع انقسام الأميركيين بشأن إمكانية تصويتهم لمسلم مؤهل في منصب عام؛ حيث قال 45 بالمئة إنهم سيقومون بهذا فيما قالت نفس النسبة إنهم لن يقوموا بهذا.وقد كان المسلمون الشباب أكثر ميلا إلى القبول بالتصويت لصالح مرشحين مسلمين؛ حيث قال 57 بالمئة من الأميركيين بين 18 و39 عاما إنهم سيصوتون للمرشح المسلم الكفء، فيما هبطت هذه النسبة إلى 44 بالمئة عند من تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عاما، وانخفضت أكثر إلى 32 بالمئة بين الأميركيين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو تزيد.يُشار إلى أن هذا الاستطلاع أجرته مؤسسة «برنستون» الدولية لأبحاث الاستطلاعات، لصالح مجلة «نيوزويك»، وذلك في 11-12 تموز (يوليو) الجاري، وقد تم إجراء الاستطلاع من خلال مقابلات عبر الهاتف شملت 1003 من الأميركيين البالغين.