واشنطن – أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته وكالة «رويترز» بالشراكة مع مركز «إبسوس» للبحث أن التأييد الشعبي الأميركي للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة يتراجع بشكل لافت، مشيراً إلى أن معظم الأميركيين يرون أنه يتعين على إسرائيل أن تقبل وقف إطلاق النار في الصراع الذي تحول إلى أزمة إنسانية.
وقال نحو 32 بالمئة من المشاركين في استطلاع الرأي الذي أجري في 12 و13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري إن «الولايات المتحدة يجب أن تدعم إسرائيل» عندما سئلوا عن الدور الذي يجب أن تلعبه الولايات المتحدة في القتال.
ويقل ذلك عن 41 بالمئة قالوا إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم إسرائيل في استطلاع سابق أجرته «رويترز» يومي 12 و13 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وارتفعت نسبة الذين يقولون إنه «يجب على الولايات المتحدة أن تكون وسيطاً محايداً» إلى 39 بالمئة في الاستطلاع الجديد مقابل 27 بالمئة في الشهر السابق.
وقال 4 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم الفلسطينيين، وقال 15 بالمئة إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تشارك على الإطلاق، وكلتا القراءتان مماثلتان لما حدث قبل شهر.
وقال نحو 68 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يتفقون مع عبارة مفادها أنه «يجب على إسرائيل أن تدعو إلى وقف إطلاق النار وتحاول التفاوض».
وأيد حوالي ثلاثة أرباع الديمقراطيين ونصف الجمهوريين في الاستطلاع فكرة وقف إطلاق النار، مما وضعهم على خلاف مع الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي رفض دعوات الزعماء العرب، بما في ذلك الفلسطينيون، للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.
وبدلاً من ذلك، اكتفت إدارة بايدن بحثّ إسرائيل على بذل كل ما في وسعها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وهو أمر تزعم إسرائيل إنها تفعله.
وفي إشارة قد تكون مثيرة للقلق بالنسبة لإسرائيل، قال 31 بالمئة فقط من المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون إرسال أسلحة إلى إسرائيل، بينما عارض 43 بالمئة الفكرة. وقال الباقون إنهم غير متأكدين. وكان التأييد لإرسال الأسلحة إلى إسرائيل أقوى بين الجمهوريين، في حين عارضه ما يقرب من نصف الديمقراطيين.
وفي حين أن معظم الديمقراطيين المعتدلين في الكونغرس يدعمون منذ فترة طويلة المساعدة العسكرية لإسرائيل، فقد بدأ بعض التقدميين في حزب بايدن نفسه يتساءلون عما إذا كان ينبغي أن يكون هناك قدر أكبر من التدقيق وكذلك الشروط المرتبطة بهذه المساعدة.
ولطالما اعتمدت إسرائيل على الولايات المتحدة، أقوى حليف لها، للحصول على مليارات الدولارات سنوياً من المساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي الدولي.
ويأتي انخفاض الدعم الأميركي، الذي ظهر في الاستطلاع الجديد بين الديمقراطيين والجمهوريين، وخاصة بين المشاركين الأكبر سناً، بعد أسابيع من القصف الإسرائيلي العنيف والقتال البري ضد المقاومة الفلسطينية في غزة رداً على عملية «طوفان الأقصى» يوم 7 أكتوبر التي أسفرت عن مقتل حوالي 1,200 إسرائيلي وأسر نحو 240 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، سفكت إسرائيل دماء أكثر من 11 ألف فلسطيني، حوالي 40 بالمئة منهم من الأطفال، وفقاً لإحصائيات مسؤولي الصحة في غزة.
Leave a Reply