خليل إسماعيل رمَّال
على سيرة الراوي يا كرام فإن الطائرة المدنية الروسية التي تحطَّمت فوق سيناء وذهب ضحيتها ٢٢٤ راكباً، هي عمل إرهابي متعمد مئة بالمئة أداته التكفـيريون المجرمون وبتخطيط سعودي إسرائيلي مشترك تم من خلال زرع قنبلة فـي مكان حساس داخل الطائرة مما أدى إلى انفجارها فـي الجو وشطرها إلى نصفـين. وبما أن لكل جريمة دافع لارتكاب الفعل الشنيع، تصبح الرياض وتل أبيب فـي رأس المستفـيدين من هذا الإعتداء الإرهابي على روسيا ومواطنيها العزّْل الأبرياء.
وحتى الآن لم يستنفر العالم من هذه الفرضية الإرهابية لأن القتلى هم من الروس لكن لو كانت الطائرة أميركية أو إسرائيلية لعادت أجواء ١١ أيلول من جديد، غير انه إذا ثبت ان وراء سقوط الطائرة عملية تخريبية فلن يسلم المجرمون والمخططون من غضب الدب الروسي الذي لتوِّه أرسل أسلحة متطورة الى سوريا من بينها صواريخ «أس أس ٤٠٠» لاقتلاع جذور الارهاب من جوار دمشق واستعادة حلب مهما كلّف الثمن وهو القرار الذي اتخذه محور المقاومة وكان أبلغ تعبير عنه ذلك الذي جاء على لسان الجنرال قاسم سليماني الذي أكدَّ ان السلطات الايرانية العليا اتخذت قرار تحرير حلب ولو كلَّف ١٠٠ ألف شهيد.
وبغض النظر عن التقارير التي أفادت بحصول لقاء بين الاستخبارات السعودية والاسرائيلية فـي فلسطين المحتلَّة، يبقى أن الطرفـين قلقان من التدخُّل الروسي المفاجئ فـي سوريا والذي بدأ يرجِّح الكفة لصالح الجيش السوري. فالسعودية لم تهضم العملية العسكرية بعد أنْ وضعت كل ثقلها واسمها فـي الميزان للإطاحة بالرئيس الأسد وما زالت حتى اليوم مصرةً بعناد وصلف على موقفها المتعنِّت، كما لم تنسَ رد الرئيس بوتين على ولي عهد عائلته فـي موسكو بأنه فات الأوان لإنقاذ آل سعود من المأزق. كذلك العدو الإسرائيلي الذي وقع فـي ورطة كبيرة بسبب تخوفه من الاشتباك مع المقاتلات الروسية عن طريق الخطأ (أو العمد لأن تل أبيب غدرت حتى براعيها وسيدها الأميركي فمن ينسى السفـينة ليبرتي؟).
ومقابل الخسارة السعودية المتسارعة فـي اليمن حيث يتوغل الجيش اليمني ولجانه الشعبية فـي داخل الأراضي السعودية المغتَصَبة من اليمن فـي عسير ونجران وجيزان، يبدو أن تأثيرها بدأ يظهر على آل سعود على شكل خلافات حادة ضمن العائلة وعلى سلوكهم غير العقلاني بدليل شن حرب على قناة «الميادين» الإعلامية فـي لبنان بسبب ضيق صدورهم من المعارضة لسياساتهم.
وما دمنا فـي حديث شبه الوطن المرهون للموقف السعودي لابد من الحديث عن أزمة نفاياته المستمرة بعد ان فشلت فـيدرالية زبالة الطوائف (برافو كوستا برافا)، وانتهاء جلسة الحوار ببحث موضوع الزبالة ثم أرجئت الى ١٧ من الشهر الحالي بسبب سفر مجموعة من أقطاب الحوار. طبعاً البلد بخير من سياسات وحوش المال وكله عال ولا داعي للعجلة. والله عيب، على وزير بيئة الحكومة المسخ أنْ يستقيل بكرامة فهو المعني بالنفايات لكنه جالس على حدة بينما غيره يعالج المشكلة وهو يتفرج ويقبض راتبه ويفقس بالصور، وهو باقٍ فقط فـي موقعه لان تمَّام سلام صديقه الشخصي. على فكرة، أعلن تمَّام سلام أنه «عند موقفه بعدم عقد جلسة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي على أزمة النفايات»! ما هذه الشهامة والبطولة والهمة عنده؟! لا، فعلاً موقف تاريخي رهيب!
هناك توصيف إنكليزي مناسب للحكم فـي لبنان هو «كاكيستوكراسي» (Kakistocracy)، أي ببساطة وضع أسوأ الاشخاص على الإطلاق فـي البلد فـي سُدَّة الحكم. فدولة بالكاد تدفع رواتب عسكرييها وبشق الأنفس ولا تجمع النفايات واصبحت هي والمرض جيراناً، هي أردأ وأفشل دولة فـي التاريخ، والمضحك المبكي انهم فـي لبنان يبحثون الآن قانون استعادة الجنسية، لماذا؟ ذلك أن سكان مسخ الوطن يتركون البلد زرافات زرافات ولو عبر مراكب الموت مثل اللاجئين ليهربوا من حكم اللصوص ووحوش المال! استعيدوا الوطن قبل الجنسية يا ايها…
Leave a Reply