سان خوان – اختار 97 بالمئة من الناخبين في بورتوريكو التي تقع في شمال شرق البحر الكاريبي، أن تصبح جزيرتهم إحدى الولايات المتحدة الأميركية. ولم يشهد الاستفتاء إقبالاً كثيفاً. وبورتوريكو تعاني من ديون تبلغ سبعين مليار دولار وهي مستعمرة إسبانية سابقة أصبحت إقليماً أميركياً في القرن التاسع عشر.
وأشارت النتائج النهائية بعد إغلاق مراكز التصويت مساء الأحد الماضي أن أكثر من 97 بالمئة من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم يؤيدون إلحاق جزيرتهم المفلسة بالولايات المتحدة كإحدى الولايات، مقابل معارضة 1.5 بالمئة يريدون الإبقاء على الوضع القائم و1.3 بالمئة يرغبون في استقلالها.
وصرح حاكم بورتوريكو ريكاردو روسيلو بعد الإدلاء بصوته في غاينابو غرب العاصمة سان خوان أنه يريد الدفاع عن رغبة سكان الجزيرة التي تقع في شمال شرق البحر الكاريبي، في أن تصبح بورتوريكو الولاية الحادية والخمسين.
وأضاف ريكاردو الذي انتخب في كانون الثاني (يناير) الماضي بناء على هذا الوعد «سنتقدم على الساحة الدولية للدفاع عن أهمية أن تصبح بورتوريكو أول ولاية ناطقة بالاسبانية في الولايات المتحدة».
وأكد أن حكومته ستعمل «في واشنطن وجميع أنحاء العالم» لتدخل هذه الأرض الأميركية الصغيرة في «الاتحاد».
وتأتي تأكيدات الحاكم على الرغم من نسبة المشاركة الضئيلة في الاقتراع الذي يهدف إلى إنهاء علاقة «استعمارية» طويلة مع الولايات المتحدة على حد قوله. وقد جذب الاستفتاء أقل من ربع الناخبين المسجلين إذ إن نسبة المشاركة فيه بلغت 22.7 بالمئة من أصل 2.2 مليون ناخب مسجل.
أزمة مالية وسياسية
وبورتوريكو التي تعاني من ديون تبلغ 70 مليار دولار كانت مستعمرة إسبانية سابقة وأصبحت أرضاً أميركية في القرن التاسع عشر. وقد منحت في خمسينيات القرن الماضي وضع «الولاية الحرة الشريكة».
وسكان بورتوريكو مواطنون أميركيون لكنهم يتحدثون بالإسبانية. ولا يسمح لهم بالتصويت في الانتخابات الرئاسية أو انتخاب ممثلين لهم في الكونغرس الأميركي.
وسكان بورتوريكو (٣.٤ مليون نسمة) مواطنون أميركيون ناطقون بالإسبانية. ولا يسمح لهم بالتصويت في الانتخابات الرئاسية أو انتخاب ممثلين فاعلين لهم في الكونغرس الأميركي مع أن القوانين الأميركية تطبق عليهم بشكل مباشر. ويرى كثيرون في هذا الوضع سبباً للأزمات التي تشهدها الجزيرة.
وكان كبير المستشارين الاقتصاديين في الحكومة كريستيان سوبرينو قد صرح لوكالة الأنباء الفرنسية أن وضع الجزيرة قضية «أساسية» للخروج من دوامة الأزمة الاقتصادية. وأضاف «لأن بورتوريكو تقيم علاقات تفتقد إلى المساواة مع الحكومة الأميركية»، وضعت أموال الجزيرة المفلسة تحت إشراف لجنة يديرها الكونغرس.
وكانت المجموعات الأميركية الكبرى قد تمركزت في بورتوريكو مستفيدة من إعفاءات ضريبية قررتها واشنطن. لكن الحكومة الفدرالية قررت إلغاء هذه الإعفاءات ما أدى إلى رحيل هذه المجموعات بأعداد كبيرة.
وغرقت بورتوريكو في الانكماش بسبب رحيل هذه الشركات والأزمة المالية الأميركية الحادة.
ومع ذلك تمكنت الجزيرة التي يسمونها «يونان الكاريبي» من مواصلة الاستدانة من السوق الأميركية لسندات البلديات التي يتنافس المستثمرون على شرائها، وهي أيضاً معفاة من الضرائب الأميركية… إلى أن انهارت وأعلنت الجزيرة إفلاسها.
Leave a Reply