ديربورن هايتس – سامر حجازي وعلي حرب
قدم كاتب «سيتي كليرك» مدينة ديربورن هايتس والتر بروسيويتش استقالته يوم الثلاثاء 22 يوليو (تموز)، وسط مزاعم تورطه بوضع عراقيل بوجه الناخبين العرب الأميركيين الذين كانوا يحاولون الإدلاء بأصواتهم غيابياً للانتخابات التمهيدية النصفية المقبلة. لكنه تراجع عن إستقالته يوم الخميس دون تفسير لذلك.
بروسيويتش |
ووفقا لمديرة اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز – فرع ميشيغن «اي دي سي» المحامية فاتنة عبد ربه، قدم العديد من الناخبين العرب الأميركيين في المدينة شكاوى إلى اللجنة الحقوقية على مدى الأسبوعين الماضيين لأنهم واجهوا أعذاراً واهية لمنعهم من التصويت في المبنى البلدي. وقالت عبد ربه «تراوحت الذرائع من القول إن قسائم الإقتراع الغيابي سوف ترسل بالبريد للناخبين، الى الإدعاء بأن الناخب لا يملك بطاقة هوية صحيحة». وقد أحالت عبد ربه تقريراً عن الشكاوى إلى المسؤولين في البلدية الذين إما تجاهلوا التقرير أو رفضوا فتح تحقيق بما ورد في إتهاماتها على الفور.
وفي مقابلة عبر الهاتف مع «صدى الوطن»، نأى رئيس بلدية ديربورن هايتس دان باليتكو بنفسه عن كاتب البلدية «سيتي كليرك» بروسيويتش، داعياً أمانة سر الولاية أو كاتب مقاطعة «وين» «وين كاونتي كليرك» للإشراف على الانتخابات في المدينة بدلاً عن بروسيويتش. وأكد باليتكو في معرض رده أيضا أن بعض أصوات الاقتراع الغيابي قد مُنعت.
وقال «يتم انتخاب كاتب البلدية بشكل منفصل، ولا يخضع لإدارة البلدية التي أرأسها، وكانت لي مداولة معه. أنا لا أفهم تماماً لماذا مُنع بعض الناخبين من الإدلاء بأصواتهم غيابياً. وكانت الأسباب التي قدمها بروسيويتش كتبريرات تقنية أكثر منها منطقية».
وأكد رئيس البلدية انه يأخذ هذه الإدعاءات على محمل الجد، وأضاف «إنَّ تحدي طلبات الاقتراع الغيابي أمرٌ يدعو للقلق لأنه ينطوي على خطر إنكار حق المواطنين بالتصويت. والتصويت هو حق أساسي أُنشيء في دولة ديمقراطية. وهناك شكوكٌ كبيرة الآن تخيِّم على عملية التصويت هذه لذا إذا أردنا المساعدة في إزالة هذا الشك فهذا يتم من خلال إيجاد طرف جديد يدير الانتخابات».
وأعرب عن خشيته من أن تسلط هذه المسألة أضواء إعلامية سلبية على المدينة والمنطقة بشكلٍ عام، خصوصا أن مدينة ديترويت تصّور في الإعلام وكأنها «بلد من العالم الثالث» بسبب أزمة المياه. وبالتالي، فهو يدعو إلى تحييد بروسيويتش عن عملية الإشراف على التصويت.
واعربت عبد ربه عن شعورها بخيبة أمل لعدم استجابة البلدية لصوت الجالية العربية الأميركية المحلية. وقالت انها سرّبت الخبر حصريا لينشر في صحيفة «صدى الوطن»، في محاولة منها لإيصال الرسالة بين أبناء الجالية في أسرع وقت ممكن.
وتعتقد لجنة الـ«اي دي سي» بأن الدوافع وراء إنكار الأصوات الغيابية من قبل مكتب البلدية هي عنصرية. ولاحظت عبد ربه أن «عدد الشكاوى ينذر بالخطر وبصفتنا مؤسسة تعمل للجالية فقد قمنا بواجباتنا (الاستقصائية) حيث جمعنا طلبات المقترعين الغائبين من غير العرب والتي تم إجراؤها، بينما مُنِعتْ الأصوات العربية الأميركية».
وأضافت عبد ربه أنَّ صد العرب الأميركيين عن حصولهم على طلبات الاقتراع الغيابي يشكل انتهاكاً سافراً لقانون حقوق الناخبين الصادر العام 1965، والذي يحظر تهديد وتهميش الأقليات في الانتخابات.
وفي رسالة استقالته الأولية علل بروسيويتش عدداً من الأسباب لتنحيه، بما فيها «الاتهامات» التي ينفيها مؤكداً انه رغم استقالته سيواصل مهامه إلى ما بعد الانتخابات التمهيدية في 5 آب (اغسطس) المقبل.
لكنه عاد يوم الخميس وسحب إستقالته نافياً الإتهامات جملة وتفصيلاً.
ولكن عبد ربه قالت انها تشعر بالقلق لبقائه حتى آخر الانتخابات، «فأنت إما مستقيل أو لا»، على حد قولها متساءلةً «هل يريد أن يبقى للتغطية على ما حدث؟ استقالته لا تحل المشكلة، ونحن نريد إجابات مقنعة».
وقد عقب باليتكو على إستقالة بروسيويتش الأولية بالقول «عليك أن تسأله لماذا لا يستقيل على الفور. انه ليس سراً كبيراً أن بيننا علاقة عمل مهنية فقط، ونحن لسنا أفضل الأصدقاء».
وطالبت «اي دي سي» النائب العام ومكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي» بإطلاق تحقيق كامل في هذه القضية.
وقال باليتكو ان كاتب مقاطعة وأمانة سر الولاية لديهما القدرة على إجراء هكذا تحقيق بمجرد الموافقة على تولي إدارة الانتخابات في المدينة.
لكن في رسالة بعثتها إلى المسؤولين في ديربورن هايتس، طالبت اللجنة الأميركية العربية «أي دي سي» أن لا تعكر استقالة موظف بلدي صفو العملية الانتخابية. وقالت الرسالة «نتوقع أن لا تعطل الاستقالة الاخيرة للموظف البلدي سير العملية المتعثرة بالأصل وكما تعلمون، فإن سرعة استجابتكم لهذا الطلب هو أمرٌ بالغ الأهمية، ونحن نتوقع أن يكون فورياً».
وبحلول يوم الأربعاء، أصدر عضو واحد فقط في مجلس بلدية ديربورن هايتس هي مارج هورفاث ردَّاً فورياً على رسالة «اي دي سي» نفت فيه ارتكاب أي مخالفات من قبل البلدية.
وقالت عبد ربه «إن سلوك إدارة المدينة انتهك ثقة الجمهور بطريقة قد تكون حاسمة في السباقات المحلية حيث يمكن أن يكون فارق الأصوات بين المرشحين صوتاً واحداً أو صوتين». وخلصت الى القول «لا أستطيع أن أتكلم عن دوافع شخصية معينة ولكن يمكننا أن ننظر الى السلوكية العامة في هذا السيناريو: لقد قُمعت مجموعة من الناخبين العرب الأميركيين عندما كانت تسعى للتصويت غيابياً، فإذا كنت ناخباً وتريد التصويت غيابياً فينبغي أن يكون صوتك محسوباً وإذا جرى ترويعك واقصاؤك جانباً، فهذه مشكلة جدية».
في حال تعرُّض ناخبين آخرين لنفس مشكلة الإقصاء والترهيب خلال التصويت عليهم المبادرة للاتصال بمكتب «اي دي سي» على الرقم 1201-581-313.
Leave a Reply