لانسنغ
أعلن مكتب حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، الأسبوع الماضي، عن استقالة المديرة الطبية التنفيذية بوزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في الولاية، الدكتورة جونيه خلدون، التي لعبت دوراً محورياً في رسم سياسات مكافحة وباء كورونا منذ بداية الجائحة قبل حوالي 18 شهراً.
وقال مكتب الحاكمة إن خلدون (40 عاماً) وافقت على تولي وظيفة رفيعة «خارج حكومة الولاية»، سيتم الكشف عنها في غضون الأسابيع القادمة، وستحل مكانها الدكتورة ناتاشا بغداسريان اعتباراً من مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
وقالت ويتمر في بيان: بفضل قيادة الدكتورة «جاي» على مدار الساعة، تصرفت ولايتنا بسرعة استناداً إلى أفضل البيانات والعلوم المتاحة لإبطاء انتشار «كوفيد–19» وإنقاذ أرواح لا حصر لها أثناء الوباء.
وخلدون هي ثاني مسؤول رفيع المستوى يستقيل من وزارة الصحة في ميشيغن أثناء الوباء، بعد الوزير روبرت غوردون، الذي غادر منصبه في 22 كانون الثاني (يناير) بعد خلافات داخلية حول كيفية استجابة الحكومة للجائحة الصحية، وقد تبين أنه وقع اتفاقاً سرياً مع مكتب الحاكمة لعدم الحديث عن ظروف عمله واستقالته، مقابل حصوله على حوالي 155 ألف دولار.
وقال غوردون بعد استدعائه للإدلاء بشهادته أمام مجلس ميشيغن التشريعي، وإلغاء بند السرية من اتفاقه مع الحاكمة، إن ويتمر أخبرته بأن «الوقت قد حان» لتغيير طريقة التعامل مع الوباء مع بداية العام الجديد، حيث أرادت الحاكمة تخفيف القيود المفروضة على المطاعم والأعمال التجارية بينما كان غوردون يطلب باعتماد نهج أكثر حذراً.
ومن غير المعروف حالياً، ما إذا كانت استقالة خلدون أيضاً نابعة من خلاف مع الحاكمة حول قيود الوباء، خاصة بعد تباين وجهتي نظرهما في آب (أغسطس) الماضي، حول فرض ارتداء الأقنعة على طلاب وموظفي المدارس في الولاية، وهو ما رفضته ويتمر مفضّلة ترك الخيار للمناطق التعليمية ودوائر الصحة المحلية، رغم تحذيرات خلدون من مغبة التراخي مع مكافحة الوباء بين صغار السن.
وكانت خلدون قد صرحت لوسائل إعلام محلية بأن قرارتها بشأن مكافحة وباء كورونا «تستند إلى العلم ولا شيء آخر»، في حين يتهم البعض حاكمة الولاية بتعليق قيود كورونا خشية أن يؤثر ذلك على حظوظ احتفاظها بمنصبها في انتخابات حاكمية الولاية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام القادم.
والجدير بالذكر أن خلدون واصلت ممارسة عملها كأخصائية طوارئ في مستشفيات «هنري فورد» بعد توليها منصب المديرة الطبية في وزارة الصحة، وكانت شخصية محورية في استجابة الولاية لجائحة «كوفيد–19»، حيث دأبت على الظهور إلى جانب الحاكمة في معظم المؤتمرات الصحفية منذ الإعلان عن أول حالة كورونا في ميشيغن مساء 10 آذار (مارس) 2020.
بدورها، أثنت وزيرة الصحة الحالية، إليزابيث هيرتل، على أداء خلدون، وقالت: «لقد كان صدقها وتصميمها قيادتها واستشاراتها لا تقدر بثمن في توجيه القرارات التي كانت دائماً في مصلحة الحفاظ على سلامة وصحة سكان ميشيغن».
والجدير بالذكر أن خلدون، وهي إفريقية أميركية متزوجة وأم لثلاثة أطفال، كانت قد انتقلت للعمل في إدارة ويتمر مطلع العام 2019، قادمة من دائرة الصحة في بلدية ديترويت، حيث لمع نجمها في استجابتها السريعة لاحتواء فيروس التهاب الكبد الوبائي «أي»، بعد انتشاره بشكل غير مسبوق في المدينة عام 2017.
Leave a Reply