ديربورن هايتس - وافق مجلس مدينة ديربورن هايتس على طلب استقالة نائب رئيس المجلس راي موسكات، الثلاثاء المنصرم، ممهداً الطريق لبدء إجراءات تعيين عضو بديل عنه لاستكمال ولايته التي تمتد حتى نهاية العام الجاري، علماً بأن اسم موسكات سيبقى مدرجاً على قائمة الاقتراع في السباق على ثلاثة مقاعد مفتوحة بالمجلس في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وفق ما ينص عليه قانون ميشيغن الذي يحظر إزالة أسماء المرشحين الذين يعدلون عن استكمال حملاتهم إلا في حالة الوفاة.
وكان موسكات قد أعلن بشكل مفاجئ –بعد نحو أسبوع من فوزه في الانتخابات التمهيدية– اعتزامه التخلي عن المنصب الذي يشغله منذ نحو ثماني سنوات لـ«أسباب صحية قاهرة»، إضافة إلى إنهاء حملته الانتخابية للاحتفاظ بمقعده فترة ثالثة مدتها أربع سنوات، ما فتح الباب أمام عدد من الاحتمالات المتعلقة بتركيبة المجلس خلال المرحلة القادمة، سواء لناحية تعيين عضو مؤقت لإكمال ولايته، أو شكل المجلس الجديد الذي ستسفر عنه انتخابات نوفمبر القادم.
في الأثناء، سيخلف العضو الحالي بوب كونستان، موسكات في منصب نائب رئيس المجلس البلدي حتى نهاية العام الجاري، مع الإشارة إلى أن مجلس المدينة يتكوّن من سبعة أعضاء.
العضو السابع «المؤقت»
أعلن مجلس ديربورن هايتس –الأربعاء المنصرم– عن بدء تلقي طلبات الراغبين بشغل المقعد المفتوح حتى الأول من شهر كانون الثاني (يناير) 2024، سواء كانوا من ضمن المرشحين الخاسرين خلال الانتخابات التمهيدية التي أجريت في 8 (أغسطس) الجاري أو غيرهم من الأفراد الذين يقطنون في المدينة منذ عامين على الأقل، بحسب ميثاق المدينة التي تضم نسبة كبيرة من الناخبين العرب الأميركيين.
وأفاد رئيس مجلس ديربورن هايتس وسيم (دايف) عبدالله، الذي أحجم عن الترشح للاحتفاظ بمقعده، بأن الأعضاء الستة في المجلس سيعكفون خلال الفترة المقبلة على دراسة طلبات المتقدمين لشغل مقعد موسكات، ثم مقابلتهم للتأكد من أهليتهم للخدمة العامة، قبل استكمال عملية التعيين عبر التصويت من قبل الأعضاء المتبقين في المجلس، معرباً عن أمله بأن تمرّ عملية تعيين العضو السابع «بسلاسة» ومن دون أية تعقيدات محتملة قد تنجم عن تعاول الأصوات بين الأعضاء الستة (ثلاثة أصوات مقابل ثلاثة) مثلما حصل في تجارب سابقة.
وكان مجلس ديربورن هايتس قد شهد حالة مماثلة في أوائل العام 2021 في أعقاب فوز العضوة آنذاك ليزا هيكس–كلايتون بمنصب أمينة خزانة البلدية، حيث أخفق المجلس لأربع جلسات متتالية في تعيين بديل عنها بسبب انقسام الأعضاء بالتساوي حول المرشحَين زهير عبدالحق ومو بيضون.
وبعد استقالة موسكات، بات مجلس ديربورن هايتس يضم –بالإضافة إلى عبدالله– كلاً من الأعضاء مو بيضون وحسن أحمد وبوب كونستان ونانسي براير وتوم وينسل.
وقادت الانقسامات والتجاذبات السياسية داخل الحكومة المحلية حينها إلى “تسوية رضائية” تمخضت عن تعيين العضو بيل بزي رئيساً للبلدية، إلى جانب تعيين مو بيضون في عضوية المجلس، إضافة إلى تعيين زهير عبدالحق أميناً مؤقتاً لخزانة المدينة.
وأكد عبدالله بأن انقسام الأعضاء في المجلس حول اسم العضو السابع «أمر وارد من حيث المبدأ»، لافتاً إلى أن المجلس البلدي سيبذل قصارى جهوده لاختيار بديل مناسب عن موسكات. وأضاف: «أمامنا العديد من الاحتمالات.. سنرى كيف ستتطور الأمور خلال الفترة المقبلة، وسوف نتصرف على أساس ذلك»، معرباً عن أمله في تعيين العضو السابع المؤقت قبل 20 أيلول (سبتمبر) القادم.
المشهد الانتخابي
بسبب المستجدات الأخيرة، سوف ينضم إلى مجلس مدينة ديربورن هايتس الجديد عضوان جديدان على الأقل من خارج المجلس بعد استقالة موسكات التي دخلت حيز التنفيذ الفعلي في 22 أغسطس الجاري، وعقب عزوف رئيس المجلس الحالي دايف عبدالله عن الترشح لولاية جديدة.
وسوف تضم قائمة الاقتراع في سباق مجلس مدينة ديربورن هايتس في نوفمبر القادم، كلاً من موسكات الذي حل في المرتبة الثالثة خلال جولة أغسطس التمهيدية، والعضو الحالي مو بيضون الذي تصدر السابق، إضافة إلى المرشحين من خارج المجلس: دينيز مالينوسكي–ماكسويل التي حلّت في المرتبة الثانية، وزهير عبدالحق (المرتبة الرابعة) وحسن صعب (المرتبة الخامسة) وأحمد الكعبي (المرتبة السادسة). ويتنافس المرشحون الستة على ثلاثة مقاعد مفتوحة لولاية كاملة مدتها أربع سنوات.
وتسمح قوانين ميشيغن لموسكات بالاحتفاظ بمنصبه في حال فوزه في الانتخابات العامة في نوفمبر المقبل، أما إذا أصرع على قراره بالتنحي، فيتوجب على المجلس عندئذ تعيين بديل عنه، لمرة ثانية، على أن يشغل العضو المعيّن فترة أقصاها سنتان بانتظار انعقاد الدورة الانتخابية التالية.
ورغم أن موسكات قد طلب من الناخبين عدم التصويت له في الجولة النهائية لسباق مجلس ديربورن هايتس، إلا أن عبدالله لم يستبعد فوزه في الانتخابات العامة. وقال: «يتمتع موسكات بشعبية كبيرة في أوساط الناخبين، وقد حلّ في المرتبة الثالثة خلال الانتخابات التمهيدية، وفي حال فوزه بالسباق وعدم تراجعه عن الاستقالة، فإنه يتوجب على المجلس الجديد عندئذ اختيار بديل عنه للمرة الثانية».
وكانت نتائج فرز أقلام الاقتراع الـ27 في المدينة التي تضم زهاء 63 ألف نسمة، قد أسفرت عن نيل موسكات على 2,647 صوتاً (19 بالمئة من أصوات الناخبين) ما أهّله للحلول في المرتبة الثالثة في الجولة التمهيدية التي بلغت نسبة التصويت فيها 12 بالمئة فقط، حيث أدلى 5,619 ناخباً بأصواتهم من أصل 46,783 ناخباً مسجلاً.
وتعتبر نسبة التصويت، آنفة الذكر، متدنية للغاية بالنظر إلى رغبة السكان بوضع حد للتوترات المتجددة في أروقة البلدية، التي كان آخر فصولها المحاولة الفاشلة لسحب الثقة من رئيس البلدية بيل بزي عبر استدعائه إلى انتخابات خاصة بطلب من المرشح زهير عبدالحق، الذي يشنّ منذ قرابة العامين حملة تشويه ضد رئيس البلدية اللبناني الأصل.
ويتوقع أن تتعمق الانقسامات والتجاذبات السياسية داخل أروقة بلدية ديربورن هايتس بعد خروج موسكات الذي يعتبر من أبرز الداعمين لبزي.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أعرب موسكات عن شكره للمقترعين الذين صوّتوا لصالحه خلال جميع السباقات الانتخابية التي خاضها عبر مسيرته، لافتاً إلى اعتزازه بسجله في الخدمة العامة التي حرص خلالها على تحقيق مصالح جميع سكان ديربورن هايتس.
وعبّر موسكات عن أسفه لعدم قدرته على استكمال خدمته في مجلس ديربورن هايتس، مكتفياً بالقول: «لقد كنت أتمنى الاستمرار في خدمة جميع السكان ولكن ظروفي الصحية أجبرتني على الاستقالة»، مطالباً الناخبين بعدم التصويت له في نوفمبر القادم، والتصويت بدلاً من ذلك للمرشحين الذين يرونهم مناسبين للمنصب.
Leave a Reply