ديربورن – يتواصل الحراك الشعبي والرسمي المؤيد للقضية الفلسطينية في منطقة ديترويت وعموم الولايات المتحدة مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أسبوعها السادس على التوالي، حيث أصدر العديد من المجالس البلدية قرارات داعمة للشعب الفلسطيني المهدد بمخاطر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وذلك بالتزامن مع عدة فعاليات احتجاجية شملت مسيرة بالسيارات على الطريق السريع «94» وتظاهرة أمام «مكتبة هنري فورد» بمدينة ديربورن، بالإضافة إلى فعالية دينية في مدينة بونتياك ضمت رجال دين مسيحيين ومسلمين طالبوا بوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر وإنهاء المساعدات الأميركية المالية والعسكرية والسياسية لدولة الاحتلال.
وأصدرت المجالس البلدية في كل من ديربورن وديربورن هايتس وإبسيلاني، قرارات تضامنية مع ضحايا الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، التي ارتفعت حصيلتها إلى ما يربو على 12 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء. وطالب مشرعو المدن الثلاث الإدارة الأميركية بوقف المساعدات المالية والعسكرية والسياسية للدولة العبرية مُدرجين جرائمها البشعة بحق الفلسطينيين ضمن سلوكيات التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وفي إطار الاحتجاجات الشعبية، عبرت عشرات المركبات التي تحمل الأعلام والرايات الفلسطينية شوارع منطقة ديربورن إلى الطريق السريع «94» مساء الأربعاء في الثامن من نوفمبر الجاري مسببة اختناقاً مرورياً في مسلكه الغربي قريباً من تقاطع شارع غرينفيلد، ما أدى إلى تدخل شرطة ولاية ميشيغن التي أصدرت مخالفة بحق أحد الناشطين المنظمين للتظاهرة السيّارة.
وقال رئيس منظمة «جيل جديد من أجل فلسطين»، عامر زهر، إن السائقين كانت لديهم الفرصة لكي يعربوا عن احتجاجهم على الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين، وأن يسردوا بالصور واللافتات جزءاً من تاريخ مجازر الاحتلال الدموية، إلى جانب المطالبة بوقف الحرب وإنهاء المساعدات الأميركية لإسرائيل.
وأوضح زهر بأن الهدف من التظاهرة السيّارة كان لفت أنظار الأميركيين، معترفاً بأن الفعالية تسببت ببعض الإزعاج والعرقلة للسائقين الآخرين، لافتاً إلى أن الفلسطينيين عاشوا عقوداً طويلة من الإزعاج والتحرش والمضايقة، وبشكل يومي تقريباً، عند نقاط التفتيش الإسرائيلية.
وأكد زهر بأن المنظمين اختاروا الطريق السريع «94» لجذب انتباه أكبر عدد ممكن من السائقين الأميركيين، مفنداً مزاعم شرطة الولاية التي وصفت الفعالية الاحتجاجية بـ«العداونية»، وقال إن هذه الادعاءات «كذب محض، إلا إذا تم اعتبار مجرد وجودنا عدواناً».
كذلك، تظاهر يوم السبت الماضي نحو مئة شخص أمام «مكتبة هنري فورد المئوية» على شارع ميشيغن أفنيو بمدينة ديربورن، احتجاجاً على قصف قوات الاحتلال للمستشفيات وتجمعات المدنيين في قطاع غزة، مرددين الشعارات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وتضمنت الوقفة الاحتجاجية مهرجاناً خطابياً تحدث خلاله عديد النشطاء عن عدالة القضية الفلسطينية وازدواج المعايير الأميركية التي ساهمت على مرّ العقود بإطلاق يد إسرائيل وتشجيعها على إزهاق الأرواح البريئة وتجريف الأراضي وهدم المنازل، إضافة إلى ضرب حصار خانق على قطاع غزة منذ عام 2005.
وأعرب رجال دين مسيحيون ومسلمون في كنيسة «بيثيل المعمدانية» بمدينة بونتياك يوم الأربعاء الماضي، عن التزامهم المشترك بتعزيز السلام في فلسطين المحتلة، مجددين الدعوة إلى وقف إطلاق النار لمساعدة المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ على النجاة بأرواحهم من بطش آلة القتل الإسرائيلية.
وأوضح القس كيون بايتون بأن الصراع في الأراضي المحتلة معقد وعميق الجذور، مستدركاً بالتأكيد على كسر دائرة العنف والمعاناة. وقال: «ليس من السهل معالجة صراع له تعقيدات تاريخية عميقة الجذور، لكن لا يمكننا السماح باستمرار حلقة المعاناة»، مضيفاً: «من خلال دعمنا لوقف إطلاق النار، فإننا نرسل رسالة قوية مفادها أن السعي لتحقيق السلام يتجاوز الانتماءات والحسابات السياسية».
من جانبه، أدان إمام «دار الحكمة الإسلامية» بمدينة ديربورن هايتس، الشيخ محمد علي إلهي، المذابح الإسرائيلية والاعتداءات العنصرية على الشعب الفلسطيني، واصفاً الكيان الإسرائيلي بـ«دولة الإرهاب»، ومؤكداً على حق المدنيين أن يكونوا آمنين.
وحث كل من إلهي وبايتون مسؤولي ولاية ميشيغن على تحمل مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية، وأن يقوموا بدورهم من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
على الصعيد الوطني، أحبطت السلطات محاولة عشرات الداعمين للقضية الفلسطينية اقتحام مقر الحزب الديمقراطي في العاصمة واشنطن ليل الأربعاء الماضي، كما قامت بتوقيف بضعة محتجين بعد صدامات مع الشرطة الأميركية التي عمدت بشكل احترازي إلى إغلاق مكاتب للكونغرس قرب مقر الحزب الأزرق.
ونشرت شرطة الكابيتول بياناً على منصة «أكس» قالت فيه إن عناصرها تعمل على ضبط زهاء 150 شخصاً يتظاهرون بشكل «عنيف وغير مشروع قرب مقر حزب الرئيس جو بايدن». ولفتت الشرطة إلى قيامها بتوقيف عدد من المحتجين الذين اشتبكوا معها، مشيرة إلى أن ستة من عناصرها تلقوا العلاج بسبب تعرضهم للكمات وجروح طفيفة، كما قامت بإجلاء عدد من المشرعين المنتخبين الذين كانوا يتواجدون داخل مقر الحزب الديمقراطي.
Leave a Reply