تواصلت المعارك الدموية بين المتصارعين فـي اليمن، حيث سقط عشرات القتلى فـي اشتباكات عنيفة بين الحوثيين ورجال قبائل فـي محافظة مأرب المنتجة للنفط فـي وسط اليمن، بينما استهدفت ضربة جوية منزل مسؤول حوثي كبير. وفـي الوقت نفسه دعا نائب الرئيس اليمني خالد بحاح قوات الحوثي إلى وقف التقدم صوب المدن والاستجابة لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعي إلى وقف القتال، فـيما تحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن أكثر من 300 الف نازح يمني بسبب الحرب.
وأضاف المكتب الأممي أن مخزونات الوقود تنفد، ما يؤدي إلى توقف محطات المعالجة التي تمد سكان العاصمة صنعاء بالمياه، وكذلك عمليات توزيع الغذاء التي تقوم بها وكالات الإغاثة الإنسانية التي وفرت الطعام لنحو نصف مليون شخص فـي الأسبوعين المنصرمين.
وفـي غضون ذلك، قال المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية، العميد أحمد عسيري، إن طائرة من التحالف قصفت مدرج مطار صنعاء، لمنع طائرة ايرانية من الهبوط فـي العاصمة اليمنية.
وفـي الوقت نفسه، قالت وكالة أنباء الجمهورية الايرانية «إرنا»، إن طائرات سعودية حاولت إجبار «طائرة مساعدات» على العودة بعدما دخلت المجال الجوي اليمني لكن الطيارين تجاهلوا تلك «التحذيرات غير القانونية».
وأضافت الوكالة أن الطائرات قصفت حينئذ مطار صنعاء لدى اقتراب الطائرة الإيرانية للهبوط، ما اضطرها للعودة. وأفادت أن الطائرة التابعة للهلال الأحمر الإيراني كانت تحمل أغذية ومساعدات طبية لصنعاء، وقد حصلت على تصريح بالمرور من عمان التي عبرت مجالها الجوي ومن المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على مطار صنعاء.
وفـي صنعاء ايضاً، قال مسؤولو المطار إن طائرات حربية للتحالف العربي ضربت طائرة مدنية تديرها شركة «طيران السعيدة»، ما أدى إلى اشتعال النار فـيها. كما ضربت أيضاً طائرة شحن. وأضاف المسؤولون أن المدرج أصيب بأضرار فـي الغارة الجوية.
وفـي وقت سابق، قصفت طائرات للتحالف «فـيلا» خاصة قال سكان قريبون إنها ملك عبد الله يحيى الحكيم المسؤول فـي جماعة «أنصار الله» الحوثية، والذي أدرج اسمه مع عدد من المسؤولين على قائمة سوداء لمجلس الأمن الدولي فـي تشرين الثاني الماضي.
وتحدث سكان محليون عن اشتباكات عنيفة خلال الليل فـي محافظة مأرب المنتجة للنفط إلى الشرق من صنعاء وفـي مدينة تعز الإستراتيجية فـي وسط اليمن وعدن فـي الجنوب.
وقالت مصادر قبلية إن 15 شخصاً على الأقل قُتلوا فـي حي سرواح وحول مدينة مأرب مع تصدي رجال قبائل متحالفـين مع الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي للمقاتلين الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق صالح لدى تقدمها صوب عاصمة المحافظة.
ويقول الحوثيون إنهم يتقدمون صوب مأرب لطرد مقاتلين تابعين لتنظيم «القاعدة فـي جزيرة العرب» – جناح التنظيم الدولي فـي اليمن، وأكثرها نشاطاً وعداءً للحوثيين.
على خط مواز، اتهم أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني السعودية باستخدام تكتيكات «فترة الحرب الباردة» فـي اليمن، بعد القاء منشورات من الجو تهاجم «المد الفارسي».
ونقلت وكالة «إرنا» عن شمخاني قوله رداً على سؤال حول إلقاء منشورات ضد النفوذ الإيراني فـي اليمن، إن هذا «تكرار لعقدة الغرب الفاشلة من قبل السعودية ومؤشر عل تخلفها العقلي».
من جهة أخرى، أدلى بحاح عشية زيارة رسمية الى قطر، خلال زيارة لسفارة اليمن فـي السعودية بتصريح قال فـيه «اليمن يعيش مرحلة حرجة ولن ننسى منذ 21 أيلول الماضي حين دخلت الميليشيات إلى العاصمة صنعاء واخذوا يسيطرون على المحافظات بالقوة».
وأضاف مستخدماً الاسم الرسمي لجماعة الحوثي «إن الاخوة أنصار الله مدعوون إلى أن يتقوا الله فـي أبناء الشعب اليمني وأن يوقفوا حربهم على المدن اليمنية.. وعلى الجميع أن يدرك أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 صنع إطارا لإنهاء الصراع وأي مبادرة أو حوار سيكون على آلية تنفـيذ هذا القرار فقط».
Leave a Reply