طهران، تل أبيب – في الوقت الذي تتحضر فيه إيران للعودة الى المفاوضات مع الغرب وتشبث طهران بحقوقها النووية لم تخرج إسرائيل عن “لهجة القوة” وضرورة وقف “إيرانيوم” حتى لو عسكرياً. فقد قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضي ان التهديد الصارم بتحرك عسكري بقيادة الولايات المتحدة هو الوسيلة الوحيدة لاقناع ايران بالتخلي عن خطط لانتاج قنبلة ذرية. وبدا ان نتنياهو يهون من التقييم الحديث من جانب المخابرات الاسرائيلية بأن البرنامج النووي الايراني يواجه تأخيرات. وحث رئيس الوزراء الاسرائيلي القوى الاجنبية على زيادة الضغط على السلطات الايرانية.
وقد اعلن وزير الخارجية الايراني بالوكالة علي اكبر صالحي الأسبوع الماضي ان ايران ترفض بحث “الملف النووي” في اسطنبول مع مجموعة الدول الست، مؤكدا بذلك موقف طهران في محادثاتها مع الدول الكبرى. وقال صالحي في حديث مع صحيفة “ايران” الحكومية “لن نعترف على الاطلاق بالمفاوضات اذا كان الجانب الاخر يريد التفاوض حول مسألة الملف النووي”.
واضاف صالحي ان “النواحي التقنية والقانونية للمسائل النووية لاي دولة لا يمكن مناقشتها الا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي هي، وبناء على قوانين وضوابط دولية، السلطة الوحيدة المخولة الحكم على مسائل تخص الدول الاعضاء”.
وقال صالحي الذي يشرف ايضا على البرنامج النووي الايراني “اذا اعتبرنا ان هذا هو المبدأ.. نرى من وجهة نظرنا ان مناقشة الملف المعروف باسم “الملف النووي لايران” ملف فبركه الغرب، ومناقشته مع مجموعة 5+1 يصبح دون معنى”.
وتأتي تصريحات صالحي قبيل اجتماع في اسطنبول في 21 و22 كانون الثاني (يناير) الحالي بين ايران والدول الست الكبرى “الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، الى جانب المانيا” بهدف استئناف المحادثات النووية.
وتشتبه الدول الغربية في ان تكون ايران تسعى الى امتلاك السلاح النووي، فيما تؤكد طهران ان هدف برنامجها سلمي محض.
ويشدد كبار المسؤولين الايرانيين ومن بينهم الرئيس محمود احمدي نجاد ان ملف ايران النووي “ملف مغلق”. وقبيل محادثات سابقة مع الغرب، شددت ايران في موقف مماثل على ان ملفها النووي غير مطروح للنقاش.
وقال صالحي انه تم اتخاذ قرار في الجولة السابقة من المحادثات التي عقدت في جنيف في 6 و7 كانون الاول (ديسمبر) انه لا نقاش الا على “النقاط المشتركة” بين الجانبين. وقال في المقابلة ان ذلك يشمل النقاش حول الامن والاقتصاد ونزع السلاح النووي ومنع انتشاره والتعاون النووي.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبراست كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية الاربعاء الماضي ان بلاده ترحب بحضور “خبراء نوويين” للمشاركة في جولة تشمل المواقع النووية قبل استئناف مفاوضات اسطنبول.
وسبق ان دعت ايران الاتحاد الاوروبي والصين وروسيا خصوصا الى زيارة عدد من مواقعها النووية، مستثنية الولايات المتحدة من هذه الدعوة.
واعتبر الاتحاد الاوروبي ان القيام بمثل هذه الزيارة هو من مسؤولية الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويصر الغرب على ان المحادثات مع ايران يجب ان تركز على ملفها النووي، خاصة برنامج تخصيب اليورانيوم، وهي المسألة الاكثر اثارة للجدل في برنامجها النووي.
ورفضت ايران، في ظل رئاسة احمدي نجاد، التخلي عن برنامج التخصيب الذي يطالب به الغرب وتقول انها “دولة نووية” وان الحصول على التكنولوجيا النووية حق ثابت. وصدرت عقوبات دولية بحق ايران بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وفرضت دول اخرى من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات من جانبها على ايران لحملها على وقف برنامجها النووي. ولا تستبعد الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل شن ضربات عسكرية ضد ايران لمنعها من حيازة السلاح النووي.
وكانت الجولة الاخيرة من المحادثات بين ايران والدول الست العظمى التي اشرفت عليها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عقدت في جنيف في السادس والسابع من كانون الاول (ديسمبر). وجاءت هذه الجولة بعد توقف في المحادثات حول برنامج ايران النووي دام 14 شهرا.
سلاح نووي في ٢٠١٥
من جهتها، قالت اسرائيل ان ايران لن تكون قادرة على امتلاك قنبلة نووية قبل عام 2015، ونصح مسؤول اسرائيلي كبير بعدم توجيه ضربات عسكرية إجهاضية.
وأشار التقييم الذي عرض في إفادة قدمها مئير داغان مدير جهاز المخابرات الاسرائيلي “الموساد” عند تقاعده الأسبوع الماضي إلى تجدد ثقة إسرائيل في العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد ايران والتحرك السري الذي يهدف الى كبح او تعطيل البرنامج الايراني لتخصيب اليورانيوم. واتفق ذلك مع التصريحات العلنية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامن نتنياهو التي تتسم بالحذر فيما يتعلق باللجوء الى القوة مع ايران والتي تتماشى أيضا مع تحفظات ترددها ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما.
ومن جهتها، تعتقد أجهزة المخابرات الأميركية أن إيران ليست بصدد صنع قنبلة نووية، مستندة في ذلك على أن ما سمتها المشاكل الأخيرة التي أصابت المعدات النووية الإيرانية ولحقت أيضا ببعض الأفراد أحدثت تراجعا في البرنامج يقدر بعامين أو أكثر.
كما استندت المخابرات الأميركية في جزء من تقديراتها على معلومات وفرتها المخابرات الإسرائيلية.
وترى مصادر من المخابرات الإسرائيلية أن اغتيال علماء نوويين إيرانيين في المدة الأخيرة وفيروس الكمبيوتر الذي يزعم أنه أثر على أنظمة التحكم في أجهزة تخصيب اليورانيوم الإيرانية “أبطأ” على الأرجح تقدم البرنامج النووي الايراني، وتؤكد وكالة رويترز أن هذا التقييم لا يتبناه كل الخبراء الأميركيين في المجال النووي والمخابراتي.
ويعتقد مسؤولون حاليون وسابقون في المخابرات الاميركية أن إيران تحاول تجميع البنية التحتية والمعرفة التكنولوجية لتصنيع قنبلة ذرية “اذا ما قرر الزعماء الإيرانيون ذلك”. وكشف مسؤولون حاليون وسابقون في المخابرات الأميركية أن التقديرات الجديدة خففت فيما يبدو الضغط على زعماء إسرائيل والولايات المتحدة ليوجهوا ضربة عسكرية لإيران.
صواريخ طهران تغطي المنطقة
أما في طهران، فقد أكد الأسبوع الماضي قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي فدوي، إن القدرة الصاروخية “المتفوقة” للحرس الثوري بإمكانها تغطية المنطقة برمتها.
واشار الادميرال فدوي الى “القدرة الفائقة” للحرس الثوري في التغطية الدفاعية لمنطقة الخليج قائلا: “إن المنظومات البحرية المتنوعة وكذلك منظومات صواريخ الحرس الثوري “سطح-بحر” ذات المدى الكبير جدا تغطي الخليج الفارسي وبحر عمان والمنطقة، وهذا الأمر يدل على القدرة والاستعداد العالي لحرس الثورة في التصدي لأي عدوان”.
Leave a Reply