بيروت، تل أبيب – حذر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي الأسبوع الماضي من أن القرار الظني الذي يتوقع صدوره قريباً عن المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، سيستخدم من قبل “حزب الله” لاستكمال سيطرته بالقوة على كامل البلاد، في الوقت الذي صادقت الحكومة الامنية الاسرائيلية الاربعاء الماضي على خطة الانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر المتنازع عليها والواقعة على الحدود اللبنانية، وتسليمها الى قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، كما اعلن مسؤولون من دون تحديد موعد. وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ان “اللجنة الوزارية الامنية قررت الموافقة على مبادئ الاقتراح الذي قدمته الامم المتحدة وقائد اليونيفيل لانسحاب قوات الجيش الاسرائيلي من الشطر الشمالي لبلدة الغجر الى جنوب الخط الازرق”.
وافاد البيان ان اللجنة الوزارية “كلفت وزارة الخارجية وضع اللمسات النهائية على الاتفاقات المؤقتة مع الامم المتحدة وقائد اليونيفل الجنرال البيرتو اسارتا للتقدم في الملف باسرع وقت ممكن مع الحفاظ على امن مواطني اسرائيل والحياةاليومية لسكان القرية”.
وبعد الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من لبنان عام 2000 رسمت الامم المتحدة الخط الازرق الذي يفصل الاراضي اللبنانية والاسرائيلية فوضعت الشطر الشمالي من قرية الغجر في لبنان والجنوبي في الجولان السوري الذي تحتله اسرائيل منذ عام 1967. واكد متحدث باسم اليونيفل في بيروت ان مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية اطلع الجنرال اسارتا كويفاس شخصيا على القرار.
وحصل سكان الغجر العلويون السوريو الاصل على الجنسية الاسرائيلية بطلب منهم كما احتفظوا بهويتهم السورية. واعربوا تكرارا عن رفضهم فصل شطري القرية. وردا على القرار الاسرائيلي دعا سكان القرية عبر مكبرات الصوت الى تظاهرة في القرية ضد الانسحاب، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وطلبت اليونيفل من اسرائيل الانسحاب من شمال الغجر عملا بالقرار 1701 الذي انهى “حرب تموز” عام 2006.
وفي اثناء الحرب اعادت اسرائيل احتلال شمال الغجر حيث يعيش 1500 شخص، ثم شيدت سياجا موقتا لمنع تسلل مقاتلي “حزب الله” الى جنوب القرية حيث ما زال يقيم 500 الى 800 شخص.
سيطرة “حزب الله”
حذر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي الاثنين من أن القرار الظني، سيستخدم من قبل “حزب الله” لاستكمال سيطرته بالقوة على لبنان. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن ضابط رافق أشكنازي أن الأخير قال لنظيره الكندي الجنرال والت ناتينزيك أثناء محادثاتهما في أوتاوا، إن صدور القرار من شأنه زعزعة الاستقرار في لبنان، إذ قد يستخدم كعذر لـ”حزب الله” لاستكمال سيطرته على كامل البلاد. ويدور الحديث في لبنان عن أن القرار الظني للمحكمة الدولية قد يوجه أصابع الاتهام لمسؤولين في “حزب الله” في اغتيال الحريري.
وقال أشكنازي لنظيره الكندي حسب الصحيفة نفسها “إن الأصوليين يكتسبون قوة في لبنان، وإن محور الأصوليين في الشرق الأوسط أيضا يعزز وضعه”. وأشار إلى أن قوات حفظ السلام الأممية في لبنان (اليونيفيل) كانت فعّالة في عرقلة أنشطة “حزب الله” في جنوب لبنان، لكنها أخفقت في ردع الحزب عن تعزيز قدراته العسكرية.
ومن جهته نقل موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن أشكنازي قوله “إن مجموعة صغيرة في الجيش اللبناني تساعد حزب الله”.
وبدورها نقلت الإذاعة الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني عن أشكنازي قوله إن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان “إنما تدل على ازدياد مظاهر التطرف في المنطقة”. كما أشار رئيس الأركان الإسرائيلي إلى ما سماه تأثير تركيا وإيران الكبير على الأوضاع في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.
من ناحيته، اعتبر رئيس “التيار الوطني الحر” الجنرال ميشال عون ان الحزب قد يرد بعنف على توجيه المحكمة اتهاماً الى عناصر فيه. وحذر عون في لقاء مع جمعية الصحافة الدبلوماسية في باريس “سيكون رد الفعل اكثر عنفاً لانه بريء. ينبغي عدم اللعب بالنار. ان من يعتبر نفسه بريئاً قد يشعل أزمة تتخذ طابعاً عسكرياً”. وتابع “لكننا ضد الاستنساب في العدالة” مندداً بتركيز التحقيق منذ اربع سنوات على سيناريو ضلوع سوريا وحدها.
Leave a Reply