القاهرة – شهدت مصر الأسبوع الماضي جولة عنف طائفي جديدة على وقع الإنقسام الحاد في الشارع بين مؤيدي ومعارضي حكم الرئيس محمد مرسي و«الإخوان المسلمين»، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تنذر بتدهور خطير.
فقد اندلعت في شوارع القاهرة مطلع الأسبوع الماضي اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين في القاهرة أدت الى مقتل ستة أشخاص وجرح حوالي المئة. وتفجرت الاشتباكات يوم الأحد في محيط الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية في شمال القاهرة بعد تشييع جثامين أربعة مسيحيين قتلوا في اشتباكات مع مسلمين بمنطقة الخصوص في محافظة القليوبية يومي الجمعة والسبت.
ونقلت وكالة الشرق الأوسط المصرية الاثنين عن خالد الخطيب رئيس الرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة قوله إن اشتباكات الأحد أسفرت عن مقتل اثنين أحدهما مسيحي والثاني لم يتم التعرف على هويته.
وقال موقع «بوابة الأهرام» إن الاشتباكات بين شبان أقباط ومجهولين تجددت صباح يوم الإثنين بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعد ليلة من الاشتباكات المتقطعة. وبدأت صدامات الأحد العنيفة اثناء خروج المشيعين من الكاتدرائية اذ فوجئوا بهجوم من مجهولين استخدموا فيه الحجارة وزجاجات المولوتوف وطلقات الخرطوش (من بنادق صيد) ضد المشيعين الذين كانوا يهتفون «يسقط يسقط حكم المرشد» في اشارة الى مرشد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي. واتهم أقباط شاركوا في التشييع قوات الشرطة بـ«التواطؤ» مع المهاجمين.
البابا تواضروس ينتقد طريقة تعامل الحكومة مع الوضع الأمني خلال الأحداث |
ونقلت قناة «أون تي في» عن شهود عيان ان عددا من المشيعين الاقباط اصيبوا بطلقات خرطوش وان المهاجمين استخدموا كذلك قنابل يدوية الصنع القوها على المشيعين.
ويشكل الأقباط ما بين 6 و10 بالمئة من المصريين البالغ عددهم 84 مليونا وهم اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط. وتقع بين الحين والاخر صدامات طائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر. ومنذ اسقاط حسني مبارك في شباط (فبراير) 2011 ادت هذه الصدامات الى مقتل نحو خمسين مسيحيا والعديد من المسلمين.
وعلى خطى البابا شنودة سار البابا تواضروس الثاني الأسبوع الماضي باعلانه الاعتكاف في دير وادي النطرون، بعدما وجه انتقاداً شديداً للرئيس مرسي، محملاً إياه المسؤولية السياسية عن أحداث «الخصوص» والاعتداء على الكاتدرائية المرقصية. وكان تواضروس الثاني الذي تم اختياره بطريركاً للاقباط الارثوذكس قبل 5 أشهر قد وجه انتقادات عنيفة الثلاثاء الماضي لمرسي واتهمه بـ«التقصير» في حماية مقر الكنيسة المصرية التي وصفها بأنها «رمز وطني» تعرض الى اعتداء غير مسبوق في تاريخها.
وقال البابا في تصريحات لقناة «أون تي في» إن الرئيس «اتصل بي وكان يطمئن وكانت الامور (الصدامات) في بدايتها ووعد بحماية الكاتدرائية لكن على أرض الواقع لم نجد ذلك».
واعتبر تواضروس الثاني أن «الأمور التي حدثت تجاوزت كل الخطوط الحمراء»، مضيفا أن «الإهمال والتقصير واضحان جداً في التعامل مع الأزمة». ومن جانبه شن الانبا باخوميوس، الذي يشغل حاليا منصب مطران البحيرة ومطروح، شن هجوما مباشرا على أجهزة الأمن والقيادة السياسية، قائلا إن «الكاتدرائية ظلت لعدة ساعات من دون إجراء أمني، فمن يفسر هذا الأمر؟ الرئيس (محمد) مرسي تحدث هاتفيا وأبلغنا أن المكان مؤمن، لكن المكان ظل لأكثر من أربع ساعات من دون تأمين. فهل المواطن يستطيع أن يأمن على حياته؟».، وهو الهجوم نفسه الذي جاء على لسان أسقف الشباب الأنبا موسى، الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الأقباط، متسائلا: «أين الأمن؟ أين القيادة السياسية؟».
Leave a Reply