لمن يهمه الأمر،
الشرق الأوسط محكوم بالسحر والبطولات الخلّبية وليس بالفكر أو بالاستراتيجية أو أي شيء من هذا القبيل، فنحن هنا عندنا شعارات لا تخطر على بال: «اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر».
تصوروا عندنا انتحاريون.. انغماسيون.. ألخ
نحن هنا ليس عندنا سياسات، لذلك ليس عندنا حقوق لتتهمنا مطلق أي سلطة دولية بأننا خالفنا النظام الدولي وأننا ارتكبنا المعاصي وأننا استخدمنا أسلحة محرمة دولياً أو فتاكة أو أننا «عملنا وتركنا» قبلنا «الديمقراطية الأنموذج» إسرائيل لتستخدم فعلاً قنابل النابلم والأسلحة الفتاكة وقنابل الكانستر الأميركية الصنع وألقت قنابل الطائرات الثقيلة على بلادنا على الأبنية في المدن والمخيمات والأراضي الزراعية و.. و.. ولم يسألها أحد أو يمتنع عن تزويدها بالسلاح.
***
إسرائيل ارتكبت مئات المجازر في فلسطين ولبنان ومصر وسوريا والأردن وهي قصفت المدنيين تحت علم الأمم المتحدة في قانا يوم 16 نيسان 1996 وقتلت نحو 100 مدني جلهم من الأطفال بواسطة قنابل مسمارية تطلقها المدافع الأميركية الصنع من عيار 155 ملم ولم تسارع الولايات المتحدة إلى إدانتها حتى، وضربت سيارة إسعاف «المنصوري» تقل عائلة مدنية على طريق الساحـل خلال عدوانها على لبنـان عام 1996 بواسطة صـاروخ من طائرة «أباتشي».
نحن في لبنان والمخيمات الفلسطينية في لبنان أصبحنا نعرف الطائرات الأميركية الصنع من أصواتها حين تمر فوق أجوائنا.
أساساً لا تمر فوق أجوائنا سوى طائرات إسرائيلية أغلبها أميركية الصنع.
أقول إننا في الشرق الأوسط لا ينفع معنا التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور أو ضربنا بـ«المسطرة» على أصابعنا أو بصواريخ الباتريوت لأننا نحتاج إلى لغة أخرى لنفهم.
نحن نحتاج إلى استثمارات، إلى فرص عمل، إلى الجولان ومزارع شبعا وإلى الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني. نحن نحتاج إلى الصداقة، إلى التفاتة إنسانية.
***
عدا ذلك فإن بعضنا سيفرح وسيمرح ويصرخ ويصرح بأننا سنتحدى وسنقاتل وسنفعل ولن نتراجع.
لذلك أنا أستدعي أساليب أخرى هي اجبار الأنظمة العربية المتخمة، على صرف أموالها على التنمية وإنشاء سوق مشتركة تُمكن قوى العمل والانتاج من تحقيق ذاتها، وليس على التزود بالسلاح.
أنا استدعي إجبارنا بدبلوماسية ناعمة على تحقيق ديمقراطية من صناعة بلداننا (لأن التغيير ليس مهمة الولايات المتحدة ولا تحالف راغبين) وبدعم ومشاركة المرأة والشباب والرجال في كل ما يصنع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في أقطارنا.
الباتريوت صفقة خاسرة تشتري عداوة شعوبنا هي لا تُسمن ولا تغني من جوع.. والأنظمة محصنة ولا تسقط بصاروخ أو اثنين أو مئة ولا يوجد باتريوت كاف لضرب الأهداف أساساً.
يكفي ضربنا بوردة.. بكلمة طيبة.. بحلول سياسية لمشكلاتنا.
ودمتم..
Leave a Reply