صنعاء – استمرت خلال الأسبوع الماضي عمليات شغب في جنوبي اليمن، خلال مواجهات بين السلطات الأمنية ونحو 5 آلاف متظاهر من الشباب والضباط المتقاعدين، المحتجين على عدم وفاء الحكومة بوعودها لدمجهم في الجيش. وأدت هذه المواجهات الى مقتل شخص وإصابة العشرات بالإضافة الى اعتقال عدد كبير من المحتجين.وكان مجلس الوزراء اليمني قد عبر عن إدانته الشديدة لأعمال التخريب والشغب والفوضى التي اقترفتها «عناصر تخريبية خارجة على الدستور والنظام والقانون» في مديرية ردفان الحبيلين بمحافظة لحج، ومديرية الضالع بحسب ما ذكر المجلس.واستمع مجلس الوزراء الذي رأسه الدكتور على مجور الى تقرير مقدم من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية حول تلك الاعمال، وما نجم عنها من اعتداء على المواطنين الابرياء وممتلكاتهم وتخريب المصالح والممتلكات العامة وقطع الطرقات الآمنة. كما ناقش الاجتماع الاجراءات التي تم اتخاذها بشأن مرتكبي تلك الأعمال «الاجرامية التي أستهدفت تعكير صفو الامن واشاعة الفوضى والفتنة» ووجه المجلس اجهزة الامن والعدالة باتخاذ الاجراءات القانونية «الرادعة بحق هذه العناصر التخريبية المثيرة للشغب والفتنة». وأكد على عدم التهاون مع أي خارج على الدستور والنظام والقانون أو عابث بالأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع أو المساس بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي و«اثارة الأحقاد والكراهية في المجتمع سواء كان حزباً أو فرداً أو جماعة أو اي جهة كانت ومحاسبتها طبقاً للدستور والقوانين النافذة». وحيا المجلس «التعاون المسؤول للمواطنين مع الأجهزة الأمنية تجاه التصدي لتلك العناصر التخريبية».ومن ناحيتهم أكد سكان مدينة لحج نبأ إصابة عدد من المتظاهرين، سرعان ما قضى أحدهم، ويدعى عبد الفتاح عبد الله متأثراً بجراحه، ليكون بذلك أول قتيل يقع في المواجهات المستمرة منذ أربعة أيام في عدن ولحج والضالع في الجنوب اليمني. ونقلت وكالة «سبأ» اليمنية عن مسؤول أمني «نفيه» وقوع قتيل في المواجهات «مع المخربين»، الذين «اعتدوا على موظفين أبرياء ونهبوا المتاجر والأملاك الخاصة»، فيما قال مسؤول آخر أن الشرطة اشتبكت مع المتظاهرين بعد أن «بدأوا بتدمير الممتلكات العامة والخاصة». واتهم رئيس كتلة «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم سلطان البركاني أحزاب المعارضة ممثلة في «اللقاء المشترك» بأنها تقف وراء تلك المظاهرات. ورد زعيم الحزب الاشتراكي المعارض ياسين نعمان باتهام الحكومة «بأنها ترهب الناشطين» المطالبين بالإصلاحات، فيما قال النائب المستقل منصور الزنداني للبركاني: «أنت وأمثالك من يعبثون بالسكينة العامة وإقلاق الأمن بسياستهم الخاطئة.. تريد أنت أن تلبس (اللقاء) المشترك ثوب فشل الحكومة وتساهلها في حماية المواطنين». وقال النائب عن مدينة الحبلين، في لحج، ناصر ثابت أن 40 دبابة و100 مركبة عسكرية انتشرت في المدينة، مضيفاً أن «الناشطين المحليين يحاولون إقناع الحكومة بسحب جنودها، لكي تقنعهم هي بدورها بوقف تظاهرتهم». وفي الضالع، ألقى نحو خمسة آلاف متظاهر الحجارة على الشرطة، التي ردت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والأعيرة في الهواء، حسبما قال مسؤول أمني. وطالت حملة الاعتقالات في محافظات عدن ولحج والضالع في جنوب اليمن ناشطين يشتبه في ضلوعهم في تحريك الاحتجاجات الأخيرة، بينهم قياديون في الحزب الاشتراكي اليمني المعارض. وبين الشخصيات التي تم توقيفها علي المنصر عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، والنائب الاشتراكي ناصر الكوباجي.من جهة أخرى، قال مصدر امني أن 11 شخصاً ممن ألقي القبض عليهم خلال «التحركات» نقلوا إلى صنعاء للاستجواب. ووزع المتظاهرون بيانا دعا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين.ونشرت تعزيزات أمنية في محيط بعض المباني الحساسة في المناطق التي شهدت اضطرابات، والتي لا يزال يسودها توتر.وأكد الحزب الاشتراكي اليمني في بيان له اعتقال العديد من أعضائه، واتهم الحكومة بالسعي إلى «إرهاب قادة الحركة الاحتجاجية السلمية، والحيلولة دون تحولها إلى أداة فاعلة من أجل التغيير السلمي وبلوغ أهدافها بالوسائل السلمية والديمقراطية».وحمل الحزب الاشتراكي السلطات الأمنية اليمنية المسؤولية «عن كل ما يترتب على حملة الاعتقالات من تداعيات، وطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، والكف عن ملاحقتهم وإيذائهم بسبب نشاطهم السياسي»، بحسب بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه.وفي الخريف الماضي، كان تم توقيف مئة شخص لفترة قصيرة في لحج خلال تظاهرة نظمها متظاهرون في جنوب اليمن كانوا يطالبون بمساعدة لأكثر من 06 ألف شخص، بينهم عسكريون، قالوا: إنه تم إجبارهم على التقاعد المبكر.
Leave a Reply