نيويورك – قالت شرطة نيويورك ان رجلا من سكان المدينة اعترف بأنه نفذ سلسلة هجمات بقنابل حارقة استهدفت مواقع من بينها مسجد ومنزل يستخدمه الهندوس للعبادة. وقالت الشرطة انها ألقت القبض، الثلاثاء الماضي، على المشتبه به في الهجمات التي شنت ليل الاحد الماضي وانه اعترف بعد استجوابه.
واضافت الشرطة ان المشتبه به اعترف بانه الفاعل في الهجمات الخمس متذرعا بانه له شكوى شخصية ضد كل من هذه المواقع. ويجري التحقيق في تلك الهجمات على انها جرائم محتملة للكراهية. وامتنعت الشرطة عن الكشف عن هوية المشتبه به الذي القي القبض عليه بناء على تقارير لشهود عيان وتسجيل مصور التقطته كاميرات للمراقبة.
واصابت احدى القنابل الحارقة مدخل المسجد الواقع في مؤسسة الامام الخوئي، وهي منظمة شيعية في حي كوينز بمدينة نيويورك، بينما كان حوالي 75 الى 80 شخصا في الداخل. واصابت قنبلة اخرى منزلا خاصا تقام فيه طقوس دينية هندوسية. واصيب ايضا متجر ومنزلان باضرار. ولم ترد تقارير عن اصابات.
وكان مبنى “مؤسسة الخوئي” الذي يضم مسجدا بقنبلتين حارقتين، لم تلحقا بالمكان إلا أضرارا طفيفة. وقالت المؤسسة، التي توفر خدمات للجالية المسلمة، وتصف نفسها بأنها أكبر منظمة شيعية في العالم، إن نحو مائة شخص كانوا داخل المبنى لحظة الهجوم.
وأبدى الإمام معن السهلاني مساعد رئيس مؤسسة الخوئي استغرابه للهجوم، وقال “هذا لم يحدث أبدا من قبل” حتى بعد هجمات 2001. وأضاف “لا نعرف من قام بهذا الهجوم ولا نستطيع اتهام أي أحد مهما كان. سنترك ذلك للشرطة”.
وعقب الهجمات كلف حاكم نيويورك اندرو كومو مسؤولين من سلطات انفاذ القانون بالولاية بمساعدة سلطات مدينة نيويورك في التحقيقات قائلا ان الهجمات “تتعارض مع كل قيمنا كمواطنين من نيويورك وكأميركيين”.
وأدان مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية (كير) الهجمات ودعا الشرطة لزيادة دورياتها لحماية المساجد.
وقال المتحدث باسم المجلس ابراهيم هوبر “الهجمات على أماكن العبادة لمواطنينا يجب أن يدينها جميع الاميركيين ويجب التحقيق فيها وملاحقة مدبريها باستخدام كل سبل انفاذ القانون”.
ومن ناحيته، أدان رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبيرغ الهجمات وقال إنها “تناقض تماما روح نيويورك التي شيّدناها معا”، وتحدث عن تحركات سريعة للشرطة للتحقق مما إذا كانت لأناس من خارج المدينة صلاتٌ بالهجمات.
وكان بلومبيرغ من المعارضين لحملة شرسة ناهضت السنوات الماضية بناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي غير بعيد عن “الموقع الصفر”، وهو اسم بات يطلق على المكان الذي قام فيه مركز التجارة العالمي قبل تدميره في هجمات 2001.
لكن بلومبيرغ دافع، في لقاء مع إذاعة محلية، عن حق الشرطة في التحقق من التهديدات أينما وجدت، وقال إن ذلك ليس استهدافا لمجموعة عرقية بعينها.
ووصف ما تناقلته وسائل إعلامٍ من تقارير عن مراقبة الشرطة كل تفصيل من حياة المسلمين في نيويورك بأنه “غير دقيق”.
Leave a Reply