اعتداءات واسعة تنطلق من مستوطنات الضفة ضد الفلسطينيين
المقاومة تدعو الى إطلاق يدها .. والسلطة تطالب بحماية دولية
الخليل – تفاعل الأسبوع الماضي مقتل إسرائيلي مطلع الشهر الجاري على الساحة الأمنية الفلسطينية-الإسرائيلية حيث ذكر مصدر طبي فلسطيني ان ٢١ فلسطينيا من بلدة صفا جنوب الضفة الغربية جرحوا بالرصاص بعد مواجهات مع مستوطنين اسرائيليين قرب المستوطنة التي قتل فيها اسرائيلي الاسبوع الماضي.
وقال شهود عيان فلسطينيون ان الحوادث اندلعت عندما اطلق سكان مستوطنة “بات عين النار” على فلسطينيين من صفا، فردوا برشق المستوطنين بالحجارة. وادت هذه الحوادث الى تدخل الجيش الاسرائيلي الذي استخدم ضد الفلسطينيين الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية واطلقوا الرصاص الحي مما اسفر عن سقوط ستة جرحى، حسبما ذكرت مصادر طبية فلسطينية نقلا عن الضحايا.
وذكر سكان محليون أن حوالي ٢٥ مستوطنا إسرائيليا مسلحا قدموا من مستوطنة بيت عاين المجاورة واقتربوا من منازل المواطنين وبدؤوا إطلاق النار العشوائي باتجاه المنازل، متهمين قوات الجيش الإسرائيلي بعدم التدخل لمنع المستوطنين من الهجوم على الأهالي.
وقال السكان إن نداءات وجهت عبر مكبرات الصوت في مساجد بيت أمر وصوريف المجاورتين تدعو الأهالي إلى التدخل ليهبوا لنجدة المواطنين في صفا، وإن عشرات استجابوا لهذا النداء حيث عملت القوات الإسرائيلية على تفريقهم ثم بدأت في وقت لاحق إجلاء المستوطنين.
وكانت بلدة صور باهر جنوب مدينة القدس قد تعرضت لهجمات مماثلة الثلاثاء حيث استشهد فلسطيني وجرح ثلاثة جنود إسرائيليين آخرين.
وطوقت قوة إسرائيلية بلدة صور باهر الأربعاء، عندما باشرت الجرافات هدم منزل منفذ عملية الجرافة في القدس في الصيف الماضي، التي تسببت بقتل وجرح عدد من الإسرائيليين.
من جهتها، ذكرت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان الحوادث اندلعت عندما رشق فلسطينيون حجارة على حوالى مئة اسرائيلي كانوا يصلون. واضافت انه في مواجهة العنف، اطلق الجنود النار باتجاه اقدام “عدد من المشاغبين (الفلسطينيين) واكدوا انهم اصابوهم”. وكان فتى اسرائيلي في الثالثة عشرة من العمر قتل واصيب اخر في السابعة بجروح الخميس الماضي في هجوم شنه فلسطيني بفأس على المستوطنة نفسها. ووقع الهجوم غداة تنصيب حكومة بنيامين نتنياهو الذي يدعو الى تشديد السياسة حيال الفلسطينيين. وهاجم الفلسطيني الاطفال بفأس في بات عين احدى المستوطنات الاكثر تطرفا في الضفة الغربية، في مجمع غوش قطيف الاستيطاني جنوب بيت لحم.
المقاومة
من جهتها طالبت حركة “حماس” السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وإطلاق يد “المقاومة” في الضفة الغربية للتصدي لاعتداءات المستوطنين اليهود. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في بيان صحفي: “إن التصعيد الإسرائيلي الخطير على القدس والضفة وغزة واعتداءات المستوطنين في الخليل ما كان له أن يكون لولا التنسيق الأمني الخطير مع السلطة الفلسطينية وتكبيل أيادي المقاومة من قبل سلطة رام الله ونزع سلاح المقاومة”. واعتبر برهوم “أن نزع سلاح المقاومة أعطى الفرصة الكاملة لجموع المغتصبين الصهاينة بالاستشراس في استهداف أهلنا وأبنائنا في الخليل والقدس وسلوان،وتجرأهم على تصعيد هجماتهم الانتقامية والإجرامية”. واستغرب برهوم “استمرار السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني حتى الآن في ظل تشكيل حكومة صهيونية متطرفة تتنكر لكل التزامات الحكومات الصهيونية السابقة وتصريحاتهم بأن السلام لا يأتي بالمفاوضات بل بالحرب”.
واعتبر أن “الرد الأقوى على كل أشكال العدوان والاستيطان لا يأتي بالاختباء وراء تصريحات هزيلة إنما يأتي بالإسراع في وحدة الصف الفلسطيني بالرؤية وبالأجندة الفلسطينية والالتفاف حول خيار المقاومة وإطلاق العنان لها في الضفة الغربية والتي تعاني من تكبيلها ونزع سلاح المقاومين والإعلان الفوري بإنهاء كافة أشكال التفاوض والتنسيق مع الاحتلال”.
ومن جهته، دعا القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب إلى إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية “لتتمكن من الرد على اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على سكان المناطق الفلسطينية في ظل غياب موقف واضح من السلطة”.
السلطة تدين
من جهة ثانية أدانت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية جرائم المستوطنين في الخليل، وقالت على لسان وزير الخارجية رياض المالكي إن “استهتار الاحتلال وسكوته على جرائم مستوطنيه يمثل انعكاسًا لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة المتجهة نحو التصعيد”.
كما قال إن وزارتي العدل والشؤون الخارجية تتابعان الإجراءات القانونية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين. وأضاف “استمرار الأعمال الهمجية والاستفزازية من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، لن يطيل أمد محاولات السلطة الوطنية في المقاضاة القانونية الكاملة”.
حماية دولية
ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض في رام الله الأربعاء إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ضد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية.
وقال فياض، في تصريحات للصحفيين في رام الله، “تتطلب أعمال المستوطنين الإرهابية تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني توفير حماية دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة”. من جهة ثانية اعتبر الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو أن اعتداءات المستوطنين تمثل تصعيدا مبرمجا وخطيرا بين المستوطنين وحكومة الاحتلال الصهيوني اليمينية المتطرفة.
Leave a Reply