مع الحديث الغربي عن إمكانية توجيه ضربة عسكرية لسوريا على خلفية مزاعم عن استخدام دمشق لأسلحة كيميائية، وفي ظل ترقب الشارعين العربي والسوري لما سيحدث في الايام القليلة القادمة، أقامت الجالية العربية في ديربورن كما في ولايات أميركية أخرى اعتصامات وتظاهرات تنديدا بالعدوان المحتمل.
(عدسة: عماد محمد) |
ففي ديربورن احتشد أكثر من مئتي شخص من أبناء الجالية السورية والعربية أمام مبنى البلدية مساء الخميس 29 آب (أغسطس) رفضاً للحرب على سوريا، كما كان لافتاً مشاركة من غير العرب في الاعتصام الذي استمر لأكثر من ساعة وقابلته السيارات المارة على شارع ميشيغن أفنيو بإطلاق الأبواق تضامناً مع المعتصمين.
وكان واضحاً من خلال الشعارات واليافطات التي رفعت خلال الاعتصام عن رفض الحضورلأي شكل من أنواع التدخل العسكري في سوريا.
وقد توالت كلمات المشاركين بتوجيه التحية لصمود الشعب السوري. وسأل الزميل أسامة السبلاني، ناشر ورئيس تحرير صحيفة «صدى الوطن»، الحضور عن شعورهم، فكانت الإجابة الجماعية «نشعر بالغضب» عندها تحدث السبلاني قائلاً «لا داعي للغضب لا تغضبوا ولاتقلقوا لأنه على ما يبدو أن معظم العالم معكم ويقف إلى جانبكم».
وتحدث السبلاني عن التوجه الأميركي بالتدخل العسكري في سوريا قائلاً «تسعة بالمئة فقط من الشعب الأميركي مع هذا القرار، فبوش ذهب ولم يعد موجوداً، وأوباما لن يستطيع أن يكون مثل بوش لأن الشعب الأميركي لن يسمح بذلك أن يتحقق، والعرب ليسوا مثلما كانوا في العام 2003».
(عدسة: عماد محمد) |
وأضاف «من هنا نقول لأوباما أن يبقى بعيداً عن سوريا، بدلاً من صرف طاقتنا وأموالنا لضرب وهدم دمشق فلماذا لا تستعمل الاموال لإنقاذ مدينة ديترويت المفلسة من أزمتها المالية».
وتحدث منسق المنتدى السوري الأميركي زياد أبو فاضل لـ«صدى الوطن» بعدما ألقى كلمته في المظاهرة التي تمحورت حول دور النظام السعودي السلبي في الأزمة السورية قائلاً «نريد أن نعرض للسيد أوباما بواشنطن أن الشعب الأميركي لا يريد أي حرب في سوريا أو أي بلد في العالم، ونتمنى من خلال هذا التحرك أن تصل الفكرة وأن يتم سحب الزوارق الحربية التي رست في المناطق القريبة من الساحل السوري».
وتابع أبو فاضل «المشاركة اليوم أتت من كل الأطياف فهناك شيعة، وسنة، ومسيحيون مشاركون اليوم، وأعتقد أن هناك كثير من المعارضين السوريين ضد التدخل العسكري الأميركي على سوريا، باستثناء المرتبطين بالسعودية والخارج». وتابع «هؤلاء كانوا دائماً مع التدخل الأجنبي في الأزمة السورية، والدليل على ذلك أنهم استخدموا الأسلحة الكيمياوية في الغوطة الشرقية لجر الأميركيين والصهاينة إلى هذه المعركة».
(عدسة: عماد محمد) |
وأضاف: «سوريا قوية ولها من يدعمها أيضاً، وسوف تدافع عن نفسها فهي تمتلك أسلحة متطورة جداً من سلاح «س300» إلى «ياخونوت» إلى «الإسكندر»، فإن كانت أميركا تريد المخاطرة فلتفعل».
خليل تابت ناشط إجتماعي سوري أميركي كان من بين الحضور وقد سبق له أن أرسل رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية في اليوم نفسه يلقي عليه اللوم على كيفية دعم اميركا لتنظيم «القاعدة»، حيث كان الموقف الأميركي واضحاً تجاهه ويعتبره تنظيماً إرهابياً. وتحدث عن مشاركته في المظاهرة قائلاً :«كلنا نقف هنا اليوم لنقول للإدارة الأميركية أن توقف حربها على سوريا»، وان «معظم المشاركين من مؤيدي النظام في سوريا، أما الطرف الثاني من المعارضة فعليه أن يضع سوريا نصب عينيه مثلنا وأن يوقف تعاونه مع الخارج وإلا لن يكون له مكان لا بيننا ولا حتى في كل سوريا».
ودعا تابت كل الشعب السوري بالعودة إلى سوريا قائلاً «على الشعب السوري العودة إلى سوريا لأن لا أميركا ولا السعودية ولا قطر ولا روسيا ولا أي أحد سوف يكون إلى جانبهم، سوى أمّهم سوريا».
على الصعيد ذاته وفي اتصال هاتفي من شيكاغو قال منذر أحمد نائب رئيس «المنتدى السوري الأميركي» إن أبناء الجالية في عدد من المدن والولايات الاميركية، منها شيكاغو وفلوريدا وميشيغن وبنسلفانيا ونيويورك ولوس أنجلوس وواشنطن، تظاهروا تحت شعار «لا لحرب اميركية على سوريا» بمشاركة ناشطين أميركيين.
وقال أحمد إن هذه التظاهرات جاءت لتؤكد على تضامن أبناء الجالية ووقوفهم مع وطنهم الأم سوريا محاولين نقل الصورة الحقيقية لما يجري في سوريا وقد اجمع الناشطون من ابناء الجالية على عدد من النقاط، حسب أحمد، أبرزها:
– لا للتدخل العسكري في سوريا
– لا للتدخل في الشؤون الداخلية
– تأييد انعقاد مؤتمر «جنيف 2»
– المساهمة في المصالحة بين السوريين بدلا من قرع طبول الحرب
– مطالبة الادارة الأميركية بالوفاء بتعهداتها في محاربة الارهاب
وأكد أحمد في ختام تصريحه «إن معظم ابناء الجالية يعتقدون ان الدماء التي تسيل في سوريا حالياً ناتجة عن التدخل الخارجي، مطالباً الإدارة الاميركية بمساعدة الشعب السوري للقضاء على الإرهاب في سوريا».
Leave a Reply