ويشتا – «صدى الوطن»
لم يكن يظن المواطن العراقي الأميركي ستار علي للحظة واحدة انه بعد انتقاله من ديربورن إلى مدينة وشيتا في ولاية كانساس، ومحاولته ايداع شيك في مصرف هناك بمبلغ كبير حصل عليه بعد بيع منزله، سيؤدي إلى اعتقاله مع كل افراد عائلته لمجرَّد الظن من قبل موظف المصرف أنَّ الشيك قد يكون مزوراً رغم حيازته لكل المستندات القانونية اللازمة التي تثبت صحته.
معاملة ستار علي وعائلته كمجرم يستحق الاعتقال واقتياده مخفوراً إلى قسم الشرطة مع عائلته، جعلته يندم على قراره بالانتقال إلى وشيتا حيث يعتقد ان المصرف تصرّف بعنصرية فادحة ضده.
وحسب تقرير بثته قناة تلفزيونية محلية في ولاية كنساس، باعت العائلة منزلها في ديربورن وانتقلت للعيش في مدينة وشيتا لكي يتمكن الأب من اكمال شهادته وتكون العائلة قريبة من الابن الذي يداوم في جامعة «وشيتا ستايت».
وقد كانت حصيلة بيع المنزل في ديربورن 151 ألف دولار فما كان من ستار علي إلا أنْ أخذ الشيك بالمبلغ لكي يودعه في البنك مثل كل الزبائن بانتظار أن يجد منزلاً آخر يشتريه في المنطقة، وكان يحمل بحوزته الوثائق والمستندات التي تثبت مصدر هذا المبلغ الضخم.
وروى ستار علي ما حصل معه قائلاً «ذهبت إلى البنك لأودع الشيك وأخذت معي كل المستندات اللازمة». وأضاف علي: «لقد قلت لهم في البنك، أنا غير مستعجل للحصول على مال الشيك إلى أن أجد بيتاً أشتريه لذا أبقوا على الشيك واعملوا اتصالاتكم لتتأكدوا من صحته وقانونيته وخذوا وقتكم»،
واستدرك «ببساطة متناهية كنَّا موجودين في البنك فقط لإيداع الشيك في الحساب ولم نكن نطلب سحب المال».
لكن ستار علي تفاجأ بعد دقائق معدودة بظهور عدة سيارات شرطة جاء عناصرها لاعتقاله.
وعن ذلك صرَّح علي قائلاً «كنت أتحدث مع الموظفين بالبنك وفي أقل من خمس دقائق وجدت الشرطة ورائي فقاموا بتكبيل يدي وصادروا كل شيء مني وجروني إلى الخارج».
كذلك تم اعتقال زوجته هديل وابنته حوراء التي تبلغ 15 عاماً بينما كانتا تنتظران في السيَّارة خارج المصرف، واحتجزوهم جميعاً لمدَّة ثلاث ساعات في مقر الشرطة الرئيسي بمدينة وشيتا.
كذلك أمرت الشرطة ادارة مدرسة ابنه البالغ من العمر عشر سنوات أن تبقيه في المدرسة لأن عائلته كانت رهن الاعتقال.
وسرد ستار ما حصل له بعد الاعتقال فأشار إلى أن عناصر الشرطة لم يتحدثوا معه ولم يخبروه قط عما حصل وماذا فعل ليتم اعتقاله بهذا الشكل العشوائي مع عائلته محاولاً ان يستعرض في رأسه الاحتمالات التي تسبَّبتْ بالقبض عليه مع أسرته.
ويذكر أن ستار علي وأفراد أسرته هم مواطنون أميركيون من أصل عراقي.
واسهب علي أنه كان يسكن في وشيتا سابقاً لعدة سنوات قبل أنْ ينتقل إلى ديربورن ثم ليعود مجدَّداً إلى وشيتا.
ويجزم علي أنَّ الذي حصل لأسرته ما هو إلا تمييز عنصري متسائلاً «هل وشيتا فعلت ذلك لأنها لا ترحب بالغرباء؟»، وتابع «إذا كان الأمر كذلك فليكونوا صريحين مع النَّاس منذ البداية ويقولوا لهم انتم غير مرحب بكم في هذه المدينة».
من ناحيتها أصدرت شرطة وشيتا بياناً قالت فيه انه تم استدعاؤها إلى المصرف بناءً على شكوك بمحاولة تزوير. وذكَر البيان أنَّه تمت الاستعانة برجال التحري في دائرة الشرطة كجزء من التحقيق بسبب خبرتهم في هذا المجال وقدرتهم على الوصول إلى مصادر معلومات إضافية، وهذا ما حصل حيث تمكَّن المحققون من التثبت من قانونية الشيك وصحته».
أمَّا المصرف الذي استدعى الشرطة وتسبب بحجز حرية عائلة من دون سبب فأصدر بياناً متعجرفاً أكد فيه ان «فريقنا تصرَّف بما يتماشى مع سياساتنا وإجراءاتنا العملية ولو واجهنا نفس الظروف اليوم فإننا نتوقع من فريقنا أن يقوم بنفس التصرُّف والعمل الذي قام به»!
Leave a Reply