واشنطن – قال مسؤولون أميركيون يوم الاثنين الماضي أن الضابط المسؤول عن جهود مكافحة الاعتداءات الجنسية في سلاح الجو الأميركي القي القبض عليه في مطلع الاسبوع لاتهامه بمسك إمرأة من ثدييها وردفيها في ساحة انتظار للسيارات قريبة من مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
واضافوا ان اللفتنانت كولونيل جيفري كروسينسكي (41 عاماً) القي القبض عليه يوم الأحد ووجهت اليه اتهامات بالاعتداء الجنسي بعد الحادث المزعوم في مدنية كريستال سيتي في ضواحي العاصمة واشنطن.
وقال سلاح الجو إن كروسينسكي اقيل من منصبه كرئيس لقسم مكافحة الاعتداءات الجنسية مباشرة بعد القبض عليه.
وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع أن وزير الدفاع تشاك هايغل تحدث في وقت لاحق مع وزير سلاح الجو مايكل دونلي بشأن الواقعة وعبر عن «الغضب والاستياء بشان تلك الاتهامات المزعجة» ومؤكداً «أن هذا الامر سيتم التعامل معه بسرعة وحسم». وأضاف ليتل قائلا «لا مكان للاعتداء الجنسي في القوات المسلحة للولايات المتحدة… يجب ان يتوقع الشعب الأميركي -بمن فيهم جنودنا- ثقافة عدم التسامح على الاطلاق مع هذا التصرف المؤسف».
وقال متحدث باسم شرطة مقاطعة آرلنغتون إن المرأة قاومت كروسينسكي -الذي كان تحت تأثير الخمر- وعندما حاول تكرار فعلته تمكنت من الاتصال بالشرطة التي وصلت سريعاً واحتجزته. وأضاف المتحدث انه احتجز في بادئ الامر لكنه اطلق سراحه بعد سداد كفالة خمسة الاف دولار.
وعبرت منظمات مدنية تضغط على «البنتاغون» للتعامل بفاعلية مع قضية الاعتداءات الجنسية عن صدمتها بشأن الواقعة. وقالت نانسي باريش رئيسة جماعة «إحموا المدافعين عنا» الحقوقية «إذا كانت هذه الاتهامات حقيقية فإن هذا مثال اخر في قائمة طويلة تظهر مدى الخلل الاساسي في نظام القضاء العسكري وثقافتنا». وأضافت قائلة «فكرة ان يلقى القبض على رئيس مكتب مكافحة الاعتداءات الجنسية في سلاح الجو عن اعتداء جنسي تشير الى عمق المشكلة… انه أمر مشين».
وجاءت أنباء الاعتقال قبل يوم واحد من إعلان «البنتاغون» عن تزايد مطرد في حوادث التحرش الجنسي داخل الجيش تجاوز 30 بالمئة خلال العامين الماضيين. وقدرت وزارة الدفاع، في تقريرها الذي نشر الثلاثاء الماضي، إن أكثر من 26 ألف من الجنود المنخرطين بالخدمة تعرضوا لحوادث أقلها «احتكاك جنسي غير مرغوبة»، في قفزة هائلة من 19300 حادث في تقرير عام 2010.
وأوضح التقرير ارتفاعا في جرائم التحرش المبلغ عنها بنحو 6 بالمئة، خلال العام الماضي، وبلغت 3374 حالة، ورغم خشية القادة العسكريين من تردد الضحايا في الإقدام على الإبلاغ عن مثل هذه الجرائم خشية التعرض للإنتقام، إلا أن تزايد الأرقام قد يعتبر بمثابة مؤشر على كسر المزيد من الضحايا حاجز الخوف.
Leave a Reply