في إطار حملة احتجاجية لزيادة أجور عمال المطاعم السريعة إلى ١٥ دولاراً في الساعة
اعتقلت شرطة ديترويت الثلاثاء الماضي، المرشحة العربية الأميركية لعضوية مجلس النواب الأميركي رشيدة طليب، والمرشح السابق لحاكمية ميشيغن عبدول السيد، خلال مشاركتهما في مسيرة احتجاجية تطالب برفع الحد الأدنى للأجور لعمال مطاعم الوجبات السريعة في ديترويت.
طليب والسيد، كانا قد انضما إلى مئات المحتجين في مسيرة نظمتها حركة «قاتل من أجل 15 دولاراً»، قبل أن يتم اعتقالهما مع 16 آخرين من قبل شرطة ديترويت، بتهمة السلوك غير المنظم، وإعاقة حركة المرور عند تقاطع شارعي وودورد وكانفيلد في وسط المدينة.
وكان المتظاهرون قد نصبوا طاولة، على مقربة من أحد فروع سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» على شارع وودورد، رافعين شعار «فلنبدأ بالتفاوض.. الآن!»، في إشارة إلى مطلبهم برفع أجور العاملين في مطاعم الوجبات السريعة، وهو المطلب الأساسي لحركة «قاتل من أجل 15 دولاراً» المتنامية على المستوى الوطني، لاسيما انضمام عمال من قطاعات أخرى إليها، كالعاملين في مجال رعاية الأطفال، والمطارات، وغيرها.
وكان مجلس ميشيغن التشريعي، الذي يتزعمه الجمهوريون، قد صوّت –الشهر الماضي– على زيادة تدريجية للحد الأدنى للأجور في الولاية، والذي يبلغ حالياً 9.25 دولاراً، على أن يصبح 12 دولاراً في 2020، وهو ما أطاح باستفتاء انتخابي مماثل كان من المتوقع طرحه على الناخبين في ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
طليب
بعد إطلاق سراحها، أكدت طليب لـ«صدى الوطن» أنها «ليست غريبة عن العصيان المدني» مذكرة بعدد من الأنشطة الاحتجاجية التي قامت بها، وفي طليعتها مقاطعة كلمة المرشح الرئاسي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية في ديترويت عام 2016، حيث تم إخراجها بالقوة من قاعة الاحتفال.
وكانت الناشطة العربية الأميركية، التي من المتوقع أن تصبح أول مشرعة مسلمة في تاريخ الكونغرس الأميركي، قد انضمت إلى مئات المحتجين في محيط «جامعة وين ستايت» بمنطقة الـ«ميدتاون»، والذين بدأوا بالمسير على طول شارع وودورد معيقين حركة مرور السيارات ومسار القطار الكهربائي، قبل أن ينصاعوا لأوامر الشرطة بالتحوّل إلى الأرصفة.
وقالت: «أمام مطعم ماكدونالدز، نصب المتظاهرون طاولة، تشبه طاولة الاجتماعات، وجلسنا على كراس قابلة للطي، وصرخنا بأعلى أصواتنا: أغلقوها!… في الأساس لم نرد المغادرة، لكن الشرطة أجبرتنا على ذلك».
ولفتت طليب إلى أن 14 من المعتقلين كانوا من النساء، وأن حوالي 52 بالمئة من عمال مطاعم الوجبات السريعة في أميركا هم من الإناث أيضاً.
وقبل اعتقالها توجهت طليب للمتظاهرين والعمال المضربين بالقول إن «التنظيم النقابي والتفاوض الجماعي هما أفضل ما يمكن أن نقوم به كأميركيين اليوم».
وفي إشارة إلى تنوع الحراك العمالي، أفادت طليب بأن «غالبية المتحلقين حول الطاولة كانوا من الملونين» كما أنها سمعت من النساء المشاركات في المسيرة، بأنهن يتعرضن للاعتداءات الجنسية في أماكن العمل ويعانين الأمرين لرعاية أطفالهن. وقالت: «كنت أشعر بالبهجة، لمشاهدتي تلك المجموعة الرائعة من العمال الراغبين في التنظيم النقابي».
طليب التي فازت بسباق الكونغرس التمهيدي للحزب الديمقراطي في آب (أغسطس) الماضي، أكدت لـ«صدى الوطن» أن بعض رجال الشرطة الذين اعتقلوها أخبروها بأنهم يتفهمون أسباب الاحتجاجات، ويوافقون عليها». وتابعت: «اثنان منهم قالا لي: نحن في الواقع إلى جانبكم»، مستدركة بالقول: «لقد كان الموقف ضبابياً نوعاً ما، وسمعت أحد العناصر يصف سلوكنا بأنه غير منظم».
السيد
من جانبه، وفور إطلاق سراحه، ظهر السيد مباشرة على الهواء عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، وقال في بث حي: «كنت (معتقلاً) مع 16 آخرين، لا يملكون –تقريباً– الامتياز الذي أمتلكه. كانوا أشخاصاً يضعون أجسادهم على المحك لأنهم يقاتلون من أجل شيء بسيط، كالحق في الحصول على أجر عادل مقابل العمل الذي يقومون به».
أضاف: «إن لم نكن راغبين في وضع أجسادنا على المحك لخدمة هذه المعركة، فعلينا أن نسأل أنفسنا فيما إذا كانت الكلمات تعني شيئاً أم لا».
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أكد السيد أنه لم يخطر بباله أنه قد يُعتقل. وقال: «كان هنالك أشخاص يتم القبض عليهم، فكرت في إنني إذا هربت من ذلك الموقف، فما جدوى ما أؤمن به، أو أتحدث عنه… لذلك بقيت فألقي القبض علي».
وكان السيد قد أعلن مؤخراً عن إطلاق منظمة سياسية لدعم المرشحين الليبراليين والقضايا التقدمية في الولاية باسم «ميشيغن ساوثبو»
وختم السياسي الشاب بالقول «أنا محظوظ بما يكفي لكي لا أعمل بالحد الأدنى للأجور، ولكنني أؤمن بأن الذين لديهم هذا الاميتاز، يتحملون مسؤولية الوقوف والتأكد من احترام الأشخاص الذين لا يتمتعون بهذه الامتيازات»، مشيراً إلى أننا «في الغالب، لا ننظر إلى الأشخاص الذين يخدموننا من خلف الطاولات، ولا نتساءل، كيف هي حياتهم، وماذا يستحقون».
Leave a Reply