ديترويت
بثّ مراهق يبلغ من العمر 19 عاماً، الرعب في أحياء ديترويت الغربية صباح الأحد الماضي بعد ارتكابه سلسلة من عمليات إطلاق نار متفرقة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة رابع، قبل أن تتمكن شرطة ديترويت من إلقاء القبض عليه مساءً بمساعدة «التكنولوجيا والمجتمع المحلي»، بحسب رئيس بلدية المدينة مايك داغن.
ومثل المتهم دونتي سميث، الذي يعاني من اضطرابات عقلية، أمام محكمة ديترويت، يوم الأربعاء المنصرم، حيث وجهت إليه ثلاث تهم بالقتل من الدرجة الأولى بالإضافة إلى تهمتي محاولة القتل والقسوة على الحيوانات بعدما تبين أنه أطلق النار أيضاً على كلب أحد الضحايا.
وقالت المدعي العام كيم وورذي في مقاطعة وين: «ليس من قبيل المبالغة القول إنه في صباح يوم الأحد، 28 أغسطس، وكمشهد من فيلم، تسبب هذا المتهم برعب حقيقي للمواطنين وعطل عجلة الحياة اليومية في شمال غربي المدينة».
وكانت عملية البحث عن المشتبه، قد انطلقت عقب العثور على جثث رجل وامرأتين في مواقع منفصلة في شمال غربي المدينة خلال الساعات الأولى من الصباح، كما أصيب رجل مسنّ حاول اعتراض المشتبه به أثناء تفحصه لنوافذ السيارات المركونة طالباً منه التوقف، لكن المسلح ردّ بإطلاق النار عليه وعلى كلبه.
وأكد قائد الشرطة جيمس وايت أن عمليات إطلاق النار «كانت عشوائية للغاية»، مشيراً إلى أن الضحايا بينهم امرأة كانت تنتظر حافلة عامة، وأخرى كانت تمر في الشارع، بالإضافة إلى رجل كان يمشي مع كلبه».
والقتلى هم الشاب شاين لي (28 عاماً) ولاري بريسكو (43 عاماً) وهي أم لخمسة أطفال، وكلاهما من سكان ديترويت، بالإضافة إلى امرأة أخرى لم يتم التعرف على هويتها بعد.
وبحسب الشرطة، يعتقد أن سميث أطلق النار على لي عدة مرات بعد سقوطه أرضاً أمام مدخل كنيسة على شارع وايومينغ حوالي الساعة 4:45 فجراً قبل أن يواصل جرائمه على بعد ثلاثة بلوكات بقتل امرأة عابرة.
وفي حوالي الساعة 6:50 صباحاً تم العثور على جثة بريسكو مصابة بعدة عيارات نارية قاتلة على شارع ليفرنوي، حيث كانت تنتظر الحافلة العامة.
وبعد أقل من نصف ساعة، أي في الساعة 7:08 صباحاً، تم استدعاء شرطة ديترويت إلى منزل على شارع بنينغتون درايف حيث أصيب رجل يبلغ من العمر 76 عاماً برصاصة في ساقه، كما أصيب كلبه في قدمه. وكلاهما مازال على قيد الحياة.
وقادت شرطة ديترويت وشرطة ولاية ميشيغن عملية مطاردة واسعة النطاق بحثاً عن المشتبه به، كما شارك في جهود البحث مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، والأمن الداخلي الأميركي، واستخدمت مروحيات في العملية.
وكشف داغن أن رجال أمن من «وكالات متعددة» «مشطوا عدة أميال مربعة، خلال عملية البحث عن المشتبه به»، موضحاً أن شخصاً مقرباً من المشتبه به أدلى بمعلومات ساعدت في القبض عليه بعد تعميم صورته طلباً لمساعدة الجمهور.
وفي مؤتمر صحفي لاحق، أفاد داغن بأنه كان بالإمكان إيقاف سميث بسرعة أكبر، لو أن المنطقة التي وقعت فيها الجرائم كانت مزودة بنظام استشعار العيارات النارية، المعروف باسم «شوت سبوتر»، والذي يتيح لعناصر الشرطة تحديد موقع إطلاق النار فور حدوثه.
وقال داغن إنه سيضغط من أجل تركيب هذا النظام في المزيد من أحياء المدينة، مشيداً بفعالية هذه التكنولوجيا المستخدمة على نطاق ضيق في حييّن فقط من أحياء مدينة ديترويت.
ومن جانبه، قال وايت إن «مجتمع ديترويت نجح في التعامل مع مشاعر الخوف التي لا يمكن تصورها والتي انتابت الكثيرين بسبب وجود مطلق نار نشط في مدينتنا».
وأضاف: «نود أن نشكر مجتمعنا على التعاون وتقديم الدعم والمعلومات المهمة التي قادتنا إلى اعتقاله» مؤكداً أن المشتبه به استسلم للشرطة من دون مقاومة وعثر بحوزته على سلاح يعتقد بأنه استخدم في سلسلة عمليات إطلاق النار التي روعت السكان.
وتابع: «ما زلنا في المراحل المبكرة من هذا التحقيق، ولكننا واثقون من أن المشتبه به الذي تم اعتقاله هو الشخص المسؤول عن عمليات إطلاق النار المتعددة التي روعت مجتمعنا».
وقال وايت «لم نكن بحاجة إلى أن يحدث هذا. فمرة أخرى تعاني ديترويت من إزهاق الأرواح بشكل عشوائي. إننا ننعي خسارتهم، وندعو بالشفاء لمن يقاتلون من أجل حياتهم في هذه الساعة».
وتابع: «هناك أسئلة مطروحة أكثر من الإجابات المتوفرة، لكن يمكن لسكان ديترويت الآن النوم بسلام وهم يعرفون أن هذا المشتبه به لم يعد يهدد سلامتهم ويتجول في شوارعهم».
وأوضح أن «المشتبه به حصل على سلاح وأزهق أرواحاً بريئة. والتقارير المبكرة تخبرنا أن المشتبه به قد حصل على المسدس بسهولة.. كنا في غنى عن أن يحدث لنا هذا الأمر، وأعتقد اعتقاداً راسخاً أن العنف المسلح هو أزمة وطنية لا يمكن حلها فقط من خلال إجراءات الشرطة». وأضاف: «نحن ممتنون للغاية للنساء والرجال في قسم شرطة ديترويت الذين وضعوا حياتهم على المحك على مدار الساعة للحفاظ على سلامتنا.. وأود أيضاً أن أشكر شركاء إنفاذ القانون المحليين وفي الولايات الأخرى والفدراليين على تعاونهم ودعمهم المستمر».
Leave a Reply