ظلّ متوارياً عن أنظار الـ«أف بي آي» بمساعدة شقيقه وابنه
دالاس – بعد نحو 13 عاماً على ارتكاب جريمته الشنيعة، و6 سنوات على إدراجه ضمن قائمة أخطر المطلوبين في الولايات المتحدة الأميركية، تمكّن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) –صباح 26 آب (أغسطس) المنصرم– من اعتقال المهاجر المصري، ياسر عبد الفتاح سعيد (63 عاماً) بتهمة قتل ابنتيه المراهقتين في ولاية تكساس عام 2008.
وكانت قد صدرت مذكرة اعتقال بحق سعيد في اليوم التالي لمقتل ابنتيه سارة (17 عاماً) وأمينة (18 عاماً)، غير أن سائق الأجرة المصري المولد ظل متوارياً عن الأنظار منذ ذلك الحين، بمساعدة شقيقه ياسين وابنه إسلام اللذين تم اعتقالهما في عملية موازية مع اعتقال سعيد في مدينة جاستن بولاية تكساس، وقد وجهت إليهما تهماً بمساعدة وإيواء شخص فارّ من العدالة.
وكان مكتب «أف بي آي» قد أدرج سعيد ضمن قائمة أكثر 10 مطلوبين في الولايات المتحدة، عارضاً مكافأة بقيمة 100 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.
وبينما كان المحققون يرجّحون أن يكون سعيد قد فرّ إلى مصر أو أنه يعمل سائق أجرة في نيويورك، تبين أن سعيد لا يزال يعيش في الولاية ذاتها التي ارتكب فيها جريمته، التي وصفها أقاربه بأنها «جريمة شرف».
وقال ماثيو دي سارنو، وكيل «أف بي آي» في دالاس، إن «المحققين عملوا بلا كلل للعثور على ياسر سعيد». وأضاف: «هؤلاء المحققون المتمرسون لم يتوقفوا أبداً عن سعيهم للعثور عليه وتعهدوا بألا ينسوا الضحيتين الصغيرتين في هذه القضية».
وقال دي سارنو إنّ اعتقال سعيد «يقربنا خطوة واحدة من تحقيق العدالة لأمينة وسارة».
من جانبها، قالت عائلة الفتاتين في بيان إنّ الإعلان عن اعتقال المشتبه به «أثار دموع الفرح وصيحات النصر».
وأشار البيان إلى أنّ الأسرة «شعرت بالارتياح لبدء فصل العدالة أخيراً» بعد أن «مُزّقت حياتان مشرقتان وواعدتان».
والدة الضحيتين، باتريشيا أوينز، وهي أميركية تزوج بها سعيد وهي في عمر 15 ربيعاً عام 1987، أعربت عن سعادتها بإلقاء القبض على زوجها السابق، وقالت لوسائل إعلام محلية: «الآن يمكن أن ترقد البنتان في سلام».
وتعود الجريمة المزدوجة إلى مطلع كانون الثاني (يناير) 2008 حين تم العثور على الفتاتين أمينة وسارة مقتولتين بالرصاص في سيارة الأجرة الخاصة بوالدهما في مدينة إيرفينغ بولاية تكساس.
ويعتقد المحققون أن سعيد قام بخداع ابنتيه المراهقتين وأوهمهما بأنه تجاوز غضبه السابق بشأن أسلوب حياتهما الغربي وعلاقاتهما الغرامية، ثم قام بإطلاق النار عليهما وتركهما تنزفان حتى الموت.
وتمكنت سارة قبل أن تفارق الحياة، من الاتصال برقم الطوارئ حيث قالت: «ساعدوني.. والدي أطلق عليّ النار! إنني أموت.. إنني أموت!».
وكانت الفتاتان قد هربتا ليلة عيد الميلاد برفقة والدتهما إلى ولاية أوكلاهوما المجاورة، خوفاً من تهديدات والدهما ومعاملته القاسية لهما، لكن سارة وأمينة عادتا بعد أيام قليلة إلى تكساس تجاوباً مع استعطافات والدهما الذي تمكن من استدراجهما إلى حتفهما بعد أن دعاهما إلى تناول الطعام سوياً في مدينة إيرفينغ، حيث نفذ وعيده بقتلهما بسبب علاقتهما الغرامية بشابين غير مسلمين، بحسب التحقيقات.
Leave a Reply