اغتيل النائب المعارض بالمجلس التاسيسي التونسي محمد البراهمي المنسق العام لحزب (التيار الشعبي)- وهو من الأحزاب العلمانية المعارضة- بالرصاص في حي الغزالة في ولاية أريانة، شمال شرقي تونس، كما أعلنت وكالة الانباء الرسمية الخميس. الماضي
ونقلت الوكالة عن مصدر طبي في مستشفى محمود الماطري بولاية أريانة ان البراهمي توفي على أثر تعرضه ظهر الخميس الى اطلاق نار من قبل مجهولين في حي الغزالة من ولاية اريانة.
وقال التلفزيون الرسمي التونسي ان البراهمي قتل بـ 11 طلقة نارية في بيته، لكن إذاعات محلية قالت ان عملية الاغتيال وقعت امام منزل القتيل، بينما نقلت الاذاعة التونسية عن محسن نبطي، وهو احد اعضاء حزب التيار الشعبي، قوله :إن البراهمي اغتيل بوابل من الطلقات أمام زوجته واطفاله.
احتجاجات
واندلعت بعد الاعلان عن اغتيال البراهمي احتجاجات في بلدة سيدي بوزيد مسقط رأسه.
وقالت وكالة رويترز إن الآلاف خرجوا الى شوارع البلدة التي تعتبر مهد الثورة التونسية ، حيث اغلقوا الطرق واضرموا النار في مقر الولاية.
وقد أضرم المحتجون النار في مكتبين لحزب النهضة الاسلامي الحاكم.
كما تجمع آلاف المحتجين امام مبنى وزارة الداخلية في العاصمة التونسية وهم يهتفون ضد الحكم الاسلامي.
وطالب المحتجون باستقالة الحكومة وحل المجلس التأسيسي
وقال راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة، إن اغتيال البراهمي يهدف الى ايقاف العملية السياسية في تونس وقتل النموذج الوحيد الذي نجح في المنطقة بعد الاحداث التي شهدتها ولاتزال كل من مصر وسوريا وليبيا.
بينما وصف رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي، الذي استقال إثر اغتيال شكري بلعيد، عملية اغتيال البراهمي بأنها الحلقة الثانية في مسلسل المؤامرة التي تستهدف الثورة والبلاد.
وقال المتحدث باسم حركة (نداء تونس) لزمي العكرمي: إن الثورة لم تنبثق لقتل المعارضين، مشيرا إلى مخطط يجري تنفيذه بعد اغتيال القيادي شكري بلعيد.
وذكر العكرمي أن تونس لم تعرف قتل النشطاء باسم الدين منذ الخمسينيات، مؤكدا وجود رابط بين اغتيال بلعيد والبراهمي.
وأضاف إن الشارع التونسي سيتولى وضع خريطة انتقالية للمرحلة المقبلة.
وكشف أن المجموعات المتطرفة تخطط لاغتيال أكثر من 60 شخصية معارضة للنظام القائم.
وقال إن السلطة والحكومة خرجتا من قلوب المواطنين وعقولهم، فيما يهدد بعض قيادات الحكومة من يريدون التغيير بالعنف.
ومن داخل المشفى حيث نُقلت جثة البراهمي، قال رئيس تحرير الموقع الإلكتروني لصحيفة «الصباح» التونسية، حافظ الغريبي،: إن الإعلاميين هم الذين نقلوا أخبار الاغتيال، وليس وزير الداخلية أو الأجهزة الأمنية.
وتحدث عن ثورة عارمة نشبت بين أعضاء المجلس التأسيسي عند سماع خبر اغتيال البراهمي، ومطالبتهم باستقالة الحكومة.
وقد دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى إضراب عام الجمعة (26 تموز) ، وذلك على خلفية اغتيال البراهمي كما دعت الجبهة الشعبية التي ينتمي إليها الفقيد إلى عصيان مدني حتى إسقاط النظام. وقال الناطق الرسمي باسم (الجبهة الشعبية) : إن هناك مشاورات جارية بين الأحزاب لاتخاذ الموقف المناسب. وردَ في صفحة الاتحاد العام التونسي للشغل على الفيسبوك أن الاتحاد يعلن تنفيذ إضراب عام بكافة أنحاء البلاد ضد الإرهاب والعنف وضد الاغتيالات.
من جانبها حذرت الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة المجلس الوطني التأسيسي) من الوقوع في اتون العنف، مؤكدين أن ما حدث هو جريمة نكراء بكل المقاييس ولابد من ادانتها والرد عليها. ودعوا إلى توحيد الصفوف. من جهته، حمل الكاتب العام لحزب العمل التونسي إسكندر حشيشة الحكومة التونسية مسؤولية اغتيال البراهمي، متهما إياها بالتقاعس في محاربة ظاهرة العنف.
Leave a Reply