ديربورن هايتس – «صدى الوطن»
مع ازدياد حجم الجالية العربية واتساع بقعة انتشارها في ديربورن وديربورن هايتس وصولاً إلى المدن المحيطة بهما، يزداد الطلب بشكل مضطرد على الأسواق الشرق أوسطية التي شهدت في السنوات الأخيرة نمواً كبيراً بعد أن ملأت الفراغ الذي خلفته متاجر أميركية عملاقة، مثل «كروغر» و«فارمر جاك» و«بلوكباستر» وغيرها من السلسلات التجارية الضخمة التي أقفلت فروعها في المنطقة نتيجة الركود الاقتصادي، فكان رجال الأعمال العرب الأميركيون السباقين في إعادة استثمارها وإحيائها من جديد بما يتناسب مع متطلبات السوق المحلي.
رجل الأعمال حسين محمد، كان من بين هؤلاء الذين وجدوا في ارتفاع الطلب المحلي على الأسواق العربية، فرصة لتوسيع أعماله التجارية، بعد أن كانت محصورة في نطاق محطات الوقود، فجاء افتتاح «أسواق وملحمة البلد» (Ever Fresh Market) على شارع آناربر ترايل في ديربورن هايتس، تلبية للإقبال الكثيف من أبناء المنطقة على المنتجات الغذائية «الحلال»، والمأكولات الشرق أوسطية خصوصاً والعالمية عموماً.
فقد بدأ العمل على افتتاح «أسواق البلد»، في كانون الثاني (يناير) الماضي، على العنوان 20125 شارع آناربر ترايل على تقاطع أفرغرين، قريباً من منطقة وورنديل في ديترويت، وذلك بعد أن قام محمد بتحويل المتجر العملاق التابع لسلسة «فارمر جاك»، إلى أسواق عربية جديدة تتميز بتلبية مجتمعات أقلوية أخرى تعج بها المنطقة، لاسيما من اللاتينيين والأفارقة.
وقد أقيم حفل الافتتاح الكبير لـ«أسواق وملحمة البلد» على مدار أربعة أيام، بين ١١ و١٤ أيار (مايو) الجاري، مستقطباً حشوداً ضخمة من المتسوقين والزبائن الذين وجدوا في المتجر الجديد ضالتهم، بعد أن كانوا يضطرون إلى التوجه نحو أسواق بعيدة عن منازلهم للتبضع.
وسجلت «أسواق البلد» خلال أيام الافتتاح الأربعة، حوالي 185 ألف عملية بيع، بحسب محمد الذي أشار إلى أن جمهور المتسوقين لم يقتصر فقط على العرب وإنما تعداهم إلى المكسيكيين والأفارقة الأميركيين الذين «بات بإمكانهم التمتع بمأكولاتهم المفضلة على موائدهم». وأضاف إن «أفر فريش ماركت» توفر مواد غذائية للأسر العربية والمكسيكية والآسيوية وغيرها من الأقليات.
حلال وطازج
وشدد محمد على أن اللحوم التي تقدمها «أسواق البلد»، «حلال» ويجري تقطيعها وإعدادها داخل المتجر، كما أن الدجاج الحلال يستورد من ولاية إنديانا، وهو من النوع العضوي الخالي من الهرمونات (أورغانيك).
وشدد محمد على أن جميع المواد الغذائية المعروضة في أنحاء المتجر هي منتجات طازجة يجري استبدالها يومياً.
ومع أن البعض يرى أن الأسعار التنافسية للخضار والفاكهة التي تباع في الأسواق العربية، مردّها تدني مستوى نوعيتها وتلَفها السريع مقارنة بما تقدمه سلسلات متاجر البقالة الأميركية العملاقة، إلا أن محمد يرى أن المعادلة الناجحة تكمن في توفير أفضل جودة بأدنى أسعار، وذلك من خلال تقليل هوامش الأرباح إلى أدنى حد ممكن، بحسب قوله.
ومثل بقية الأسواق العربية في المنطقة، فإن «البلد» تقوم بتنزيلات كبرى في الأسعار كل يوم أربعاء، فيما يعرف بـ«وايلد وينزدي» (الأربعاء الكبير)، غير أن يوم الأربعاء الذي يصادف منتصف الشهر يشهد تخفيضات مضاعفة، في إطار «وايلد وايلد وينزدي» (الأربعاء الكبير جداً)، وسيكون موعد التخفيضات الكبرى القادم يوم 14 حزيران (يونيو) المقبل.
وتضم «أسواق البلد» فرناً يقدم مختلف أنواع المناقيش والفطائر العربية، كما يضم مطعماً يقدم وجبات منزلية وسندويشات، إضافة إلى بعض أنواع الحلويات العربية.
محمد متزوج وله أربعة أبناء، ويملك ثلاث محطات وقود كانت مجال نشاطه التجاري الوحيد منذ هجرته من لبنان إلى أميركا في 1988، وقد عبّر لـ«صدى الوطن» عن أمله في أن تكون «أسواق البلد» فاتحة خير لتوسع أعماله التجارية، وأيضاً «بشرة خير» لأبناء المجتمع المحلي المتنوع.
Leave a Reply