ديربورن – اقر مجلس ديربورن البلدي في اجتماعه يوم الثلاثاء 23 من الشهر الحالي بيع المبنى البلدي لشركة ارت سباس وهي منظمة وطنية غير نفعية، بمبلغ 1.6 مليون دولار، حيث صوت الاعضاء بغالبية 5-1 لصالح اتمام صفقة البيع بالرغم من المعارضة الشديدة التي اندلعت في بداية الاجتماع من بعض المواطنين والمرشحين للمناصب البلدية في الانتخابات التمهيدية القادمة.
![]() |
مبنى بلدية ديربورن على شارع ميشيغن أفينيو (عدسة عماد محمد) |
وكان رئيس المجلس البلدي طوم تافلسكي الوحيد المعارض للصفقة. يذكر ان «ارت سباس» والتي تنوي استخدام المبنى لرعاية الفنانين والاستوديوهات والمنظمات الفنية ومكاتب الانتاج دخلت في المفاوضات مع مسؤولي البلدية منذ السنة الماضية، وهي تزمع اقامة 45-49 ستوديو للبث المباشر في جناحي المبنى، اضافة الى مركز للفنون سوف تقيمه في المكان المخصص لاعضاء المجلس البلدي وهو المكان الذي يعقد فيه المجلس اجتماعاته حاليا.
وبرغم ان موافقة المجلس على صفقة البيع تعد خطوة هامة باتجاه اتمام الصفقة، الا انه لا يتوقع اتمامها فعليا قبل حزيران (يونيو) 2014.
وكان مواطنون ظهروا مرارا في اجتماعات المجلس البلدي التي عقدت خلال الاسابيع الماضية لمعارضة الصفقة وقد تزعمت المعارضة المرشحة لعضوية المجلس البلدي كريستين تايلور والتي اثارت عديد التساؤلات حول الصفقة وحول منحة ب8.5 مليون دولار قدمتها للبلدية شركة سفرستال للحديد والصلب ومقرها ديربورن، كما عارضها مرشح رئاسة البلدية «طاهر حسن الأعرجي».
يذكر ان البلدية مازالت تحتفظ بهذه المنحة لاستخدامها في تسهيل الإنتقال الى المركز البلدي الجديد الواقع الى جوار مكتبة هنري فورد ، وكانت تايلور وبالتعاون مع المجلس البلدي شاركت في ادارة استطلاع عبر الانترنت، سئل فيه المواطنون عما اذا كانوا يحبذون اتمام الصفقة مع «ارت سباس»، وخلال 3 ايام تلقت 170 ردا من المشاركين و3صفحات من التعليقات، 68% من المستطلعين اعربوا عن رأيهم بمعارضة الصفقة. لكن المجلس وكذلك رئيس البلدية جاك اورايلي الغوا الاستطلاع، قائلين بانه لم يكن استطلاعا وفق معايير علمية، من جانبه قال عضو المجلس ديفيد بزي انه شخصيا شارك في الاستطلاع لكنه قال ان المقيمين لم يتم اطلاعهم على كافة تفاصيل الصفقة حتى يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات المناسبة.
بدا ان غياب المعلومات حول الصفقة شكل اساس المناقشات في هذا البند، ما ادى الى إيقاف الإجتماع لاكثر من ساعة، وفي حالات عديدة اشار المجلس الى انه يتفهم دواعي القلق عند بعض السكان، لكن هناك الالاف من المواطنين قرروا عدم التدخل في هذا الموضوع واثروا اقامة مبنى بلدي اكثر جمالا، كما ان رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي عقدوا ندوات اعلامية حول هذا الموضوع في الماضي لم يحضرها سوى القليلون.
من جانبه حذر المرشح على عضوية المجلس البلدي ستيف دوبوسكي المجلس ورئيس البلدية من ان اقرار الصفقة سيكون بمثابة انتحار سياسي، وقال انه تحدث لكل المرشحين على عضوية المجلس وجميعهم عارضوا الصفقة، واقتراح دوبوسكي طرح الصفقة للاستفتاء عليها من الناخبين في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) وقد تم رفض الاقتراح.
اثار المواطنون في الاجتماع عدة تساؤلات، معظم الحاضرين قالوا ان المبنى البلدي صرح تاريخي وكونه بحاجة الى الترميم هذا لا يمنع من صيانته، والبعض قال ان ادارة البلدية ترغب في مغادرة شرق ديربورن وان المبنى البلدي هو واحد من بضعة صروح بلدية ما زالت باقيه في الطرف الشرقي من المدنية.
المبنى البلدي واجه بعض الانتكاسات في الاونة الاخيرة حيث غمرت الامطار الغزيرة في الشهر الماضي الجناح الغربي من المبنى المشيد منذ 91 عاما، ولهذا تعتزم ارت سباس انفاق 17.4 مليون دولار لاعادة ترميم المبنى سيعاد لها منها 6.9 مليون دولار على شكل اعفاءات ضريبية من الولاية.
يبدو أن الصفقة مقدمة لما يعتبره بعض السكان مسألة أكثر إلحاحا فهم يرون ان المنحة بـ 8.5 مليون دولار من شركة سفرستال ينبغي إنفاقها على خدمات أساسية مثل إصلاح المسابح وتعزيز المكتبة ودائرة الشرطة، بدلا من انفاقها في الإنتقال لمبنى بلدي جديد. وقد وعد أورايلي بطرح هذا الموضوع للتصويت عليه في اجتماعات المجلس البلدي لاحقا هذا العام.
Leave a Reply