وايتفيش بوينت – قد لا يعلم الكثيرون أن مياه البحيرات العظمى تدفن تحتها حطام عشرات السفن والمراكب الغارقة على مرّ القرون الغابرة، والتي لم يتم اكتشافها بعد.
لكن مع تطور تقنيات البحث، أصبح العثور على حطام تلك السفن أمراً أكثر سهولة. وبالفعل، شهدت الآونة الأخيرة، اكتشاف العديد من السفن والمراكب الشراعية التي انتهى بها المطاف في قاع البحيرات العظمى.
وفي السياق، أعلنت «جمعية تاريخ حطام السفن في البحيرات العظمى» –يوم الأربعاء الماضي– عن اكتشاف حطام سفينة «نيوكلييس» (النواة)، الملقبة بـ«البركنتين المنحوسة» بسبب تاريخها الحافل بالاصطدامات وحوادث الغرق قبل فقدان أثرها يوم 14 أيلول (سبتمبر) 1869. والبركنتين، هو اسم يطلق على المراكب الشراعية التي لديها ما لا يقل عن ثلاث صوارٍ.
وكانت سفينة الشحن «نيوكلييس» التي يبلغ طولها 144 قدماً، محمّلة في ذلك اليوم بشحنة من خام الحديد ومتجهة إلى مدينة سولت سانت ماري في شبه الجزيرة العليا من ميشيغن، عندما ضربت عاصفة هوجاء بحيرة سوبيريور وتسببت بتسرب المياه إلى السفينة وغرقها.
أما البحارة المنكوبين فقد تعلقوا بقارب نجاة لعدة ساعات قبل أن يتم إنقاذهم. حتى أن باخرة مرّت بجوارهم دون أن تلاحظ وجودهم وسط الأمواج. ولكن لحسن الحظ، تم إنقاذهم لاحقاً بواسطة مركب صغير عابر، وهذه ربما «ضربة الحظ الوحيدة» للسفينة، وفق المتحدث باسم الجمعية التاريخية، كوري أدكينز.
وخلال فترة خدمتها، قال آدكينز إن «نيوكلييس» غرقت مرتين وجنحت مرتين وتلفت شحنتها عدة مرات. وفي عام 1854، تسببت بغرق سفينة «أس أس ديترويت» في بحيرة هيورون.
وأوضحت الجمعية التي يقع مقرها في بلدة وايتفيش بوينت في شمال شبه الجزيرة العليا، أنه تم العثور على حطام السفينة في صيف عام 2021، خلال مسح روتيني لمنطقة تعرف باسم «ساحل حطام السفن»، وهي منطقة تمتد بطول 80 ميلاً على طول ساحل شبه الجزيرة العليا بين وايتفيش ومونسينغ، ويعتقد بوجود الكثير من السفن الغارقة فيها لعدم وجود موانئ قريبة.
وتم تحديد موقع «نيوكلييس» في مياه بحيرة سوبيريور على بعد حوالي 40 ميلاً عن الشاطئ قبالة رأس فيرميليون بوينت، وعلى عمق 600 قدم تحت سطح المياه.
وقال أدكينز إن موقع «نيوكلييس» ليس بعيداً عن موقع حطام «أتلانتا»، وهو مركب شحن من نوع «شونر بارج» (صاريتان) غرق عام 1891 وأعلنت الجمعية عن العثور عليه في الربيع الماضي.
وأفاد مدير العمليات البحرية في الجمعية، داريل إرتيل، بأنه لم يتم التعرف على سفينة «نيوكلييس» حتى الصيف الماضي، حيث أرسلت الجمعية، مركبة آلية تعمل عن بعد، لفحص الحطام الذي تم تحديد موقعه بواسطة السونار في العام السابق، ليتبين أن السفينة تعود إلى حقبة الحرب الأهلية الأميركية وأن قياساتها مطابقة لـ«نيوكلييس».
وبحسب الجمعية، لا تزال السفينة الخشبية محفوظة بحالة جيدة بسبب برودة المياه في قعر بحيرة سوبيريور مما يمنع تنامي الكائنات الغازية مثل بلح البحر الوحشي، كما أن مؤخرة السفينة وجانبها الأيسر سَليمان.
ويعتبر حطام «نيوكلييس» أحد أهم اكتشافات الجمعية حتى الآن، بسبب قدم السفينة وتصميمها وتاريخها التشغيلي، فضلاً عن احتوائه على مجارف وأوان وأطباق عشاء وأشياء أخرى تعود إلى القرن التاسع عشر.
Leave a Reply