ديترويت – يبدو أن الأزمة الاقتصادية العالمية لم توفر من آثارها حتى الموتى في الولايات المتحدة الأميركية وذلك بعد أن شهد العديد من الولايات بالبلاد، زيادة في عدد الأشخاص الذين لا يودون استلام جثث أقاربهم، لأنهم ببساطة غير قادرين على تحمل كلفة دفنهم.
ويقول ألبرت ساميولز، رئيس قسم التحقيقات في مكتب الطب الشرعي بمقاطعة وين في ولاية ميشيغن، “لقد كان الناس يستلمون رفات أقاربهم حتى العام الماضي، ولكني بدأت ألاحظ زيادة في عدد أفراد العائلات الذين إما لا يأتون لاستلام الجثث، أو يكتبون استمارات يشيرون فيها إلى عجزهم عن تحمل نفقات الدفن”.
وشهد مكتب المحقق بالوفيات المشتبه بها بمقاطعة لوس أنجلوس، زيادة كبيرة بعدد الجثث التي لم يستلمها أهلها نظرا للصعوبات المالية التي تعصف بهم، وفقا لما ذكرته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية، فقد زادت نسبة الجثث التي اضطر المكتب إلى حرقها بـ36 بالمئة، مسددة من أموال دافعي الضرائب، خلال السنة المالية الماضية، أي من 525 جثة إلى 712.
وحتى المدينة السياحية الشهيرة، لاس فيغاس لم تسلم من هذا الأمر، إذ أفاد مكتب التحقيق بالوفيات في المدينة، بأن عدد الجثث التي اضطر أن يدفنها أو يحرقها على حساب الدولة، زاد بنسبة 22 بالمئة هذا العام، أي من 740 جثة العام الماضي إلى 904 هذه السنة.
كما أن زيادة مصروفات دفن الموتى منذ السنة المالية 2003 -2004، أدت إلى اضطرار المكتب في لاس فيغاس إلى اللجوء إلى حرق رفات المتوفين، باستثناء الحالات التي تستدعي الدفن لأسباب دينية.
وبحسب مجلة “التايم” الأميركية، فإن جمعية منظمي الجنازات الأميركية، أشارت إلى أن كلفة الجنازة العادية، دون أسعار وضع شواهد على القبور أو كلفة المقابر وصلت إلى معدل 7323 دولارا، وهو ما يعتبره الكثير من العائلات التي تئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية، عبئا ماليا كبيرا.
ورأى خبراء، بحسب “التايم”، أن للمسألة أبعادا أكبر من ذلك، لأنها تدل على أن الأزمة الاقتصادية، باتت تمس ضمائر الناس، وتصيب عواطفهم وأحاسيسهم بالبرود حتى تجاه أحبائهم وأقاربهم، وهو الأمر الذي اعتبروه مؤشرا خطيرا على متانة العلاقات بين الأفراد في المجتمع الأميركي.
Leave a Reply