في ظل الأزمة الاقتصادية يتزايد عدد الناخبين في قلب الولايات المتحدة الذين يقولون إن العرق ليس عاملا في اختيارهم للرئيس. لكن كل فرد يعرف على ما يبدو شخصا آخر سيكون لون بشرة المرشح عاملا في تصويته في الانتخابات.
واعترفت عاملة المصنع ميرتل كيمبل (67 عاما) وهي في الطريق لحضور مؤتمر انتخابي لسارة بالين المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس في أوهايو بوسط الولايات المتحدة «الأمر لا يشكل فارقا بالنسبة لي… ولكن زوجي لن يعطي صوته لمرشح أسود».
وبينما كانت قضية العنصرية غالبا تيارا كامنا في السباق بين المرشح الجمهوري جون ماكين ومنافسه الديمقراطي باراك أوباما فإن المخاوف بشأن العنصرية تزايدت مع تقدم أوباما في استطلاعات الرأي على ماكين ومع إدراك الأميركيين أنهم قد يكونوا على وشك انتخاب أول رئيس أسود للبلاد.
وتحدث ماكين سناتور أريزونا في مطلع الأسبوع مدافعا عن أوباما سناتور إلينوي بعدما نعته مؤيدون في المؤتمرات الانتخابية بوصفه عربيا أو مسلما أو خائنا وهي أوصاف غير دقيقة يرى بعض المنتقدين أنها هجمات على العرق الذي ينتمي إليه.
وعالج تد ستريكلاند حاكم أوهايو الجمهوري القضية أثناء جولاته مع أوباما في أرجاء الولاية طولا وعرضا. وقال ستريكلاند الذي نشأ وشب في أبالاتشيا التي تسكنها أغلبية من الريفيين البيض للناخبين إنه يدرك أن كثيرين منهم لم يكن لديهم أصدقاء ولا جيران من السود ولكنه يعتقد أن المخاوف الاقتصادية ستجب المخاوف العنصرية في الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال ستريكلاند في بيان وزعه من خلال البريد الالكتروني «كل يوم يتضح أكثر أنه مع القضايا الاقتصادية الخطيرة التي تواجهنا اليوم فإن أبناء أوهايو لن ينشغلوا بقضايا مثل لون بشرة شخص ما أو أين نشأوا».
وأوهايو جبهة رئيسية في انتخابات الرئاسة هذا العام كما ضمنت الولاية للرئيس جورج بوش الفوز بفترة رئاسة ثانية في عام 2004 حيث يوجد بها 20 صوتا من بين 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي المطلوبة للفوز في الانتخابات. كما قد تكون أوهايو دليلا للعديد من الولايات الأخرى المنقسمة سياسيا في وسط أميركا حيث يكون الناخبون أقل ميلا لتقبل التغيير كما أنهم لم يتأثروا بعد بشخصية أوباما الكايرزمية التي استحوذت على الناخبين في الولايات على الساحلين الشرقي والغربي في الولايات المتحدة المؤيدة للديمقراطيين بصلابة.
قال دينس غولدفورد أستاذ علم السياسة في جامعة دريك في دي موين بولاية أيوا وهي إحدى ولايات الغرب الأميركي الأوسط «أوباما بالنسبة لكثير من الناس يمثل المجهول ولا يتعلق الأمر فقط بقضية العنصرية».
وتابع قائلا «هناك أناس لن يصوتوا له بسبب العرق ولكن… هناك القضايا المتعلقة بالسياسة والخبرة».
وقالت باربارا غيير (38 عاما) صيدلانية من دايتون إنها تعارض أوباما لأنها تعتقد إنه معارض لحمل السلاح. لكنه ليس معارضا وإنما يدعو إلى فرض ضوابط أكثر صرامة.
وبينما كانت غيير وطفليها في انتظار الدخول لحضور مؤتمر بالين بالقرب من ولينغنتون بولاية أوهايو همست في أذنها تذكرها بأن لأوباما علاقة بإرهابيين.
واعترفت غيير التي كانت ترتدي قميصا مكتوب عليه عبارة «افتخر أنني أميركية» بأنها تخشى من دائرة أصدقاء أوباما. وقالت «كانت له ارتباطات بأناس في الماضي لهم ارتباطات بالإرهاب». لكنها لم تتمكن من ذكر اسمائهم. وقالت «لا اتذكر الاسماء».
وكان جوناثان فوغت (23 عاما) يتنقل من بيت إلى بيت في أوهايو منذ أكثر من عام ليحث الناس على انتخاب ديمقراطي للرئاسة. ولا يبالي فوغت بالتلميحات العنصرية القليلة التي سمعها.
وقال «هذه أميركا والعنصرية لا تزال قطعا موجودة. لكنني أقول إنهم أقلية صغيرة جدا». وتابع قائلا «السبب الأكثر شيوعا الذي يذكره الناس لعدم التصويت لأوباما هو عدم الدراية».
ولكن بمجرد أن غادر فوغت باب بيت أنجيلا لوفيت التي تؤيد أوباما قالت لوفيت إنها سمعت أن العرق هو السبب الأول. لكنها تعتقد أن العرق قد يكون مؤثرا من الناحيتين حيث أن البعض سيصوت لأوباما لأنه أسود.
إن فكرة أن أوباما سيشق طريقه للسلطة بموجة من تأييد الأميركيين من أصول أفريقية الذين يشكلون حوالي 21 في المئة من السكان هي ما يخشاه ديفيد ليبلا (23 عاما) المؤيد لماكين والذي يعمل سائقا ليليا لسيارات نقل الرسائل بالقرب من ولينغتون.
Leave a Reply