حسن خليفة – «صدى الوطن
تم مؤخراً تعيين الدكتور حسين درويش رئيساً لقسم جراحة المفاصل فـي مستشفـيات «مركز ديترويت الطبي» (DMC)، ليكون بذلك أول طبيب عربي أميركي يتبوأ هذا المنصب الرفـيع فـي واحدة من أكبر المجموعات الطبية فـي منطقة ديترويت، وذلك بعد سنوات مكللة بالنجاح قضاها فـي «دي أم سي» وأجرى خلالها آلاف العمليات الجراحية.
درويش الذي يشعر بالفخر والاعتزاز لتوليه مسؤولية المنصب الجديد، يعتبر أن هذا التعيين سيوفر له فرصةً لرد الجميِّل للمجتمع المحلي وتحديداً للجالية العربية التي نشأ وترعرع فـيها. وردّ الجميل هذا، يحرص درويش على ترجمته بطريقتين. الأولى، فـي التزامه بتوفـير أفضل رعاية صحية لمرضاه على عكس الكثير من الأطباء الذين يفضلون جني الأرباح قبل أي شيء آخر. والثانية، عبر تهيئة نخبة من أفضل جراحي العظام والمفاصل المستقبليين، وذلك عبر إصراره على مواصلة الشق الأكاديمي من مهنة الطب حيث يواصل درويش تعليم طلاب الطب فـي جامعة «وين ستايت» بمدينة ديترويت.
«أنا أنتمي إلى مجتمعين، المجتمع العربي والمجتمع الطبي»، قال الطبيب الجراح درويش لـ«صدى الوطن»، «وأنا أشعر بأنني مدين للطب بقدر ما أنا مدين لإرثي الثقافـي».
درويش أجرى خلال العام الماضي وحده أكثر من ٦٠٠ عملية جراحية فـي «دي أم سي»، ويقول إن كل واحدة منها كانت مثيرة بطريقتها الخاصة، والسبب فـي ذلك يعود -بحسب الجرّاح الشاب- الى أن اختصاص جراحة المفاصل، «هو واحد من تلك الاختصاصات التي عندما تطبقها على الناس تحدث فارقاً فـي نوعية حياتهم»، مشيراً الى أن سرّ غبطته يكمن فـي رؤية المسنين وهم يتحسنون ويشعرون بالراحة بعد معاناة طويلة مع الألم.
وأوضح درويش، ان «مركز ديترويت الطبي» يعالج حالات غير مرئيّة فـي العديد من المستشفـيات فـي البلاد. مؤكداً أن «الإصابات التي نراها لا تُصدَّق». وأضاف الجراح درويش أنه مع وجود عيادات متعددة وأطباء ذوي تخصصات فرعية فـي جميع أنحاء مدينة ديربورن وديربورن هايتس، يجب أن يشعر أبناء الجالية بأمان فـي التوجه الى المستشفـيات الكبرى التي تقع فـي عقر جوارهم لقدرتها على القيام بعمليات جراحية معقدة».
وبشكل شبه يومي، يعاين درويش مرضى يعانون من آثار الأعيرة النارية وآخرين قفزوا من المباني العالية، أو مصابين بصدمات متعددة حتمت دخولهم إلى قسم الطوارئ.
وأشار درويش «ان الواجب علينا هو إحاطة المريض بكل الرعاية لإعادته إلى حياته الطبيعية وسوق العمل».
بالنسبة لكثير من العرب الأميركيين، درويش هو الخبير الذي يقصده الكثيرون لإجراء عمليات الركب والمفاصل. فمعرفة اللغة العربية والثقافة أمران بالغا الأهمية لتطوير علاقات صادقة مع المرضى الذين يحافظون بشدة على خصوصيتهم. ذلك ان تاريخ العلاقة بين المرضى العرب وأطبائهم مثير للقلق.
التعليم دليل على الالتزام بأصول المهنة
وعلى الرغم من أن الجراحة هي احدى أهم مواهبه، إلا أنَّ درويش يصر على مواصلة تعليم الطلاب فـي جامعة «وين ستايت» وقد حاز فـي العام الماضي جاءت معلم العام فـي الجامعة مهاراته لتعليم الطلاب ليصبحوا أطباء جيدين يعد أحد أهم الجوانب المجزية فـي حياته المهنية.
وحول ذلك يقول درويش «أشعر أن لدي التزام تجاه جرّاحي العظام فـي المستقبل، وأنه عليّ أن أعلمهم كيفـية إجراء العمليات وكيف يكونون محتاطين و«أن يكونوا جراحين جيدين».
ويؤكد درويش أن الانخراط فـي السلك التعليمي الأكاديمي يسمح للأطباء بالوصول الى الكمال فـي تطبيق التقنيات الجراحية وكذلك المساهمة فـي البحوث الطبية، والأهم أنه يعرض الطبيب للانتقاد، مؤكداً أن العمل فـي مجال البحوث والأكاديميات هو دليل حقيقي على التزام الطبيب بحقل الطب.
وأعرب درويش عن اعتقاده بأن «هناك هوس يصيب الأطباء الجدد فـي الجالية». فهم حالما يتخرجون من كلية الطب، يصبح تركيزهم الوحيد هو فتح عيادات ويهملون الجوانب الأخرى من المهنة وعلى رأسها العمل الأكاديمي. وقال إن الطبيب الحقيقي لا يجب أن يكون هدفه «الربح أو العمل فـي عيادة وعيش حياة مريحة» بل عليه التوسّع فـي المهنة والتعليم لإظهار مهاراته وليجعل حضوره ملموساً.
ونصح درويش «جرّاحي المستقبل باتباع فلسفة يعيشها هو بنفسه- «عالج كل مريض كأنه أحد أفراد أسرتك.. ولا تقلل من شأن أي خطوة من خطوات العلاج والجراحة». وتابع بالقول «لطالما تعامل الجميع كأفراد أسرتك، فستنام جيداً فـي الليل. كن صاحب ضمير، وافعل الأشياء الصحيحة واعمل بجد على تعلم التقنيات.. ولتكن محتاطاً، حتى يشعر المرضى بالفرق أثناء رعايتهم».
نبذة عن درويش
ولد درويش فـي بيروت حيث شهد فظائع الحرب الأهلية هناك فاقتادته الحرب إلى الرغبة فـي مساعدة الناس منذ سن مبكرة. نشأ وترعرع فـي أسرة متوسطة، وهاجر مع عائلته الى الولايات المتحدة عام 1993. تخرج من جامعة وين ستايت فـي العام 2000 بشهادة بكالوريوس فـي الكيمياء قبل أن ينال شهادة الطب من الجامعة نفسها فـي العام 2005 حيث تدرب فـي «مركز ديترويت الطبي» ثم فـي مستشفـيات «كليفلاند كلينيك» فـي العام 2010، حيث تخرج مختصاً بجراحة المفاصل فـي العام التالي وهو يعمل منذ ذلك الحين طبيباً جراحاً فـي المركز.
وختم درويش بالقول «اعتقد حقاً أنني لن احظى بنفس الفرص التي توفرت لي هنا فـي أي بلد آخر فـي العالم». وأضاف أن أهم شيء بالنسبة له أن «عائلته فخورة للغاية» «لأننا استفدنا من الفرصة لنحقق ما نؤمن به وما نحب».
Leave a Reply