دمشق – اتهم الرئيس السوري بشار الأسد في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الدورة العادية الثانية للبرلمان العربي الانتقالي في دمشق، إسرائيل بعدم الجدية في السعي الى السلام ، وقال ان الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد تهدف الى تحويل العراق إلى قاعدة لـ«ضرب الجوار» بدل أن يكون سنداً لهم.
وقال الأسد «مازلنا نرى شعار السلام يستخدم كجزء من مفردات اللعبة السياسية الداخلية في إسرائيل ويدخل عنصراً أساسياً في دوامة المناورات السياسية الخارجية التي تخفي من الحقائق أكثر مما تظهر». وأضاف أن «السلام لم يكن الهاجس الأساسي للإسرائيليين بل هاجسهم هو الأمن بالمعنى الضيق والذي لا يتحقق في رؤيتهم إلا على حساب أمننا وحقوقنا نحن العرب». وأشار الى أنه «من الضروري في هذه المرحلة إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي فمن غير المنطقي أو المقبول بعد الآن أن يكون مطلوباً منا نحن العرب أن نستمر في تقديم البراهين والدلائل عن رغبتنا في السلام التي أعلناها وعبرنا عنها في مختلف المناسبات ومنذ عقود طويلة وبصورة خاصة منذ انعقاد مؤتمر مدريد 1991». وشدد الأسد أن على «الإسرائيليين أن يقدموا البراهين وأن يعبروا بالأفعال عن استعدادهم للسلام وأن يعملوا على إقناعنا نحن العرب بذلك. فهم الذين يحتلون أرضنا ويعتدون على شعبنا ويشردون الملايين من أهلنا». وأضاف «الإسرائيليون يقومون بكل هذه الأشياء ويضعونها كقناع بهدف الحصول على المزيد من التنازلات ولن يحصلوا على أي تنازلات من سوريا». وشدد على حرص بلاده «على تحقيق السلام العادل والشامل استناداً إلى حقوقنا الثابتة غير القابلة للمساومة تحت أي ظرف وفي مقدمتها العودة الى خط الرابع من حزيران عام 1967 دون أي نقصان». وأضاف «أن عدم استجابة إسرائيل حتى الآن لمتطلبات السلام على المسار السوري يدل على أن السلام بالنسبة لها هو عمل تكتيكي وليس خياراً استراتيجياً». يشار الى ان سوريا واسرائيل اجرتا مؤخرا عددا من جولات التفاوض غير المباشر بوساطة تركية.
الى ذلك شدد الرئيس السوري على ضرورة العمل باستمرار لحل الخلافات العربية مشيراً إلى أن «التباين في المواقف الرسمية العربية لا يعكس التناقض في المصالح». وقال إن «مضمون العروبة يربط بين المواطنين العرب بروابط عديدة ومتينة متجذرة في عمق التاريخ والذي نقل من مجرد عواطف ومشاعر وأحاسيس إلى فكر ونظريات من قبل المفكرين والمنظرين القوميين».
Leave a Reply