ألكساندريا – نجا مشرعون جمهوريون صباح الأربعاء الماضي من مجزرة كادت أن تودي بحياة عددٍ من النواب والشيوخ لفقدان الأغلبية في الكونغرس لولا تدخل عناصر الحراسة الذين أردوا مطلق النار قتيلاً وقد تبين أنه متطوع سابق في حملة السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز للرئاسة، وكان يستهدف قتل أكبر عدد ممكن من المشرعين الجمهوريين، بحسب ما أشارت التحقيقات الأولية.
وأصيب في الحادثة أربعة أشخاص بينهم النائب الجمهوري ستيف سكاليز بجروح في إطلاق النار الذي استهدف تدريباً رياضياً لأعضاء في الكونغرس في مدينة ألكساندريا قرب واشنطن، تمهيداً لمباراة خيرية بلعبة البيسبول كانت ستقام في اليوم التالي.
وخضع سكاليز لعملية جراحية بعد نقله إلى المستشفى حيث يقبع في «حالة حرجة».
وقال الرئيس دونالد ترامب «قد تكون لدينا خلافاتنا، ولكن يجدر بنا في مثل هذه الأوقات أن نتذكر أن كل من يعمل في العاصمة، يوجد هنا في المقام الأول لأنه يحب بلادنا».
ووصف ترامب الهجوم بأنه «هجوم وحشي للغاية»، وقال «نحن في أقوى حالاتنا عندما نتحد وعندما نعمل سويا للصالح العام».
ووصف ترامب سكاليز، بأنه «صديق عزيز للغاية» وأنه «وطني ومقاتل».
وزار ترامب وزوجته ميلانيا مساء الأربعاء، مستشفى «ميدستار» في واشنطن الذي يرقد فيه سكاليز. وقال البيت الأبيض إن الرئيس وزوجته عادا سكاليز، الرجل الثالث في مجلس النواب والمسؤول فيه عن حشد أصوات النواب الجمهوريين، بعدما خضع لعملية جراحية إثر إصابته بالرصاص في وركه أثناء قيام مسلح مجهول بإطلاق النار على نواب جمهوريين أثناء حدث رياضي خيري قرب العاصمة.
من جهته قالت إدارة المستشفى في بيان إن سكاليز (51 عاماً) النائب عن لويزيانا لا يزال بحالة حرجة وقد تلقى العديد من عمليات نقل الدم، كما أنه «سيحتاج إلى عمليات جراحية أخرى».
وأعلنت الشرطة وفاة المهاجم متأثرا بجروح أصيب بها خلال تبادله إطلاق النار مع اثنين من مرافقي سكاليز.
والمهاجم جيمس هودجكينسون (66 عاماً) كان مسلحاً ببندقية بحسب الشهود، كما عثرت السلطات بحوزته على مسدس. ونقل المهاجم، المولود في ولاية إلينوي، إلى المستشفى وتوفي هناك متأثرا بجراحه.
وهودجكينسون كان من أشد أنصار المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة بيرني ساندرز وقد تطوع في حملته الانتخابية.
وسارع ساندرز إلى التنديد بـ«العمل المشين» الذي أقدم عليه هودجكينسون، في حين تعرضت وسائل الإعلام والترفيه لانتقادات بسبب تأجيجها للخطاب السياسي المعادي لترامب إلى حد الترويج لقتله.
ويأتي الحادث وسط توتر سياسي شديد في الولايات المتحدة بعد حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.
وصرح عضو مجلس الشيوخ راند بول الذي كان في التدريب الرياضي، بأنه سمع دوي أكثر من 50 طلقة نارية، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين كانوا في المكان حاولوا الاحتماء عبر التمدد على الأرض.
وأشاد بول وهو سناتور جمهوري من ولاية كنتاكي، بالشرطة التي كانت في الموقع، مشيراً إلى أن وجود عناصرها ساهم في إنقاذ الأرواح.
وقال النائب مو بروكس من ألاباما إن خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح، مشيراً إلى أن سكاليز أصيب في مستوى الورك، وأنه كان يسحب جسده ليختبئ من مطلق النار.
وقال بروكس إن المهاجم كان يطلق النار من خلف سياج معدني بموقع في الملعب.
ردود فعل
استهل رئيس مجلس النواب، الجمهوري بول راين خطابه بالقول «نحن متحدون في صدمتنا وحزننا»، مضيفاً «هجوم على واحد منا هو هجوم علينا جميعاً».
وتحدث راين عن صورة التقطت لنواب ديمقراطيين يصلون من أجل تعافي سكاليز، معلقاً «نأتي إلى هذا المجلس دائما لاختبار وتحدي أحدنا الآخر، وتشوبنا العاطفة أثناء الدفاع عن القضايا التي نؤمن بها. ولكننا لا ننحي إنسانيتنا جانبا عندما نأتي هنا، فنحن عائلة واحدة».
ودعا أعضاء مجلس النواب إلى «إظهار وحدتهم للعالم أجمع، والتأكيد على اتحادهم في إنسانيتهم».
ومن ناحيتها، أعلنت زعيمة الأقلية في مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي «اتفاقها الكامل» مع كل ما جاء في خطاب راين، مضيفة «كنت أصلي لباراك أوباما، والآن أصلي لدونالد ترامب أن تكون فترته الرئاسية ناجحة وعائلته في أمان».
وأكدت بيلوسي أن «هذه الإصابة تعرضت لها عائلتنا. لن نسمح للمعتدي بالحصول على مسعاه».
Leave a Reply