سامر حجازي – «صدى الوطن»
أقلقت كثافة المفرقعات النارية في احتفالات «عيد الاستقلال» الأميركي (الرابع من يوليو) راحة مئات السكان في مدينة ديربورن ما دفعهم إلى الاتصال بالشرطة ومطالبتها بالتدخل لوضع حد للألعاب النارية الصاخبة التي حولت بعض أحيائهم إلى ما يشبه «ساحة حرب» تتواصل فيها الانفجارات طوال الليل، وبشكل يتعدى المعقول في كثير من الأحيان، بحسب عبد قبيسي الذي قال لـ«صدى الوطن»: «لقد بدا وكأن الجنون مس المحتفلين، فمع حلول الظلام في الساعة الـ9 مساء وحتى انبلاج الفجر كل ما كنت أسمعه كان بوم بوم بووم، في إشارة إلى أصوات المفرقعات النارية».
ومنذ أقرت ولاية ميشيغن السماح ببيع المفرقعات الثقيلة وإطلاقها في بعض المناسبات الاحتفالية، وجدت المجتمعات المحلية نفسها مضطرة لقبول كل أنواع الضجيج والإزعاجات الصادرة عنها، مع الإشارة إلى أن العديد من الدوائر الحكومية والرسمية، في عدد من مدن الولاية ومن بينها مدينة ديربورن، كانت قد أصدرت قبيل عطلة عيد الاستقلال الأميركي تحذيرات بشأن توخي الحذر عند إطلاق الألعاب النارية الذي قد يؤدي إلى نشوب الحرائق بسبب الجفاف، فيما لجأت بعض البلديات الأخرى مثل ديربورن هايتس وكانتون الى حظرها تماماً.
وفي هذا السياق، قال قائد شرطة ديربورن رون حداد: «لقد أردنا أن نكون متوازنين وقمنا بلفت أنظار الناس إلى وجوب توخي الحذر، وشعرنا أنه ليس من الضروري تماما أن نحظر الألعاب النارية، وأعتقد أن الناس أظهروا تفهما لهذه المسألة، فقد انخفض عدد الشكاوى بشكل ملحوظ هذه السنة».
وكانت دائرة شرطة ديربورن قد تلقت -خلال الفترة الممتدة بين 22 أيار (مايو) و5 تموز (يوليو)- 450 اتصالا من المواطنين المشتكين من الإزعاجات الصادرة عن المفرقعات النارية، وهو رقم يشير إلى تراجع معتبر في أعداد المواطنين الذين قاموا بالاتصال بالشرطة، خلال نفس الفترة من العام الماضي، والذين بلغ عددهم 649 شخصاً، بحسب حداد.
وتنبغي الإشارة إلى أن اللوائح القانونية تسمح بإطلاق الألعاب النارية خلال ثلاثة أيام فقط (يوم عيد الاستقلال، ويوم قبله، ويوم بعده)، وكل من يخالف القوانين ذات العلاقة قد يكون عرضة لغرامة بقيمة 500 دولار.
مفارقة
وعلى الرغم من انخفاض عدد الشكاوى لهذا العام، إلا أن شرطة المدينة قامت بإصدار عدد أكبر من المخالفات مقارنة بالعام الماضي الذي شهد إصدار 19 مخالفة فقط، مقابل 45 هذا العام.
وعزا حداد ارتفاع أرقام المخالفات إلى أن دائرته كانت قد قامت بتكثيف دوريات الشرطة في أحياء المدينة خلال أيام عطلة نهاية الأسبوع وعطلة «يوم الاستقلال» مؤكدا على أن إطلاق المفرقعات النارية قد تراجع مقارنة بالعام المنصرم، وقال: «لقد قمنا بتكثيف الدوريات من أجل الاحتفالات النارية بشكل خاص، كما قمنا بتعميم التحذيرات عبر التلفزيون ومن خلال موقع بلدية ديربورن الالكتروني، كما عمم قائد إطفائية المدينة تحذيرات بشأن ارتفاع مخاطر الألعاب النارية بسبب الجفاف، وكل هذه الخطوات مجتمعة أفضت إلى انخفاض أعداد مطلقي المفرقعات على خلفية احترام الكثيرين للتحذيرات التي أطلقناها والذين قرروا بناء على ذلك عدم الانخراط في الاحتفالات هذه السنة».
ورغم ما ورد آنفا إلا أن العديد من المواطنين كانوا قد عبروا عن استيائهم وإحباطهم من الضجيج الصادر عن انفجار المفرقعات النارية الذي أبقاهم في حالة تحفز وتوتر مستمرين، سواء بسبب الضجيج الناتج عن أصوات الانفجار أو الضجيج الناتج عن جوقات المحتفلين أنفسهم، لاسيما وأن «عيد الاستقلال» قد تصادف مع اقتراب موعد عيد الفطر ما حدا بكثير من الأطفال واليافعين إلى المشاركة بالألعاب النارية حتى ساعات الصباح الأولى.
وأشارت مايا هاشم إلى أن طفلها الرضيع الذي لم يتجاوز عمره شهرا واحداً لم يتمكن من الإخلاد إلى النوم طيلة عدة ليال بسبب الضجة الصاخبة، وقالت: «لقد كان الأمر مزعجا تماما.. كان أمرا مبالغا فيه، خاصة تلك الانفجارات التي تشبه انفجارات القنابل.. لقد كان لدي طفل حديث الولادة وكان أبناء إخوتي وأخواتي حولي وكانت تلك الانفجارات ترعبهم».
وأضافت بالقول إن العديد من المراهقين والشبان اليافعين كانوا يطلقون مفرقعات خطرة، خاصة تلك الصواريخ التي تطلق ثم تنفجر في الجو مؤكدة أنهم «يفضلون المفرقعات المحظورة»، مع الإشارة إلى أنه ليست لديها مشكلة مع تلك الألعاب النارية المضيئة التي لا تشكل خطرا أو إزعاجا للآخرين. وأكدت قائلة: «عليهم أن يسمحوا فقط ببيع الألعاب الخفيفة التي لا تصدر أصواتا مرعبة، وأن يحظروا استخدام تلك الألعاب الشبيهة بالقنابل لأنها مخيفة وخطيرة».
من ناحيته، أكد حداد أن الاحتفالات النارية بعيد الاستقلال لم تتسبب بأية إصابات بين المواطنين في ديربورن، مشيرا إلى وقوع حادثين تخللهما نشوب نيران بسبب تلك الألعاب، وأن دائرة إطفاء المدينة قد قامت بواجبها على النحو المطلوب.
Leave a Reply