نيويورك – يلقي أحد الضباط الذين كانوا على صلة وثيقة بالعملية التي قُتل فيها بن لادن خبايا مثيرة ربما كان أهمها أن الأوامر الصادرة الى الوحدة الخاصة التي نفذتها لا تشمل اعتقال زعيم القاعدة وإنما قتله في كل الأحوال.. بكلمة أخرى “إعدامه”.
الأوامر التي صدرت للوحدة البحرية الأميركية الخاصة المعروفة باسم “سيل” والتي كُلّفت الإغارة على مجمع أسامة بن لادن على الأراضي الباكستانية، كانت واضحة: “لا تعتقلوه بل اقتلوه في كل الأحوال”.
هذا ما زعمه ضابط يقول إنه كان لصيقا بتلك العملية. وإذا صح هذا الزعم، صار لا مراء في أن البيت الأبيض أصدر تعليمات واضحة بإعدام زعيم القاعدة حتى وإن كان غير مسلح وعرض تسليم نفسه. وهذا يتناقض بجلاء ايضا مع ما ظلت الإدارة الأميركية تردده من أنها كانت تفضل القبض عليه حيّا لو أن الظروف سمحت بذلك.
مزاعم الضابط وردت على صفحات مجلة “ذي نيويوركر” التي حجبت هويته. لكنه ألقى الضوء ايضا على خبايا أخرى. ومن هذه أن سلاح البحرية الأميركية وضع أربعة خيارات لاقتحام مجمع بن لادن في بلدة أبوت أباد شمال إسلام اباد في الثاني من أيار (مايو) الماضي.
فعُلم أن المخططين العسكريين رفضوا الخيار الأول وهو أن يتوجه أفراد الوحدة الخاصة الى المجمع سيرا على الأقدام، مثلما رفضوا الثاني وهو حفر أنفاق تقود اليه بسبب مستوى المياه الجوفية. وترك هذا خيارين أمام الرئيس باراك اوباما أحدهما قصف المجمع بالصواريخ و/أو القنابل، وهو ما رفضه، والآخر هو استخدام مروحيتين لإنزال رجال من قوات “سيل” الخاصة من أجل أداء المهمة، وهو ما حدث.
تبعا للمصدر فقد كان روبرت غيتس، وزير الدفاع وقتها، هو من تصدّر القائلين باستخدام الطائرة الشبح “ستيلث بي 2” لقصف المجمع. لكن الخبراء العسكريين أشاروا الى أوباما بأن هذا سيستدعي 32 قنبلة “ذكية” وزن كل منها 900 كيلوغرام حتى تصبح قادرة على اختراق أي مخبأ تحت أرضي يمكن لبن لادن أن يكون متحصنا به.
وقال المصدر إن جيمس كارترايت، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، حذر الرئيس من أن هذه القوة النارية الضاربة ستحدث أضرارا تعادل ما يمكن ان يتسبب به زلزال. وعلى هذا الأساس استبعد أوباما هذا الخيار، مفضلا عليه إنزال القوة الخاصة من الجو.
يقول الضابط إن النجاح المدوّي لعملية اغتيال بن لادن على ذلك النحو، نبّه المسؤولين الأميركيين، عسكريين واستخباراتيين وساسة، الى إمكان القيام بعمليات مشابهة على مختلف أراضي الدول المستقلة في حال دعت الضرورة.
ويكشف الضابط أن تلك العملية، التي سميت “رمح نبتون” (إله البحر عند قدماء الرومان) “ليست بأي حال الأولى لقوات “سيل” الخاصة على الأراضي الباكستانية، وإنما سبقتها نحو اثنتي عشرة عملية من الطبيعة نفسها”.
ويمضي قائلا إن الأميركيين اعتادوا على أنه ما إن يتم الاتفاق على إحدى تلك العمليات حتى تصبح المهمة التالية هي إخفاء معالمها بالكامل عن السلطات الباكستانية. ذلك أن الانطباع السائد وسط سائر المسؤولين الأميركيين هو أن الباكستانيين “”لا يستطيعون حفظ السر ولو لجزء صغير من الثانية
Leave a Reply