مقديشو – وصلت الأربعاء الماضي أول طائرة تحمل على متنها شحنة من مواد غذائية إلى مقديشو أرسلها برنامج الغذاء العالمي خصيصا للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الموجودين في مخيمات النازحين المنتشرة بمقديشو، في حين ينتظر نقل حوالي 70 طنا إضافيا جوا من كينيا إلى الصومال خلال الأيام القادمة. في هذه الأثناء تتفاقم معاناة آلاف النازحين الصوماليين الذين فروا من مناطق الجنوب صوب العاصمة هربا من المجاعة التي تهدد حياة أكثر من مليوني شخص. ومع بدء أعمال الإغاثة الدولية تجدد القتال في العاصمة مقديشو بين القوات الحكومية مدعومة من قوات الاتحاد الافريقي من جهة والمتمردين الاسلاميين من جهة أخرى.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد قال مطلع الأسبوع الماضي إن وكالات الإغاثة لا تملك الوصول إلى أكثر من مليوني صومالي يواجهون الموت جوعاً في الصومال الذي تضربه المجاعة حيث يسيطر المتمردون المتشددون على أشد المناطق تضررا من الكارثة.
وقال مسؤولو البرنامج إن المناطق الواقعة في جنوب الصومال التي تسيطر عليها حركة “شباب المجاهدين” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” والتي فرضت حظرا على المعونات الغذائية في 2010 من بين أخطر المناطق التي يمكن العمل فيها في العالم.
وقالت جوزيت شيران المديرة التنفيذية للبرنامج للعاملين في الوكالة والصحفيين في شمال شرق كينيا “هناك 2,2 مليون شخص لم نصل اليهم بعد. إنها أخطر بيئة نعمل فيها في العالم. لكن الناس يموتون. الأمر ليس متعلقا بالسياسة بل بإنقاذ الأرواح الآن”.
وتقول الأمم المتحدة إن موجة الجفاف التي تضرب المنطقة الواقعة بين الصومال وكينيا وإثيوبيا هي أخطر موجة خلال العشرين عاما الأخيرة وتؤثر على عشرة ملايين شخص.
وفي جنوب الصومال يواجه 3,7 مليون شخص خطر الموت جوعا. وبرنامج الأغذية العالمي من بين عدة جماعات تستعد الآن للعودة إلى المناطق التي أمرها المتمردون بالخروج منها العام الماضي. وقال مسؤول بالبرنامج كان يطلع شيران على الأوضاع إن الوكالة تفكر في إسقاط الغذاء من الطائرات في المناطق التي يتعذر إدخالها برا. وقال ريجيس تشابمان رئيس برنامج الصومال ببرنامج الأغذية العالمي إن جماعات الإغاثة تواجه أيضا خطر الألغام الأرضية في المناطق الحدودية، حيث اشتبكت حركة الشباب مع القوات الكينية والإثيوبية في وقت سابق من هذا العام
Leave a Reply