شيكاغو – إثر الاشتباكات المسلحة بين شطري كوريا، الاثنين الماضي، لفت استطلاع للرأي إلى تنامي استياء الأميركيين من الالتزامات الأمنية المتعددة لإدارة واشنطن بالخارج، والاعتقاد على نحو متزايد بأن على حلفاء الولايات المتحدة معالجة أزماتهم الخاصة دون الحاجة للاستعانة ببلادهم.
ووجد الاستطلاع الذي أجراه “مجلس شيكاغو للشؤون العالمية” المعني بدراسة المواقف تجاه التواجد العسكري الأميركي حول العالم، أن معظم الأميركيين يرون بعدم تدخل الجيش الأميركي في أي نزاع عسكري بين الكوريتين الشمالية والجنوبية. ومن بين الاستنتاجات التي خلص إليها المسح تنامي مشاعر العداء المتزايد حيال نشر قواعد عسكرية أميركية دائمة بالخارج، مقارنة باستطلاع آخر نفذ عام 2008، منها تراجع دعم بناء قواعد عسكرية على المدى الطويل في أفغانستان إلى 52 بالمئة، بتراجع قدره 5 نقاط عن الاستبيان السابق. كما تدنى الدعم الشعبي للتواجد العسكري في العراق بواقع 7 نقاط إلى 50 بالمئة فقط. وترى قلة من الشعب الأميركي أن دولاً مثل المملكة العربية السعودية وباكستان وبريطانيا كـ”دول مهمة للغاية” للولايات المتحدة.
وعلى النقيض من ذلك، لا يزال الدعم لقواعد أميركية في كوريا ثابت عند 62 بالمئة، ومعارضة 36 بالمئة فقط، إلا أن غالبية المستطلعين رفضوا انجرار بلادهم نحو أي أعمال عدائية عسكرية قد تندلع بين كوريا الجنوبية وشطرها الشمالي. وتزامن كشف نتائج الاستطلاع مع تبادل القصف المدفعي بين شطري شبه الجزيرة الكورية، أسفر عن سقوط قتيلين، على الأقل، في كوريا الجنوبية، إضافة إلى إصابة نحو 15 آخرين.
ووافقت شريحة ضئيلة بلغت 27 بالمئة على انضمام الولايات المتحدة لـ”معاقبة” كوريا الشمالية في حادثة الهجوم بطوربيد على سفينة حربية كورية جنوبية أسفر عن مقتل 46 بحاراً في مطلع العام. وأجمع 66 بالمئة أن توجيه انتقاد لكوريا الشمالية كان كافياً. وعارض 56 بالمئة تحرك أميركي آحادي الجانب في حال أي غزو كوري شمالي للشطر الجنوبي، إلا أن 61 بالمئة أيدوا مشاركة الجيش الأميركي في ردع أي عدوان كوري شمالي في سياق جهود متعددة الجنسيات.
ويذكر أن المسح أجري قبيل الاشتباكات المسلحة بين شطري كوريا وقبيل الكشف عن منشأة كورية شمالية جديدة للتخصيب اليورانيوم السبت الماضي.
Leave a Reply