بغداد – اعلن الرئيس العراقي جلال طالباني عقب اجتماع جمع القادة العراقيين، الاتفاق على التباحث على مدى اسبوعين لتقرير موقفهم من انسحاب او بقاء القوات الاميركية المقررة مغادرتها نهاية العام الجاري.
وقال طالباني في مؤتمر صحافي اثر الاجتماع “جرى طرح موضوع الانسحاب الاميركي بجميع جوانبه، وتقرر ان يجمع الاخوان اصدقاءهم واحزابهم وياتوا بعد اسبوعين بنتيجة قطعية”.
وحضر الاجتماع رئيس الوزراء نوري المالكي ومنافسه اياد علاوي زعيم القائمة العراقية ورئيس البرلمان اسامة النجيفي. كما شارك فيه قادة التيار الصدري والمجلس الاعلى الاسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم.
يشار الى ان هذا اللقاء هو الاول بين المالكي وعلاوي بعد التوتر والتراشق الاعلامي بينهما.
وقال طالباني “هذه المرة الاولى التي يجتمع بها هذا الجمع الكريم وجها لوجه ويتكلم بروح اخوية”.
من جهة اخرى، اعلن طالباني تشكيل لجنة لمعالجة الخلافات السياسية بين القادة العراقيين.
وكان قائد اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن اعلن ان الولايات المتحدة والعراق يجريان حاليا مفاوضات حول اتفاقية امنية جديدة محتملة تنص على ابقاء قوات اميركية في البلاد.
ولا يزال هناك نحو 46 الف جندي اميركي في العراق ومن المرتقب سحب كل القوات بحلول 31 كانون الاول (ديسمبر) المقبل بموجب اتفاقية امنية مع بغداد.
ولكن مسؤولين اميركيين كبارا قالوا انهم سينظرون في مسالة ابقاء بعض القوات بعد المهلة المحددة للانسحاب اذا طلبت السلطات العراقية ذلك.
ويقر القادة العسكريون العراقيون بان جيشهم لا يزال يعتمد على الدعم اللوجستي الاميركي فيما يؤيد بعض السياسيين العراقيين ابقاء قوات اميركية كقوة حفظ سلام احتياطيا.
وعرضت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ابقاء ما يصل الى عشرة الاف عنصر في العراق السنة المقبلة كما افادت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن مسؤولين اميركيين.
واعلن التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في حزيران (يونيو) الماضي، استعداده لتنفيذ هجمات انتحارية ضد “الاحتلال الكافر”. وكان الصدر هدد في التاسع من نيسان (ابريل) الماضي، برفع التجميد عن انشطة جيش المهدي للجهاد ضد القوات الاميركية في حال عدم انسحابها من العراق.
الرد على إيران
ومن ناحية أخرى، قال ليون بانيتا وزير الدفاع الاميركي الاثنين الماضي ان الولايات المتحدة ستتحرك بشكل منفرد اذا لزم الامر للتعامل مع التهديد الذي تواجهه القوات الاميركية في العراق من جانب “ميليشيات شيعية” تسلحها ايران، على حد تعبيره.
وأنهت القوات الاميركية رسميا عملياتها القتالية في العراق في اب (أغسطس) الماضي لكنها تتعرض لعمليات عسكرية من مقاومين عراقيين بشكل متزايد خلال الاسابيع الماضية. حيث قتل 1٨ جنديا أميركيا خلال الأسابيع الخمسة الماضية.
والقى مسؤولون أميركيون مسؤولية معظم الهجمات على “ميليشيات” تزودها ايران بأسلحة.
وقال بانيتا “نحن قلقون للغاية بشأن ايران والاسلحة التي تقدمها لمتطرفين هنا في العراق. ونحن نرى نتائج هذا. في حزيران خسرنا عددا كبيرا من الاميركيين نتيجة هذه الهجمات. ولا يمكننا ببساطة ان نقف مكتوفي اليدين ونسمح باستمرار هذا.”
وأضاف بانيتا ان واشنطن ستضغط أولا على الحكومة العراقية والجيش لملاحقة الجماعات الشيعية المسؤولة عن هذه الهجمات. واستطرد “ثانيا سنفعل ما علينا ان نفعله بشكل منفرد لنتمكن من ملاحقة هذا الخطر أيضا وهو ما نقوم به” مشيرا الى حق القوات الاميركية في الدفاع عن نفسها على الاراضي العراقية.
ورفض الجنرال لويد أوستن قائد القوات الاميركية في العراق التعليق على نوع الاجراءات الاحادية التي قد تتخذها الولايات المتحدة. وقال “أعتقد ان ما أشار اليه وزير الدفاع هو اننا سنفعل كل ما هو ضروري لحماية أنفسنا وان ذلك قد يشمل الكثير من الاشياء.. لذا فاننا سنتركها هكذا”.
وتعمل القوات الاميركية في العراق الان بدرجة كبيرة في خلفية المشهد من خلال تدريب ومساعدة قوات الشرطة والجيش العراقي ضد مقاتلين ضعفت قوتهم كثيرا لكنهم قادرون على شن مئات الهجمات كل شهر.
إلا أن صحيفة “تايمز” البريطانية أكدت أن القوات الأميركية في العراق وجدت نفسها مجبرة على العودة إلى العمليات القتالية قبل خمسة أشهر من موعد مغادرة الـ46 ألف جندي البلاد يوم 31 كانون الأول (ديسمبر) القادم بعد أن قتل 18 فردا من عناصرها مؤخرا. وبدلا من أن تستمتع تلك القوات بعد تنازلي هادئ وتترك البلاد في النهاية إلى قوات أمن عراقية قادرة على حفظ القانون والنظام، وجدت نفسها تحت النار مجددا وتتهم إيران بالوقوف وراء العمليات العسكرية ضدها.
ويضغط مسؤولون اميركيون ومن بينهم بانيتا على العراق حتى يقرر ما اذا كان سيطلب من القوات الاميركية البقاء بعد الموعد المقرر للانسحاب. وقال المالكي انه سيلتزم بأي قرار يتخذه غالبية القادة السياسيين في العراق.
وفي عبارات تذكر بحقبة الرئيس السابق جورج بوش ربط بانيتا فيما يبدو في تعليقاته أمام الجنود بين حرب العراق وهجمات “11 ايلول”.
وقال بانيتا “سبب وجودكم هنا أيها الرجال هو أن الولايات المتحدة هوجمت في “11 ايلول” وأن 3000 انسان بريء قتلوا على أيدي القاعدة.. ونحن نتيجة لذلك نقاتلهم”.
وأوضح بانيتا للصحفيين انه لم يكن يتحدث عن تبرير للغزو وهو ما يتعلق بتقارير مخابرات ثبت عدم صحتها فيما بعد بشأن امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل. وقال بدلا من ذلك ان الامر يتعلق بحقيقة انه على مدى سنوات طورت القاعدة وجودها هناك.
Leave a Reply