أنابوليس – أظهر استطلاع للرأي أن معظم الأميركيين يعتقدون أن الثورات والإصلاحات الديمقراطية التي يشهدها العديد من الدول العربية ستكون إيجابية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية. وقال 65 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع إن السير نحو الديمقراطية في الشرق الأوسط سيكون إيجابيا للولايات المتحدة في المدى القصير، بينما يعتقد نحو الثلث منهم أن ذلك سيكون سلبيا. ويعتقد 76 بالمئة أنه في المدى البعيد سيكون وجود قدر أكبر من الديمقراطية في الشرق الأوسط إيجابيا للولايات المتحدة، في حين يعتقد 19 بالمئة فقط أنه سيكون سلبيا.
وبين الاستطلاع، الذي أجراه باحثون في “جامعة ميريلاند” ونشرت نتائجه الاثنين الماضي، أن معظم الأميركيين يعتقدون أن العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين من بين أهم خمس قضايا تواجه السياسة الأميركية. كما يفضل معظم الأميركيين المستطلعة آراؤهم أن تشهد البلدان العربية قدرا أكبر من الديمقراطية، حتى لو أدى ذلك إلى أن تصبح بعض هذه البلدان معارضة لسياسات واشنطن.
وأيد 57 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، الذي أجري في الفترة من الأول إلى الخامس من نيسان، قدرا أكبر من الديمقراطية حتى لو كان ذلك يعني مقاومة أكبر للولايات المتحدة، واعترض 40 بالمئة على ذلك.
ويأتي هذا الاستطلاع بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت عددا من الدول العربية، حيث أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري محمد حسني مبارك. وما تزال بعض الدول الأخرى تشهد احتجاجات تطالب بالإصلاح السياسي أو بإسقاط النظام مثل ليبيا واليمن وسوريا والعراق والأردن والمغرب والبحرين.
وقال مدير برنامج اتجاهات السياسة الدولية في “جامعة ميريلاند” ستيفن كال في مؤتمر صحفي إن ما تعبر عنه هذه النتائج أساسا هو أن الأميركيين يشعرون بارتياح أكبر إزاء ما يحدث في العالم العربي، “ليس لأنهم واثقون من أن هذا سيثمر ديمقراطية، لكن هناك بعض التحرك نحو التفاؤل”.
وأكد 39 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، الذي شمل أكثر من ثمانمائة شخص وجاءت نتائجه بهامش خطأ قدره 3,5 بالمئة، أن متابعة الاضطرابات في الشرق الأوسط جعلهم أكثر تعاطفا مع الشعوب العربية، بينما قال 54 بالمئة إنه لم يحدث أي تغيير.
وأظهرت النتائج أن 56 بالمئة من الأميركيين لهم نظرة إيجابية إلى الشعوب العربية، وأن هذه النسبة ترتفع إلى 70 بالمئة عندما يتعلق الأمر بالشعب المصري. وعلى الرغم من أن الاستطلاع كشف بعض التعاطف مع الشعوب العربية فإن النتائج بينت أن 59 بالمئة من الأميركيين يعتقدون أن الثقافة العربية تنتج “التطرف والعنف” أكثر من الثقافات الأخرى.
Leave a Reply