روما - أعلن البابا فرنسيس, القائد الروحي للكنيسة الكاثوليكية، الأحد الماضي، تطويب الأم تيريزا قديسة بعد 19 عاماً على وفاتها وهي التي تحوّلت رمزاً عالمياً للالتزام بقضايا الفقراء. وفي قداس أُقيم بساحة القديس بطرس في روما حضره مئة ألف شخص، قال البابا فرنسيس: «نعلن الطوباوية تيريزا قديسة، ونضعها بين القديسين، لتكون مُكرّمة على هذا النحو في الكنيسة»، وهي العبارة التي تُقال عادة عند إعلان القداسة.
الأم تيريزا |
وأمضت الأم تيريزا حياتها محاولة تخفيف وطأة البؤس المدقع، لامست يداها اشخاصاً كان ينبذهم الجميع، منازعين تنهش أجسادهم الديدان في الهند، وطلائع مرضى الايدز في نيويورك. هذا الالتزام المطلق جعلها من أبرز شخصيات الكنيسة الكاثوليكية في القرن العشرين.
والأم تيريزا هي راهبة من أصول ألبانية حازت على جائزة نوبل للسلام عام 1979 وتوفيت عن 87 عاماً في كالكوتا (الهند) يوم الخامس من أيلول (سبتمبر) 1997 بعد مرض عضال.
وكانت آغنيس بوجاكسيو قد دخلت في سلك الرهبنة عام 1931 متخذة اسم «الأخت تيريزا»، وفي عام 1937 نذرت نفسها وأصبحت «الأم تيريزا» قبل أن تصبح اليوم القديسة تيريزا في احتفال أقيم بالفاتيكان تقديراً لمساعداتها الإنسانية وتضحياتها.
وبعد القداس، دعا البابا إلى مائدته ألفاً و500 شخص من الفقراء، ولا سيما من أولئك الذين يحظون برعاية جمعية «مرسلات المحبة» التي أسّستها الراهبة الراحلة.
وأشارت الأم ماري بريما رئيسة جمعية «مرسلات المحبة»، التي أسسّتها الام تيريزا وباتت تضمّ اليوم خمسة آلاف راهبة يكرسن حياتهن لأفقر الفقراء عبر العالم ويعتمدن التقشّف الكامل، إلى أن هدف الأم تيريزا «لم يكن القضاء على البؤس» في كالكوتا بل «إغداق الحب على أشخاص يُعانون».
ويتناغم إرث الأم تيريزا مع رؤية البابا فرنسيس لكنيسة متواضعة تسعى جاهدة لخدمة الفقراء وتتوج الاحتفالات عام الرحمة الذي أعلنه البابا وينتهي في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
يشار الى أن مهمة الرهبنة، كما حددتها الأم تيريزا لدى تلقيها جائزة نوبل للسلام عام 1979 هي «العناية بالجائعين والعراة والمشردين والعاجزين والعميان والمنبوذين. كل هؤلاء البشر الذين يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم أو محرومون من العناية والمحبة. أولئك الذين يعتبرهم أفراد المجتمع عبئا عليهم فيتجنبونهم». وفي عام 1965 منحها البابا بولس الثاني الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم، لا الهند وحسب. وهكذا راح عدد المنتسبات إليها يزداد وفروعها تشمل معظم دول العالم الفقيرة أو التي تشهد حروباً ونزاعات. فعملت في أثيوبيا المهددة بالجوع إلى جيتوات السود المقفلة في جنوب أفريقيا، إلى ألبانيا مسقط رأسها بعد سقوط الشيوعية، ومن أعمالها المشهودة أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ان توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى ان تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ 37 طفلاً مريضاً كانوا محاصرين في إحدى المستشفيات.
Leave a Reply