نيويورك – أبقى مجلس الاحتياطي الفدرالي في اجتماعه، يوم الأربعاء الماضي، على سياسته «للتيسير الكمي»، قائلاً أنه يريد رؤية المزيد من الدلائل حول عملية النمو الإقتصادي قبل البدء في تقليل مشترياته من السندات شهرياً. وأظهر قرار المجلس الذي صدر بعد اجتماع استمر لساعتين أن البنك الفدرالي سيستمر في شراء 85 مليار دولار شهرياً من الأصول، مع الإبقاء على معدلات الفائدة بدون تغيير بين مستوى 0-0,25 بالمئة، ويخطط البنك للمحافظة على أسعار الفائدة منخفضة طالما ظل معدل البطالة فوق مستوى 6,5 بالمئة والتضخم دون ٢,٥ بالمئة.
جانيت يلين |
ويتوقع معظم صانعي السياسة بالبنك الفدرالي أن أول زيادة في معدلات الفائدة قصيرة الأجل ستحدث في عام 2015، لتقترب من مستوى 2 بالمئة بنهاية عام 2016.
وفي الإجتماع أيضاً، خفض البنك المركزي توقعه لنمو الإقتصاد الأميركي للمرة الثالثة هذا العام موضحاً أنه من المحتمل نموه بين 2 إلى 2,3 بالمئة في العام الحالي بدلاً من التقديرات السابقة التي تراوحت ما بين 2,3 إلى 2,8 بالمئة.
كما قلص البنك توقعات النمو لعام 2014 وأبقى على تقديراته لعام 2015 إلى حد كبير، وأوضح أنه بحلول عام 2016، يتوقع الإحتياطي الفدرالي أن النمو سيتسارع إلي ما بين 2,5 الى 3,3 بالمئة مع ارتفاع معدلات الفائدة قصيرة الأجل من الصفر إلى متوسط حوالي 2,25 بالمئة.
وأشار البنك أنه من غير المتوقع أن يرتفع معدل التضخم أعلى 2 بالمئة على الأقل حتى أربع سنوات، ويتوقع الفدرالي أنه لن يرتفع أعلى مستوى 1,2 بالمئة في العام الحالي بينما سيصعد إلى ما بين 1,7 و 2 بالمئة بحلول عام 2016.
أما عن معدل البطالة من المتوقع أن يهبط إلى 7,1 بالمئة بنهاية العام الحالي، وإلى 6,4 بالمئة في العام القادم، 5,9 بالمئة في 2015 وعند 5,4 بالمئة في عام 2016، حسب توقعات المجلس.
خليفة برنانكي
ويتجه الرئيس الأميركي باراك أوباما الى الإعلان عن خليفة لـ بن برنانكي في منصب رئاسة الإحتياطي الفدرالي في وقت ما هذا الخريف، بحسب ناطق باسم البيت الأبيض.
وبعد انسحاب وزير الخزانة السابق لورانس سامرز من سباق رئاسة البنك الفدرالي، الأسبوع الماضي، كشف قال مسؤول بالبيت الابيض إن جانيت يلين، نائبة برنانكي الذي تنتهي ولايته في ٣١ كانون الثاني (يناير)، هي المرشحة الرئيسية لتولي منصب رئيس البنك المركزي.
وقد أعلن أوباما، الأحد الماضي، أن سامرز قرر سحب ترشيحه وقال في بيان «لقد تحدثت مع لاري سامرز وقبلت قراره سحب اسمه كمرشح لرئاسة الاحتياطي الفدرالي». وأضاف الرئيس الاميركي أن «لاري كان عضوا رئيسيا في فريقي في وقت كنا نواجه فيه اسوأ ازمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، وأن نجاحنا في إعادة الاقتصاد إلى طريق النمو، وأن التقدم الذي نلحظه اليوم إنما يعودان في جزء غير بسيط منهما إلى كفاءته وحكمته ومؤهلاته كقائد».
وصدر بيان البيت الأبيض بعيد إعلان صحيفة «وول ستريت جورنال» أن اوباما وسامرز تحادثا هاتفيا الأحد وأن سامرز أرسل إلى الرئيس رسالة يبلغه فيها قراره العدول عن الترشح لرئاسة الاحتياطي الفدرالي، مشيرة إلى أنه علل سبب هذا القرار بالعرقلة المتوقعة في مجلس الشيوخ لتثبيته في هذا المنصب.
وقد سبق لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين أن أعلنوا صراحة انهم سيصوتون ضد تعيين سامرز الذي تولى وزارة الخرانة في إدارة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون بين العامين 1999 و2001، وفي السنتين الأوليين من عهد أوباما كان كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس.
ويعين رئيس الاحتياطي الفدرالي لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد. وكما في سائر المناصب الرئيسية فإن قرار التعيين يصدر عن الرئيس ولكنه بحاجة لموافقة مجلس الشيوخ.
Leave a Reply