عندما تنطلق هذه العبارات من أفواه وحناجر الطلبة والطالبات وأسرهم: «نحن على أبواب الإمتحانات»، ونحن في نهاية «الترم»، ونحن قريبون من «الفاينل»، تلغى المواعيد وتوضع الجوالات على «السايلنت» أو «الأوف»، وتتغير الوجوه والسلوك وأحياناً الاخلاق، ويعيش الطلبة والطالبات وقتاً إستثنائياً بسبب الخوف والقلق من نتائج الإمتحانات النهائية.
في الحقيقة أن الشعور بالخوف الذي يصل أحياناً الى حد التوتر ليس أمراً غريباً في حياة البشر، ولكن الغريب، أن يتحول هذا الشعور الى ظاهرة سلبية في حياتنا العصرية يتسبب في زيادة الضغوط النفسية على الطلاب والطالبات في مختلف مراحلهم الدراسية، هذا الخوف والقلق والتوتر دفع مؤسسات التعليم في معظم دول العالم الى التفكير في درء المخاطر وتقليل الخسائر وتغليبها على جلب المنافع، وطلبت بعض وزارات العليم من علماء النفس والإجتماع إلى دراسة هذه الظاهر الخطيرة وإيجاد سبل معالجتها، لهذا احتل موضوع القلق موقعاً مهاماً في الدراسات النفسية وذلك لما يسببه القلق من ضغوط نفسية على الأفراد من مختلف مراحلهم سواء أكان ذلك في مراحلهم التعليمية أم المهنية أم الحياتية، ولم يقف خطر الخوف وتوتر الأعصاب عند حدود فترة الإمتحانات بل ينسحب على الى ما بعد هذه الفترة الى زمن قد يطول مع عمر الانسان بحسب تأثير صدمة القلق وهو موضوع له تأثير على طباع الطلاب وسلوكهم الإخلاقي والتربوي، إلا أن قلق الاختبار وبخاصة في عالمنا العربي الذي يمر بكثير من التغيرات الحضارية والاجتماعية التي ربما يكون لها أثر كبير في زيادة الإحساس بالقلق بصفة عامة والخوف من الاختبار بصفة خاصة حيث ارتبطت التغيرات الاجتماعية والحضارية بزيادة الأجيال على التعليم في مراحله المختلفة سواء بين الذكور أو الإناث. حيث أن النظر الى النتائج بعيون شاخصة الى المستقبل البعيد مع قلة الفرص للحصول على وظائف حتى بات الطالب والطالبة في المراحل النهائية يسلون أنفسهم بهذه المقولة «لماذا نجهد أنفسنا للحصول على معدلات مرتفعة وفي النهاية نطوي شهاداتنا ونخلد الى الراحة في البيت؟».
شواهد العلماء
ويرى «كولروهولان» (1990) أن قلق الاختبار يمثل أهمية بالغة في مجال التعليم وهو يعتبر إحدى جوانب القلق العام الذي يستثيره موقف الاختبارات و هو يعبر عن مشكلة نفسية انفعالية فردية يمر بها الطلاب والطالبات خلال فترة الاختبارات تتمثل في الخوف من عدم النجاح. وقلق الاختبارات تؤثر فيه خبرات الطالب السابقة من مواقف شبيهة بمواقف الاختبارات يكونون قد مروا بها في البيت أو في حياتهم قبل دخول المدرسة، ويلجاء بعض الطلاب والطالبات بسبب الخوف من الاختبارات إلى الهروب من الموقف أو الغياب من الاختبارات وكلها وسائل دفاعية عصيبة تهدف إلى الدفاع عن الذات.
من المسؤول عن تنامي هذه الظاهره؟
كنا سابقاً نتهم بعض الدول النامية التي بدأت من الصفر في مجال التعليم وكانت تفتقر الى الوسائل والطرق التربيوية، وبسبب الخلط بين التربية والتعليم، كانت النتيجة البطء والتقصير، لكنها تنبهت مؤخراً وفصلت بين الوزاتين، وبدأت الأمور تسير بالإتجاه الصحيح، إنما معالجة مخاطر القلق والخوف في نهاية كل سنة دراسية بقي على حاله، فتعم حالة الإستنفار كل مرافق الحياة خصوصاً الأسرة التي تدفع الثمن باهظاً، لذلك كان البحث عن وسائل مساعده بمختلف الطرق.
طرق التحصيل هل هي السبب فـي تفشي ظاهرة الخوف؟
ويبدو أن طريقة تشخيص المعلومات لدى طلابنا وطالباتنا القائمة على الاختبارات التحصيلية النهائية هي التي تساهم بصورة كبيرة في زرع القلق والتوتر فيه وأثناءه، ولو أن المؤسسات المعنية بذلك قيمت هذا الوضع وتركزت على إكساب المعلومات للطلاب والطالبات بصورة تدريجية مع الاهتمام بالمهارات والأفكار الرئيسية والأساليب المفيدة مع اختبارات مفيدة متتابعة.. لكان أجدى وأنجع، وهذا ما نجده في الدارس والمعاهد والجامعات الغربية بشكل عام وفي أميركا بشكل خاص.
الحذر الحذر من تعاطي المنبهات
بسبب حالة الهلع والخوف يلجأ الطلاب الى تناول بعض الحبوب بقصد التنبيه وراجت تجارة هذه الحبوب وهي في الحقيقة أخطر من الخوف والقلق فربما الطالب والطالبة التي ينتابهم الخوف في فترة الإمتحانات سرعان ما يزول بظهور النتائج، ولكن تأثير تلك المنبهات، منها «الكبتاغون» وحبوب «الأمفيتامين» ستمر ويمتد ضررها، إولاً: على الذاكرة وخاصية النسيان، ثانيا: تسبب أمراضاً سرطانية في اللثة والأمعاء، ثالثاً: تودي الى هلوسة سمعية وبصرية. رابعاً: تؤثر سلباً على الجهاز العصبي المركزي عند الانسان، هذا عدى حرمتها الشرعية.
Leave a Reply