ديترويت – خاص “صدى الوطن”
أثنى ناشطون حقوقيون في مجال الهجرة على القرار الرئاسي الذي أصدره الرئيس باراك أوباما، والتغييرات التي أعلنتها دائرة “خدمات الهجرة والمواطنة الأميركية” (يو أس سي آي أس) القاضية بالسماح للمقيمين غير الشرعيين في الولايات المتحدة ممن لديهم أزواج أو أطفال أميركيون بالتقدم للحصول على طلبات الإقامة الشرعية من داخل أميركا، بدل إجبارهم على العودة إلى بلدانهم الأصلية والتقدم من هناك للحصول على أوراق الإقامة كما تقتضي القوانين.
وجاءت هذه الخطوة التي أقرها أوباما، والتي ستساهم بزيادة شعبيته وسط الناخبين اللاتينيين في البلاد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لتمنع تفكك العائلات من خلال تخطيها للعوائق البيروقراطية التي كانت مفروضة سابقاً على المهاجرين غير الشرعيين.
وقالت رئيسة والمديرة التنفيذية لـ”مركز العدالة الأميركي الآسيوي” كارين ناراساكي “إن إصلاح نظام الهجرة، وبخاصة الحد من حالات فصل الأسر، هو أمر مهم للغاية بالنسبة للمجتمع الأميركي الآسيوي”. اضافت “على البيروقراطية الحكومية ألا تتجاهل تمزيق العائلات، وإننا نعتقد أن التغييرات الأخيرة ذات معنى وسوف تعود بالفائدة على العائلات المهاجرة وعلى مجتمعاتها”.
وكانت الإجراءات في السابق تقتضي أن يعود المقيمون غير الشرعيين إلى بلدانهم، والتقدم من هناك للحصول على الأوراق القانونية ليتسنى لهم العودة الى أميركا، وكان هذا النوع من العمليات الإجرائية يستغرق وقتا طويلا يتراوح بين الـ3 و10 سنوات.
ومثال ذلك، حالة المقيم غير الشرعي اللاتيني فرانسيسكو آسينشو الذي يقيم بصورة غير شرعية في ولاية ميشيغن من 13 سنة مع زوجته وأولاده الحاصلين على الجنسية الأميركية، والذي رفض العودة إلى بلاده المكسيك للتقدم من أجل الحصول على أوراق قانونية تسمح له بدخول البلاد. وهذا المثال يظهر المعضلة التي كان يعاني منها المقيمون غير الشرعيين الذين يعود بعضهم إلى بلاده ويعلق فيها لعدة سنوات. ولكن مع التغييرات الجديدة لن يضطر آسينشو الى العودة الى المكسيك وسوف يكون بإمكانه التقدم للحصول على الأوراق الشرعية من داخل أميركا والبقاء على الأراضي الأميركية حتى صدور النتيجة المتعلقة بذلك الطلب. وقد قصد آسينشو مع عائلته للقاء موظفين في “أكسس” لمعرفة الفوائد التي يمكن أن يجنيها من التغييرات الجديدة.
وقالت رئيسة “الشبكة الوطنية للمجتعمات العربية الأميركية” التابعة لـ”أكسس” ناديا تونوفا: “أولويتنا ضمن سياسات الهجرة هي المحافظة على أوضاع العائلات وعدم تفريق أبنائها، ونشعر بالحماس لرؤية إدارة الرئيس أوباما وهي تفعل هذه التغييرات لتسهيل أوضاع المقيمين ممن لديهم أزواج وأطفال أميركيون”. وأضافت “إننا ننتظر من الكونغرس الأميركي أن يفعل قانون إصلاح نظام الهجرة، ونحتاج فعلا أن تقوم الإدراة الأميركية أن تفعل ما بوسعها لإنهاء معاناة الأسر والعائلات التي تعاني من مثل هذه الحالات”.
والتغييرات الجديدة تسمح للمهاجرين وعائلاتهم في الولايات المتحدة التقدم بطلبات الإقامة من داخل أميركا إذا أثبتوا أن غيابهم عن عائلاتهم يمكن أن يتسبب بأضرار كبيرة لتلك العائلات. وقد تم نشر التغييرات الجديدة في 6 كانون الثاني (يناير) في “الجريدة الفدرالية”، لكن مسؤولين في الإدراة شددوا أن هذا المشروع هو البداية فقط في طريق إصلاح قوانين الهجرة.
وقال المهاجر المكسيكي لوبيز بيريز أنه سيستفيد من التغييرات وهو يعيش في الولايات المتحدة منذ كان في الثامنة من عمره وقد تزوج من مواطنة أميركية.
بيريز يساعد زوجته في الاعتناء بثلاثة أبناء وبنات أيتام من أقربائها، وفي هذا الخصوص قال بيريز “أشعر بالامتنان لإدارة الرئيس أوباما لإدراكها أهمية المحافظة على وحدة العائلات وتلاحمها”. وأضاف “إنه من الصعب أن يعيش المرء بدون أن يكون بحوزته إذن بالعمل ولديه في الوقت نفسه خوف من الترحيل، كما أن الخوف من الانفصال والابتعاد عن الأسرة هو أمر لا يمكن احتماله”.
من ناحيته، قال المدير التنفيذي لـ”منتدى الهجرة الوطني” علي نوراني: “بالنتيجة لن تكون هناك بيروقراطية حكومية تعمل على تفريق العائلات الأميركية، وسوف يكون بإمكان المهاجرين أن يقوموا بالعمل الصحيح، وطبقا للقوانين، وسوف يوفر هذا الأمر على الأزواج والزوجات والأولاد المخاطرة بحياتهم في مقابل الحصول على تأشيرات قانونية”.
Leave a Reply