نيويورك – خاص “صدى الوطن”
اتهم مدعون فدراليون ثلاث مؤسسات مالية لبنانية مرتبطة بـ”حزب الله” بغسل أكثر من 240 مليون دولار من خلال سوق السيارات المستعملة في الولايات المتحدة التي تنشط بين منطقة ديترويت وغرب إفريقيا. وأثار هذا الإعلان المخاوف في أوساط الجالية العربية في ميشيغن من أن يتم توسعة مظلة الاتهامات لتطال أشخاصاً وشركات عدة فيها.
وجاء في شكوى الاحتيال المدنية التي أقامها مدعون أميركيون في محكمة في نيويورك أن “البنك الكندي اللبناني” وشركتين للصرافة قامت بشراء سيارات مستعملة في الولايات المتحدة وشحنها إلى غرب إفريقيا.
وأظهرت وثائق المحكمة أن السيارات بيعت هناك وتم تهريب حصيلة البيع إلى لبنان عن طريق أناس يؤدون خدمات تحويل الأموال ويعملون في الغالب لحساب “حزب الله”.
ويقول مسؤولو إدارة مكافحة المخدرات الأميركية إن “حزب الله” تورط على نحو متزايد في تجارة المخدرات وتسهيل توزيع الكوكايين وبيعه في غرب إفريقيا.
وأشارت الدعوى إلى تورط تجار في 10 ولايات أميركية، ولكن لم يكن هناك أي دليل على أن الشركات، ومقرها الولايات المتحدة، كانت على علم بالارتباط بـ”حزب الله”.
وقال ممثلو الادعاء في الدعوى “النقد من بيع السيارات في غرب أفريقيا كان مختلطا مع العائدات المتأتية من تجارة المخدرات، ومن ثم تنقل الى لبنان عبر قنوات غسل الأموال التي يسيطر عليها حزب الله.. وقد تم استخدام جزء من الحصيلة لدعم الحزب”.
وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية “حزب الله” اللبناني الحليف القوي لإيران وسوريا، منظمة إرهابية.
وفي شباط (فبراير) الماضي وصفت وزارة الخزانة الأميركية البنك الكندي اللبناني بأنه “مبعث قلق بالغ في غسل الأموال”. واندمج البنك المملوك ملكية خاصة فيما بعد مع الفرع اللبناني لبنك “سوسيتيه جنرال”.
وفي شباط، قال رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للبنك الكندي اللبناني جورج زرد ابو جودة “يمكنني أن أؤكد حسب علمنا أنه ليس لنا عملاء لهم صلة على أي نحو بالجرائم التي ذكرتها الخزانة الأميركية”.
تجارة السيارات في ديترويت
وسمى الإدعاء الفدرالي في جنوب نيويورك، في شكوى الاحتيال المدنية، ثمانية من أصحاب وكالات تجارة السيارات المستعملة في ولاية ميشيغن قائلاً أن هؤلاء يتعاملون مع “حزب الله”.
أما محطة “دبليو أكس واي زي” المحلية التابعة لشبكة “أي بي سي”، فقد قالت أنه تم تسمية 30 من أصحاب وكالات السيارات المستعملة الذي يقومون بإرسال السيارات إلى غرب افريقيا وبيعها هناك بأموال نقدية، حيث تذهب الأرباح لدعم “حزب الله” ومنظمات أخرى مشابهة، الذين يعملون في الوقت نفسه بتهريب المخدرات بحسب “وكالة مكافحة المخدرات” (دي إي أي).
وقال العميل الخاص في “وكالة مكافحة المخدرات” ديريك مالتز، في حديث مع براين روز من قناة “أي بي سي”: إن أصحاب وكلات السيارات هؤلاء قد تم استجوابهم في هذا الشأن وقد تمت معاملتهم بطريقة زجرية.
كما أن أكثر من 60 حسابا بنكيا قد تم تجميدها لهؤلاء الذين تمت تسميتهم.
وأما وكالات السيارات التي تمت تسميتها في ميشيغن فهي: “إيغل أوتو سيلز” في مدينة ديربورن هايتس، و”يونايتد أوتو انتربزايز” في مدينة ريدفورد، و”يونايتد كواليتي سيلز”، و”أوتو راما”، و”غلوبال لخدمات النقل”، و”أتش أند دي” للتصدير والاستيراد، و”أتش أتش أوتوموتيف” في ديترويت، و”أي أند جاي أوتو سيلز” في مدينة لانسنغ.
وبحسب مالتز فإن أصحاب هذه الوكالات لا يعرفون فيما إذا كانت عائدات مبيعاتهم تستخدم لمساعدة مختلف المنظمات الإرهابية كما تدعوها الولايات المتحدة، وأن التحقيقات ماتزال جارية في هذا الشأن.
وقال متحدث آخر من وكالة مكافحة المخدرات: “إن الأمر برمته ممكن الحدوث” فيما يتعلق بعدم معرفة أصحاب الوكالات إن كانت أعمالهم تستخدم وتستعمل من أجل تأمين أموال تذهب أرباحها لتلك المنظمات.
” حزب الله” ينفي
من ناحيته، نفى “حزب الله” الخميس الماضي، أنه كان منخرطا في أي من تلك الأعمال، أو عمليات تبيض الأموال التي يتهم بها أو تهريب المخدرات، كما تزعم الولايات المتحدة.
وجاء في التقرير الذي تضمن بيانا صادرا عن الحزب : “أن مزاعم الولايات المتحدة هذه تأتي في سياق محاولة أخرى لتشويه صورة المقاومة اللبنانية على خلفية فشلها الاستخباراتي في لبنان. وأضاف البيان: “إن حزب الله يرفض رفضا قاطعا اتهامه بالضلوع بهكذا أعمال سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لجهة غسيل الأموال وتهريب المخدرات أو عمليات بنكية غير مشروعة”.
ويعتقد الكثيرون أن هذه الاتهامات تأتي في سياق تسخين الحرب الباردة بين الحزب والولايات المتحدة والتي بدأت منذ عدة شهور، عندما كشف الحزب عن شبكة عملاء زرعتهم السفارة الأميركية في لبنان، فيما تتهم الولايات المتحدة الحزب بعمليات مالية غير شرعية وتهريب مخدرات.
ويستبعد مراقبون إمكانية السير قدماً في هذه القضية وأن ينتج عنها اعتقالات أو توقيفات، ويرى البعض أنها قد تكون مجرد زوبعة إعلامية، تأتي كرد على كشف “حزب الله” لمحطة الـ”سي آي أي” التجسسية في بيروت.
لبنان الثامن عالمياً في استقطاب الحوالات من الخارج
احتل لبنان المركز الثامن عالمياً ضمن أكثر البلدان تلقياً للحوالات من الخارج، حيث تشكل هذه التدفقات نحو 21.4 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي. وأوضح تقرير للبنك الدولي أن لبنان هو أكثر الدول استقطاباً للحوالات الأجنبية عربياً. وأتى لبنان في المرتبة الثامنة بعد كل من الهند والصين والمكسيك والفيلبيين وباكستان وبنغلاديش ونيجيريا، وهي الدول الأكثر تلقياً لتحويلات مسجلة رسمياً حسب تقديرات هذا العام.
Leave a Reply