نيس - مع انقضاء منافسات بطولة اليورو في كرة القدم وتفويت الجماعات الإرهابية فرصة تنفيذ عمليات مدوية كان صداها سيهز أرجاء المعمورة، قرر الإرهاب أن يضرب الخميس الماضي في فرنسا نفسها التي كانت قبل أيام تعج بملايين من مشجعي كرة القدم.
فقد دهست شاحنة جمعاً من الناس في مدينة نيس الواقعة جنوب شرقي فرنسا، حينما كانوا يحتشدون لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصاً وإصابة 100 أخرين على الأقل. وطلب رئيس بلدية نيس كريستيان ايستروسي في تغريدة على موقع «تويتر» من المواطنين البقاء في منازلهم، فيما ذكر حاكم مقاطعة الالب، ماريتيم سيباستيان همبرت، أن الشرطة المحلية تمكنت من قتل سائق الشاحنة بعد تبادل لإطلاق النار.
وقال همبرت في حديث إذاعي إن السائق كان يقود الشاحنة بسرعة شديدة جداً قبل أن يصدم المجتمعين، واصفاً الأمر بأنه «هجوم إجرامي واضح». وإثر الهجوم، قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند العودة من افينيون (جنوب شرق) الى باريس، حيث عقد اجتماعاً لخلية الازمة التي شكلتها وزارة الداخلية بعد الاعتداء، بحسب ما ذكر مصدر في قصر الاليزيه.
إرهاب
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خطاب متلفز إن «فرنسا تحت تهديد إرهاب الإسلاميين»، مشيراً إلى أن بلاده ستعزز وجودها العسكري في سوريا والعراق.
وأضاف هولاند أنه قرر «تمديد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر إضافية»، وأكد أنه سيتم نشر 10 آلاف عنصر أمن إضافي في عدد من الأماكن في فرنسا، لافتاً إلى أن الشرطة تبحث عن شركاء لمنفذ هجوم نيس.
ووقع الهجوم في شارع برومناد ديزانغليه الذي يقصده السياح بكثرة، وقد فرضت السلطات طوقا أمنياً حول المكان، في حين وصفت السلطات المحلية في مقاطعة الالب-ماريتيم ما جرى بالاعتداء. ولم تتبن أي جهة -حتى صدور هذا العدد- مسؤوليتها عن الهجوم.
وقالت الشرطة الفرنسية إنها عثرت في الشاحنة على هوية لشخص فرنسي من أصول تونسية، كما تمّ العثور على أسلحة وقنابل على متن الشاحنة التي قادها منفذ الهجوم.
وعقب الهجوم قال وزير الداخلية الفرنسية برنار كازنوف إن «فرنسا في حالة حرب مع إرهابيين يريدون الإيذاء مهما كلف الأمر».
وأكد كازنوف أنه يجري العمل بكل ما توفر من إمكانيات لتحديد هوية المشتبه فيه ومعرفة ما إذا كان قد حصل على مساعدة من شركاء ما. ولفت إلى أنه كانت لدى حكومته معلومات عن تهديد ارهابي وإن بين الضحايا سواحاً أجانب.
ودان الرئيس الأميركي باراك أوباما الهجوم، طالباً إلى فريقه التعاون مع السلطات الفرنسية في التحقيقات.
ونشر الآلاف من المغردين على تويتر مقاطع فيديو للحظات الأولى التي تلت الهجوم. كما تم عرض شهادات لشهود عيان نجوا من الهجوم.
Leave a Reply