تل أبيب – أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «هآرتس»، الأسبوع الماضي، أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين إذا تمّ ضم المناطق المحتلة في العام 1967. وتعترف هذه الغالبية أيضاً بأن نظام التفرقة هذا قائم جزئياً في العديد من المجالات، وأن هذا التمييز ينال تأييداً علنياً وصريحاً من المجتمع الإسرائيلي.
وأشار الاستطلاع الذي استند إلى عينة عشوائية من 503 أشخاص، وأجري قبل أسابيع قليلة إلى كم كبير من المواقف العنصرية والشوفينية. وقد صاغ الأسئلة عدد من الأكاديميين ونشطاء السلام وأنصار حقوق المواطن بتكليف من صندوق «يسرالا غولدبلوم»، اليساري التوجه.
وبحسب معطيات الاستطلاع فإن غالبية الجمهور اليهودي (59 بالمئة) تريد أن يميز اليهود من ناحية القبول في الوظائف في الوزارات الحكومية. وحوالي 49 بالمئة يريدون أن تحرص الدولة على اليهود أكثر من الفلسطينيين. إلى ذلك، لا يريد 42 بالمئة من المستطلعين أن يعيشوا مع فلسطينيين في جيرة واحدة في المبنى ذاته، ونسبة مشابهة لا تريد أن يتعلم أولادها في صف واحد مع تلاميذ عرب.
ويؤيد ثلث المشاركين في الاستطلاع سن قانون يمنع فلسطينيي الـ48 من المشاركة في انتخابات الكنيست فيما تعارض غالبية ساحقة من 69 بالمئة إعطاء حق الاقتراع لمليونين ونصف فلسطيني في الضفة الغربية إذا ضمت إلى إسرائيل.
ويوافق 74 بالمئة على إنشاء طرقات للفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة. ويريد 47 بالمئة ترحيل جزء من فلسطينيي الـ48 إلى السلطة الفلسطينية، في حين يؤيد 36 بالمئة نقل قسم من البلدات العربية إلى السلطة مقابل إبقاء قسم من المستوطنات على حالها.
وتعترف غالبية الجمهور اليهودي (58 بالمئة) اليوم، وقبل ضم المناطق، بأنه يوجد في إسرائيل نظام تفرقة عنصرية، فيما 31 بالمئة فقط يعتبرون بأن نظام الفصل العنصري ليس موجوداً على الإطلاق. كذلك، يريد 38 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أن تضم إسرائيل المناطق التي توجد فيها مستوطنات فيما يعارض 48 بالمئة منهم ذلك.
ويلاحظ المسؤولون عن الاستطلاع بأنه يحتمل ألا يكون مفهوم الـ«ابرتهايد» واضحاً بما فيه الكفاية لبعض المشاركين في الاستطلاع، ولكن مجرد استخدام المفهوم كمعرف لطبيعة دولتهم منذ اليوم، دون ضم المناطق، لا يثير عندهم معارضة حادة، حيث أن 31 بالمئة فقط عارضوا طابع إسرائيل كدولة فصل عنصري، بل قرّروا بأنه «لا يوجد أبرتهايد على الإطلاق».
Leave a Reply