ذكرني إعتراف إسرائيل، بعد مكابدة وكذب لمدة شهرين متتاليين، بصدق كلام السيد حسن نصرالله حول خرق المقاومة للرصد الجوي الإسرائيلي المتطور مما أدى إلى نصب كمين لخيرة رجال الكوماندوس الذين تسللوا ليلاً إلى بلدة “أنصارية” عام ١٩٩٧ للقيام بعملية لايعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وإنتهت بمصرع ١٢جندياً منهم، ذكرني بكلام أمين الجميل و”الأمانة السامة” و”جمعية الصداقة اللبنانية-الإسرائيلية” حول استهجانهم للقرائن التي أبرزت الفرضية الإسرائيلية في إغتيال الرئيس رفيق الحريري. أذكر أن الجميل وصف المؤتمر الصحافي بأنه كفيلم “جيمس بوند”. فماذا يقول هو و”قرطة حنيكر” اليوم بعد أن زكّت إسرائيل ما كذّبوه وكانوا قد إستنفروا من أجلها وأخذوا على خاطرهم، وبعد أن كانوا سابقاً قد إشمئزوا من كلام “أشلاء” لدى وصف بقايا جنود إسرائيل في “أنصارية”، تلك الأشلاء التي أدت إلى تحرير الأسرى والشهداء؟ إنها نقطة مضيئة جديدة لصالح المقاومة الصادقة وعار على غيرها من المتعاملين إلى يوم الدين.
نقطة مضيئة ثانية أنارت ليل هذه الأمة الحالك، كانت عند تخوم الضاحية الجنوبية الشموس عندما أفشلت كوكبة من النساء، المالكات شجاعة الرجال، عملية “أنصارية” التجسسية الإسرائيلية الثانية حاول القيام بها “كوماندوس” من المحكمة الإسرائيلية من أجل نبش معلومات عن نساء قادة المقاومة، بعد أن خرقت هذه المحكمة كل المحرمات في “شبه الوطن” السائب وحازت على “داتا” الإتصالات والطلاب والبصمات والضمان وتسجيل السيارات، والآن “داتا” النساء.. فكيف يخدم هذا التحقيق الدولي في وقتٍ يحمي فيه شهود الزور (خصوصاً محمد الصديق وعبد الباسط بني عودة العميل الإسرائيلي الموصوف)؟ وما هذه الغوغائية في التعاطي مع طبيبة نسائية أولاً بالإتصال بها من قبل شخص “غير موفق” لا نعرف “قرعة بيّو منين” يتحدث بلكنة “موسادية”، ثم يأتي “ممثل” المباحث الجنائية اللبناني ويجعلها تنظر إلى وريقة لا نعرف ما هي، كتب اسمها عليها، ولكن ممنوع عليها قراءتها، ثم يطلب منها كشف سرية ملفات المرضى المؤتمنة عليها والتي بحاجة إلى أصول وتدابير قانونية للكشف عنها لأي طرف قضائي كائناً من كان، فكيف إذا كان هذا “الطرف” يمثل محكمة فقدت المصداقية والثقة منذ اليوم الأول وأصبحت باطلاً وألعوبة في يد لعبة الأمم؟! المضحك في كل هذا شاهد الزور الأول، القضاء اللبناني (ولا ننسى، العادل والمستقل الذي مازال يسجن متهماً بجريمة قتل منذ ٢٠ عاماً مع أن “القتيل” حيٌ يرزق!) فسعيد ميرزا “الحمش” الغيور على العدالة والحقيقة “فتح تحقيقاً في حادث الاعتداء على أعضاء لجنة التحقيق الدولية لدى الطبيبة إيمان شرارة، وأحال القضية إلى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر، لكون عناصر الدورية من قسم المباحث الجنائية المركزية وسلبت منهم هواتفهم”. كان الحري بميرزا أن يفتح تحقيقاً على نفسه وعلى القضاء اللبناني لخضوعه للضغوط السياسية وسجن الضباط الأربعة، وأن يحقق في ملحمة “شاي فتفت” في ثكنة مرجعيون أو مجزرة “الرمل العالي” في زمن أحمد فتفت. ولا نستبعد أن يقوم ميرزا “المتميز” مع “مفوضه” بإرسال إستنابات قضائية لنساء وأطفال الضاحية لكي يتأكد من خبر “المستقبل” أنه اندس بين النساء، رجالٌ يلبسون النقاب وأن العدد الذي ذكره فارس سعيد كان ١٥٠ من النسوة حشرن أنفسهن في صالون إستقبال صغير داخل العيادة، وليس كما ذكرت الطبيبة أنهن لا يبلغن عدد أصابع اليدين! كما لا نستبعد أن يأمر الميرزا و”صقر مربع” بسجن كل النساء في الضاحية “على ذمة التحقيق” حتى يأتيه أمرٌ من حرامي “محكمة الفتنة الدولية” دانيال بيلمار أو يعترفن بوجود “الحقيبة” المسروقة، كما أصرت “الأمانه السامة”، ولنا في إعتقال الضباط الأربعة أسوةٌ سيئة!
عيب أن يستمر هتك الحرمات هذا الذي لا يعرفه فارس سعيد المحرض والناطق بإسم المحكمة مع جماعته، والمشبه لما جرى لعصابة المحققين في الضاحية بما حدث مع القوات الدولية (اليونيفيل) في الجنوب بعد إنكشاف دورها في حماية إسرائيل. وعيب أن يستمر هذا المسلسل الفتنوي الإسرائيلي في وضح النهار و”على عينك يا تاجر”. لقد أصبح من واجب المعارضة السابقة “المشخرة” أن تتصرف من أجل درأ الخطر ومنع الفتنة من خلال التحرك النيابي والسياسي والشعبي. فالمحكمة يجب أن تلغى، أو على الأقل، تبطل مفاعيلها المحلية لأنها هربت في ليلٍ دامس من قبل حكومة فؤاد السنيورة غير الشرعية ومن دون موافقة مجلس النواب أو رئيس الجمهورية. ويجب أن يقف تمويلها إلى أن تحاكم شهودها المجرمين ومن يقف وراءهم ثم تعتمد تحقيقاً قضائياً يغطي كل الفرضيات، خصوصاً الإسرائيلية بعد إعتراف إسرائيل بمراقبة ورصد بيوت الرئيس رفيق الحريري وإعلان الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية في اسرائيل “امان” عاموس يادلين عن الشبكات التجسسية المتجددة في لبنان والإستيلاء التام على قطاع الإتصالات الذي اعتمدت عليه المحكمة بالكامل لتحضير قرارها الظني.
يا حيف، وصل بهم الأمر للإعتداء على النساء بعد أن عجزوا عن مواجهة الرجال!
Leave a Reply