أمستردام، ديترويت – خاص “صدى الوطن”
أفرجت السلطات الهولندية الأربعاء الماضي عن الرجلين اليمنيين اللذين اعتقلتهما في مطار العاصمة امستردام للاشتباه بمحاولة قيامهما بعمل إرهابي. لكن مفاعيل عملية الاعتقال والصخب الاعلامي الذي رافقها تركت آثارها السلبية على حياة المهاجرين اليمنيين أحمد الصوفي وحزام المريسي اللذين جرى ربط اسميهما بـ”عمل ارهابي” ثبت أنه لم يكن واردا. وقد عبر ياسر الصوفي وهو ابن عم أحمد الصوفي ومن سكان منطقة ديترويت عن المرارة والسخط من الطريقة التي تعاطى بها الاعلام مع قضية قريبه ومواطنه الآخر. وقال إن لصق تهمة الارهاب دون أية أدلة وقبل التحقق من ظروف اعتقالهما قد أحدث أذى لكل أفراد العائلة والجالية اليمنية سيكون من الصعب محوه عما قريب.
وقال الصوفي إن الاعلام ابتعد عن الاحساس بالمسؤولية ومثله فعلت وزارة الأمن الداخلي الأميركية عندما تم التداول باسمي الرجلين دون معرفة حقيقة ما جرى معهما.
وتبين أن المواد “المشبوهة” التي عثر عليها في حقائب الرجلين كانت عادية ومسموح بنقلها في حقائب السفر. كما تبين أن الرجلين تأخرا عن الالتحاق بالرحلة الى العاصمة واشنطن وجرى ترتيب إلحاقهما برحلة مباشرة من شيكاغو الى امستردام، غير أن الحقائب وصلت الى وجهتها الأصلية على متن رحلة الوصل الى العاصمة واشنطن. وفي تعقيب لها على الإفراج عن الرجلين قالت “اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز” (أي دي سي) إنها مع تقديرها لأهمية الأمن الوطني، الا ان ذلك يجب ألا يكون على حساب الحريات الأساسية، بما ذلك الفرز العرقي والعنصري وناشدت اللجنة وسائل الاعلام الأميركية توخي الحذر في نقلها لهذا النوع من التقارير.
وقال الناطق باسم “كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن” أسامة السبلاني إن المسألة برمتها كانت خدعة دعائية لا أساس لها من الصحة، ولم يكن الإسهام في الحديث عنها الى الاعلام الأميركي (من قبل قادة عرب أميركيين) سوى إشباع لشهيتهم الى هذا النوع من “الأخبار”. ورأى سبلاني أنه لم يكن ثمة شيء للتحدث عنه أصلا.
وقال القنصل الفخري اليمني في ديترويت عبدالحكيم السادة إن الرجلين يمتلكان سجلا نظيفا ولم يكونا على أي نوع من أنواع اللوائح المراقبة. وشكك السادة بقوة بدوافع التغطية الاعلامية المكثفة التي ادت الى شكاوى بالتعرض للتنميط من الجالية اليمنية الأميركية. أضاف السادة: “إن أبناء الجالية اليمنية جميعهم ساخطون ويشعرون بالمرارة ازاء ذلك التسرع في الحكم في هذه المسألة والمبالغة حول المواد التي عثر عليها والطريقة التي وظبت بها”.
وطالب السادة الحكومة الأميركية بالقيام بعملها وعدم الاستخفاف بما حصل لهذين المهاجرين البريئين.
وكانت وسائل الإعلام الأميركية والعالمية قد انشغلت يوم الثلاثاء الماضي بخبر اعتقال رجلين يمنيين في العاصمة الهولندية امستردام بعد وصولهما اليها على متن رحلة لشركة “يونايتد ايرلانيز” وصلت من شيكاغو الأميركية قبل الإفراج عنهما من قبل السلطات الهولندية بعدما تبين أن لا علاقة لهما بالإرهاب.
وجرى توقيف الرجلين وهما أحمد محمد ناصر الصوفي (43 سنة) ويحمل بطاقة الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة وأقام في منطقة ديترويت حتى ثلاث سنوات مضت. وحزام عبدالله ثابي المريسي (37 سنة) وهو أيضا يمني كان قد دخل أميركا بتأشيرة زيارة وأمضى وقتا من الاقامة والعمل في منطقة ديترويت.
ونقلت شبكة “أي بي سي” التلفزيونية أن السلطات الهولندية أوقفت الرجلين في مطار “شيبول” في العاصمة امستردام ووجهت اليهما تهمة “الاعداد لهجوم ارهابي”. واضافت الشبكة أن السلطات الهولندية أوقفتهما بناء على طلب من السلطات الأميركية.
ونقلت شبكة “سي بي أس” أن الرجلين لم يكونا على صلة واحدهما بالآخر وبأن المسؤولين كانوا يركزون تحقيقاتهم على الصوفي بصفته ارهابيا محتملا قبل أن يتبين عكس ذلك.
وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية مساء الاثنين الماضي عن العثور على “مواد مشبوهة” في حقائب الرجلين على متن رحلة “يونايتد ايرلاينز” التي أقلعت ليل الأحد الماضي من شيكاغو الى امستردام.
وأوضح بيان عن الوزارة أن المواد التي عثر عليها لم تكن خطرة بحد ذاتها. وقال مسؤول في الوزارة أن الرجلين اللذين تم اعتقالهما لم يكن بحوزتهما أية مواد ممنوعة في كابينة الطائرة أو في حقائب اليد، وأن عناصر من رجال الحماية الجوية الأميركية كانوا على متن الرحلة. ونقلت شبكة “أي بي سي” في تقرير لها أن سلطات التفتيش في مطار برمنغهام (ألاباما) ارتابوا من الصوفي بسبب ثيابه الفضاضة وأمروه بالمثول أمام محطة تفتيش ثانية. وبعد تفتيش حقائبه عثروا على مبلغ 7000 دولار أميركي وعلى هاتف خليوي ملصق بقارورة دواء “بيبتوبسمول”. وعثروا كذلك على ثلاثة هواتف خليوية مربوطة في حزمة واحدة وعلى عدة ساعات يد.
ومن جهته، قال عماد حمد المدير الاقليمي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي)-ميشيغن “إن الرجلين معروفان في أوساط الجاليات اليمنية في منطقة ديترويت ولهما أقارب غير مباشرين يعيشون فيها”. وأوضح حمد أن أحدهما انتقل الى برمنغهام – ألاباما، فيما انتقل الثاني الى مدينة ممفيس في ولاية تينيسي. وقال حمد “إنه لا يعرف الرجلين لكن يمنيين أميركيين يسكنون في منطقة ديترويت أبلغوه بأن هذين الشابين أقاما هنا سابقا”.
وقال حمد أن الرجلين، مثل المهاجرين اليمنيين الآخرين، عرف عنهما عملهما في المطاعم ومحلات السمانة وفي ظروف صعبة، من أجل مساعدة عائلتيهما في بلدهم الأصلي اليمن. وأوضح حمد أن الرجلين ينتميان الى عائلتين يمنيتين محترمتين في منطقة ديترويت.
Leave a Reply