جميل ان نشهد دولة كالإمارات العربية المتحدة، تقدم على مشاريع قومية كان آخرها مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الثقافية، وهدفها الأساسي الأخذ بيد المثقفين العرب من روائيين وقصاصين وشعراء، ومساعدتهم على نشر إنتاجاتهم الفكرية والترويج لها، بغية تطوير المواهب العربية وإتاحة الفرص الملائمة لها لإعادة إحياء نهضة ثقافية عربية، طمسها زمن تغلب عليه الأعمال التجارية والصفقات المالية والفنون الهابطة والتكنولوجيا، بحيث لم يعد أحد إلا القليل يلفت نظره ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو رواية أو مسرحية. وقد يقول قائل وما أهمية هذه الصنوف الإنتاجية من الأدب، ما دامت لا تجلب لأصحابها مالاً ولا مكانة إجتماعية أو إقتصادية، ولا هي تحقق للمهتمين والمطلعين عليها شأناً يذكر. والإجابة على ذلك أن هذه الأنتاجات الأدبية هي بمثابة الجذور في شجرة النهضة لأي شعب وأية أمة تحرص أن يكون لها تاريخ مجيد، بل هي الأغصان التي تنبت من عليها الأزهار والثمار، إذ لا يكفي دولة أن تبني إقتصاداً مزهراً ومعامل ومختبرات علمية ومدارس وجامعات وتقيم ناطحات سحاب وأبراجاً وحدائق غناء ومطارات وموانئ وجيوشاً وأجهزة شرطة، وفي الوقت ذاته تهمل ثقافتها وآدابها وفنونها وتراثها وأخلاقها، وهي إن قلت ذلك فكأنما تخلع عن نفسها هويتها وتميزها وخصوصيتها، وتصبح حينئذ كامرأة جميلة خضراء الدمن، جميلة حقاً في مظهرها لكنها تفتقد إلى العفة والأخلاق والأدب.الإمارات بما حباها الله من خيرات وثروات، دولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، لكنها كبيرة برجالها، هؤلاء يدركون أن دولتهم مهما وصلت إليه من شأن مالي وإقتصادي، لا يمكنها المحافظة على هذا الشأن وسط محيط عربي تسوده الفاقة والجهل والظلم والتخلف، لذا فهي تخصص جزءاً من ثرائها لتطوير هذا المحيط في شؤون إجتماعية وإقتصادية، فقبل عدة أشهر أقدمت دولة الإمارات حين ضربت موجة نقص الخبز في الأسواق المصرية وكادت تتسبب في ثورة إجتماعية، أقدمت على الاتفاق مع مصر والسودان على تمويل مشروع لإنتاج القمح بتكاليف تصل إلى مليارات الدولارات، وهي لها مشاريع تنموية في العديد من الدول العربية إضافة إلى مشاريع خيرية في مناطق منكوبة ومنها فلسطين، وهي قبل عام من الآن خصصت عشرة مليارات دولار لدعم الثقافة في العالم العربي، وها هي الآن تطرح هذا المشروع الثقافي للعرب جميعاً الموهوبين في الشعر والنثر والأدب والكتابة، ممن أغلقت في وجوههم السبل، يمكنهم الإستفادة من هذا العرض والتواصل مع هذه المؤسسة الرائدة عبر الشبكة الإكترونية:mbrfoundation.aeحيث يمكنهم إرسال نسخة من أعمالهم الأدبية للإطلاع عليها من قبل لجنة متخصصة ونزيهة، فإن كانت الأعمال صالحة للنشر، حينها تقوم المؤسسة بطباعتها ونشرها على نفقتها الخاصة، متمنين لهذه المؤسسة التقدم والإزدهار
Leave a Reply